انتقدت امس مفوضية الانتخابات السودانية تقييم المراقبين الدوليين لعملية الاقتراع مؤكدة علي نزاهتها.. جاء ذلك في الوقت الذي يترقب فيه السودانيون نتائج اول انتخابات تشهدها بلادهم منذ 42 عاما والمقرر ان تعلن غدا الثلاثاء. وقال عبدالله احمد عبدالله نائب رئيس المفوضية ان تقارير المراقبين الدوليين لم تراع الظروف التي تجري فيها الانتخابات والتي وصفها بانها شديدة التعقيد لانها جرت علي مستوي الرئاسة والبرلمان الوطني ومجالس الولايات وحكومة الجنوب وبرلمانه. واضاف عبدالله في مقابلة مع قناة »السودان« الحكومية ان المعايير الرئيسية التي كان ينبغي ان تتحدث عنها البعثات هي ان المقياس الحقيقي لنجاح الانتخابات هو نزاهتها.. والمعيار الثاني هو نسبة المشاركة التي اشارت تقارير الي ان نسبتها كانت عالية للغاية.. اما المعيار الثالث فهو ان تتم الانتخابات في جو آمن دون عنف ورابعا مدي الحرية التي تتمتع بها القوي السياسية والناخبون في الحراك السياسي. وكانت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في السودان فيرونيك دوكيسر والرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر الذي اشرفت مؤسسته علي عملية الاقتراع قد اعتبرا ان الانتخابات لا ترقي الي المعايير الدولية وهو ما يمثل ضربة للبشير الذي يبحث عن فوز يقره العالم لإضفاء شرعية علي حكم والتصدي لاتهامات المحكمة الجنائية الدولية. كما رصد المراقبون اخطاء رافقت الانتخابات وتحدثوا عن ضغوط تعرض لها الناخبون وخاصة في الجنوب.. واستبعد الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب المؤتمر الشعبي اللذان شارك مرشحاهما في هذه الانتخابات اعلان النتائج بتأكيد رفضهما لها علي لسان بعض قادتهما.وعقدت احزاب المعارضة مؤتمرا صحفيا اعقب لقاء قياداتها بمقر حزب الامة السوداني في ام درمان جددت فيه رفضها للانتخابات ونتائجها.وقال فاروق أبو عيسي رئيس هيئة تحالف قوي الاجماع الوطني انهم ناقشوا العديد من القضايا مضيفا ان موقف القوي المعارض موحد من الانتخابات التي وصفها »بالفضيحة« واوضح انه لا يوجد حزب يتمكن من الفوز بنسبة 99٪ في انتخابات ديمقراطية مشيرا إلي ان هذه الانتخابات مزورة من الالف إلي الياء. وقال مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي حاتم السر انه يرفض نتائج الانتخابات جملة وتفصيلا مشيرا إلي انها لم تعكس التمثيل الحقيقي لاهل السودان. واكد السر ان حزبه سيرفع الامر الي القضاء وهدد في حالة عدم استجابة المحكمة للطلب باللجوء إلي ما وصفها باساليب بديلة لصناديق الاقتراع دون ان يحدد طبيعة هذه الاساليب. ومن جانبه قال ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان التي قاطعت الانتخابات في الشمال وخاضتها في الجنوب ان هذه الانتخابات سلبت الشعب من ارادته مشيرا إلي انه كان من المفترض ان تخرج السودان من ازماتها الا ان التزوير الذي شابها زاد من هذه الازمات. وأضاف ان دعوة المؤتمر الوطني الي حكومة وحدة وطنية هو محاولة للقفز فوق النتائج المزورة واضفاء الشرعية علي هذه الانتخابات. واعلن حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي انه لن يشارك في المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات متهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتزوير.