رفضت المفوضية العامة لانتخابات السودان التشكيك في نتائج الانتخابات العامة الأخيرة وانتقد نائب رئيس المفوضية عبدالله أحمد عبدالله تقارير المراقبين الدوليين الذين اعتبروا أن الانتخابات السودانية لم ترق إلي مستوي المعايير الدولية. وقال عبدالله :إن هذه التقارير «لم تراع الظروف التي تجري فيها الانتخابات» والتي وصفها بأنها شديدة التعقيد كونها جرت علي مستوي الرئاسة والبرلمان الوطني ومجالس الولايات وحكومة الجنوب وبرلمانه. وقال عبدالله في تصريح لقناة «السودان»: إن المعايير الرئيسية التي كان يجب أن تتحدث عنها البعثات هي ان المقياس الحقيقي لنجاح الانتخابات هو نزاهتها ولم نقف اطلاقا علي أي من المراقبين الدوليين الذي تحدثوا عن عدم نزاهة الانتخابات. المعيار الثاني نسبة المشاركة وتشير التقارير إلي أن نسبة الاقتراع كانت عالية للغاية. وأضاف أن المعيار الثالث هو أن تتم في جو آمن دون عنف والانتخابات في جميع ولايات السودان تمت في جو آمن، ورابعا مدي الحرية التي تتمتع بها القوي السياسية والناخبون في الحراك السياسي. الأحزاب السياسية تحركت تحركا سمته الحرية حتي في وجود قوانين مقيدة للحريات غير أن هذه القوانين لم تشكل عائقا لحراك الأحزاب الانتخابي. وكانت رئيسة بعثة المراقبين الأوروبيين فيرونيك دي كيسير وكذلك الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي اشرفت مؤسسته علي الانتخابات اعتبرت أن الانتخابات «لا ترقي إلي المعايير الدولية». في حين أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب المؤتمر الشعبي المعارضان الرئيسيان المشاركان في الانتخابات السودانية رفضهما لنتائجها باعتبارها لا تمثل الشعب السوداني. بدوره، أعلن حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي انه لن يشارك في المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات التعددية الأولي التي نظمت في السودان منذ ربع قرن، متهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم حدوث تزوير. وقال الترابي خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم «الاقتراع وحسابه زور، سنرفع الأمر للقضاء، ولكنه من العسير عليهم معالجته». وقال «ننتظر أن تأتينا قياداتنا من الولايات وسنتخذ موقفا أشد من ذلك ونتشاور مع القوي السياسية، وتعرفون بدائل صناديق الاقتراع». من جانبها أوضحت بعثة الجامعة العربية إلي السودان في تقرير رفعته للأمين العام عمرو موسي وحصلت عليه «روزاليوسف» أن الانتخابات السودانية اشتملت علي عدة سلبيات أبرزها وجود بعض الأخطاء في سجلات الناخبين والرموز الانتخابية وبطاقات الاقتراع إلي جانب عدم كفاية التدريب الذي حظي به أعضاء مراكز الاقتراع. وبين التقرير أن التصويت كان يتم في أماكن مكشوفة وغير مؤمنة بشكل جيد إلا أن بعثة الجامعة رأت أن جهود المفوضية القومية للانتخابات تستحق التقدير أخذا في الاعتبار أن هذه أول انتخابات في السودان منذ 25 عاماً مهنئة السودانيين علي إجراء الانتخابات. من ناحية أخري يصل الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي السوداني، إلي القاهرة في ختام جولة عربية له، تشمل لبنان وقطر. وقالت رقية عبدالقادر مسئولة مكتب حزب الأمة في القاهرة: إن الصادق المهدي وصل إلي القاهرة مساء أمس وتوقف لعدة ساعات، وهو في طريقه إلي بيروت غدًا الاثنين، ويتوجه المهدي بعد انتهاء زيارته إلي بيروت، التي تستغرق ثلاثة أيام، إلي الدوحة لحضور مؤتمر المؤسسة العربية للدفاع عن الديمقراطية، علي أن يعود بعدها إلي القاهرة لقضاء عدة أيام للقاء عدد من كبار المسئولين المصريين، للتشاور حول آخر المستجدات والأوضاع في السودان، في ضوء الانتخابات العامة الأخيرة والتي قاطعها حزب الأمة قبل أيام من موعد الاقتراع.