يعتبر رقم 40 هو الرقم السحري في حياة أي إنسان، فعنده تكتمل قوة الإنسان البدنية والعقلية والنفسية.. وعندها يبلغ الإنسان ذروة نشاطه وإبداعه.. ولذلك قال المولي سبحانه وتعالي "حتي إذا بلغ أربعين سنة قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي".. وفي سن الأربعين كانت بعثة الرسول، وفي سن الأربعين يحق للمرء أن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية.. وهكذا. واليوم الخميس، تحتفل كلية الإعلام جامعة القاهرة ببلوغها هذه القمة.. تحتفل كلية الإعلام بمرور أربعين سنة علي إنشائها، وعلي تحولها من مجرد قسم تابع لكلية الآداب ، ثم إلي معهد عال، وأخيراً ومنذ أربعين سنة إلي كلية متخصصة في الدراسات الإعلامية، وهي أول وأكبر كلية متخصصة في الدراسات الإعلامية والتدريب الإعلامي في مصر والدول العربية والشرق الأوسط، وفي هذا العام تحتفل الكلية بتخريج الدفعة رقم 35 والتي تحمل اسم رائد من رواد الدراسات الصحفية في مصر والوطن العربي وهو الراحل الأستاذ الدكتور سامي عزيز جيد.. ويأتي احتفال كلية الإعلام، وسط متغيرات عديدة طرحت نفسها علي الدارسين والممارسين في مجال الإعلام، بأنواعه المتعددة، وبطرق التعبير المختلفة، ويأتي علي رأس هذه المتغيرات ثورة التكنولوجيا الاتصالية والتي جعلت من كل من لديه جهاز كمبيوتر صاحب جريدة، ومحطة إذاعية، وقناة تليفزيونية في الوقت ذاته.. أتاحت التكنولوجيا الجديدة فرصاً واعدة للأفراد الهواة، وتهديدات حقيقية للمؤسسات، وللأشكال التقليدية.. وهي تحديات بات من الصعب تأجيل المواجهة معها، وتأجيل التكيف مع معطياتها. كما يأتي احتفال الكلية هذا العام، والممارسون والدارسون يجتمعون لأول مرة علي ضرورة أن يتم تفعيل مواثيق الشرف الإعلامية علي اختلاف الوسائل، فالممارسات القائمة أصبحت من التدني في معظمها، بحيث أصبح من الصعب التفرقة بين الجيد والرديء، وأصبح من العسير التعرف علي الممارسات الصحيحة في ضوء تفشي الممارسات الخاطئة كتعبير مخفف للواقع المرير.. كما يأتي احتفال الكلية هذا العام، والمجتمع يشهد حراكاً سياسياً وثقافياً كبيراً، لاشك أن للإعلام دوراً كبيراً في توجيه دفته، وفي وضع شواطيء له تحميه من الإنزلاق إلي نواح لا قبل لنا بها، وهو ما يفرض علي الكلية أن تدرسه، وأن تدلي بدلوها العلمي في فعالياته ومعطياته. مبروك لكليتنا عيدها الأربعون، وغداً يحتفل تلاميذنا بعيدها المئوي.. وإن غداً لناظره قريب.