بينما كان عدد من قيادات جماعة الإخوان المحظورة يسعون لجس نبض الأحزاب السياسية «الصغيرة» لفتح قنوات اتصال مشتركة بين الطرفين، بعد أن صادفتها أكثر من عقبة أعادتها إلي نقطة «الصفر» تقريبًا في حوارها مع الأحزاب الرئيسية، شنت أحزاب المعارضة هجومًا حادًا علي محاولات الجماعة، رافضة بشكل مبكر إيماءات قياداتها بإمكانية عقد أحلاف مشتركة. ويأتي هذا الهجوم الحزبي في أعقاب رفض حزب الجبهة الديمقراطية استقبال وفد الجماعة، الذي استبدلته قياداتها بلقاء آخر أمس الأول مع مجموعة أيمن نور رئيس حزب «الغد» السابق الذي كان قد سبق إدانته بتهمة تزوير. وكشف ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل وعضو مجلس الشوري عن أن عددًا من نواب جماعة الإخوان المحظورة، منهم محمد البلتاجي وسعد الحسيني كانوا قد جروا عددًا من الاتصالات معه الاسبوع الماضي لترتيب لقاء يجمع بين الطرفين إلا أنه واجه هذا الطلب بالرفض لاختلاف ايديولوجيات الجماعة مع أفكار حزبه، علي حد قوله. وقال إبراهيم عبد الملك الأمين العام لحزب مصر 2000 إن قياديا إخوانيا بالمكتب الإداري للجماعة بالإسكندرية طلب منهم إجراء حوار مشترك، إلا أنهم اشترطوا عدم الحديث عن أي تحالفات مستقبلية لكنهم لم يغلقوا باب الحوار الذي لم يتحدد موعده بعد. وأوضح عبد الملك أسباب رفضه للدخول مع الجماعة في أي تحالفات قائلاً: «تجربتي مريرة معهم منذ أن كنت أمينًا عامًا لحزب العمل إذ تسببوا آنذاك في إغلاق وتجميد الحزب.. ثم خانوا تحالفهم مع الحزب بحثا عن حليف أقوي .. وهذا يعني أنهم إذا تحالفوا مع أحد طعنوه من الخلف وباعوه بأبخس الأثمان. وأضاف عبد الملك: «الأحزاب التي تقبل هذا التحالف «يُضحك عليها»، لأن الإخوان سيستخدموها كالنعال للوصول إلي أهدافهم ثم يتركونها بعد ذلك. ورفض وحيد الأقصري رئيس حزب العربي الاشتراكي «المتنازع عليه» اجراء أي حوار مع الإخوان قائلاً: «لا يستطيعون ان يطلبوا منا هذا لأننا اعلنا موقفنا منذ فترة طويلة.. وأكدنا أننا لا نتعامل مع أي تيارات غير شرعية لا يعترف بها الدستور أو القانون، خاصة أن لجوء الإخوان للأحزاب ابتزاز سياسي هدفه أن الغاية تبرر الوسيلة» .. وأضاف الأقصري: لن نتعامل مع أي حركات غير شرعية وأرفض أن يزج باسم حزبنا في مثل هذه الأمور لأن أي حزب سيرفض أن يكون مطية ولا يجوز أن تنزل جماعة سياسية بالبراشوت علي برنامج حزب للوصول لكرسي البرلمان.. ورغم أن الحزب الجمهوري كان قد تلقي اتصالات سابقة من الجماعة قيل إن أحد أطرافها كان النائب محسن راضي، إلا أن هذا العرض بحسب قياداته لم يتم تجديده.. وقال علاء عبد العظيم أمين عام الحزب إن الأمر مرتبط بقرار المجلس الرئاسي للحزب وليس قرارًا فرديًا.. وفي النهاية، فإن اللقاء بأعضاء من الجماعة، هو بمثابة السعي للتأثير علي الشرعية التي تتمتع بها المؤسسات الحزبية لصالح أهداف غير شرعية تسعي «المحظورة» لتحقيقها .. وأشار أحمد الجبلي رئيس حزب الشعب إلي أن قبول الحوار مع الجماعة أمر مرفوض شكلاً وموضوعاً، إذ أن ذلك بمثابة توريط للمعارضة في القبول بمبدأ العمل السري، خاصة أن الجماعة تسعي لسحب الأحزاب نحوها بما يخدم أهدافها فقط.. وقال عصام عبد الرازق الأمين العام لحزب التكافل أن أي اتصال من قبل الجماعة «مرفوض مقدمًا» وأن الجلوس معهم علي «طاولة» واحدة، أمر غير مجد، متابعاً: نحن نرفع شعار «نعم للحوار» مع الجميع.. ولا للتحالفات «المشبوهة»، لأن التكافل يرفض أي تحركات تستهدف العبث بمقدرات الشعب أو تخلق الفوضي والبلبلة.. ودعا مصطفي عبد العزيز رئيس حزب المحافظين الأحزاب السياسية التي تلقي دعوات من الجماعة إلي عدم الانجراف وراء مثل هذه الحوارات.. لأن الإخوان يعلمون أن المرحلة المقبلة ليست لهم .. وهم لن يستطيعوا التأثير علي الشعب بالشعارات الدينية مثلما كانوا يفعلون في الانتخابات التشريعية الماضية.. والموسم الانتخابي المقبل، مليء بالزخم السياسي، إذ تتنازعه ثلاثة انتخابات متعاقبة، هي: الشوري والشعب والرئاسة.