حالة من الانقسام الحاد أثارها استبعاد ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري الاجتماعي الحر لنائبه القبطي ممدوح رمزي من اللقاء الذي جمعه وعدد من نواب الجماعة المحظورة بالبرلمان بمقر حزبه بجاردن سيتي الأحد الماضي. وتفجرت الخلافات علي إثر اتهامات تم توجيهها لممدوح قناوي بمحاولة الوقيعة بين أقباط الحزب الدستوري ليفعل ما يحلو له من تقارب مع جماعة «محظورة» لا تؤمن إلا بإقصاء مخالفي العقيدة عن الحياة السياسية، إذ إنه - أي قناوي - استعان بكادر حزبي آخر، هو عصام بشارة الرئيس السابق لإحدي الشركات الملاحية، رغم أن رمزي بصفته نائبه كان هو الأولي بالمشاركة، علي حد وصف الأخير. والأزمة بدأت عندما تلقي رمزي اتصالاً هاتفيًا علم من خلاله عزم رئيس الحزب بدء حوار مع جماعة الإخوان وقصر اللقاء علي نائبه محمد العمدة إلي جانب عصام بشارة، الذي سوف ينوب عن أعضاء لحزب الأقباط. وبرر قناوي هذا الأمر في اتصال آخر جمعه ورمزي قائلاً «إحنا خشينا انفلاتك وخروجك علي النص كعادتك».. وهو ما دفع الأخير إلي وصف الأمر بالمؤامرة التي دبرها ضده رئيس الحزب بانتدابه قيادياً آخر قبطياً لتسوية الموقف.. وهو يعلم أن من أتي به لحضور لقائه مع الإخوان - علي حد وصف رمزي - لن يقدم أو يؤخر. ولفت رمزي إلي حدوث مشادة بينه وبين نواب المحظورة عقب انهائهم الاجتماع، عندما توجه أحد الحاضرين بسؤال للنائب سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد حول موقف الجماعة من ولاية المرأة والقبطي.. فرد الحسيني قائلاً: لا نؤمن بحقهم في ذلك من منطلق الفكر العقائدي للجماعة، الأمر الذي أثار غضبه -أي رمزي- ووجه حديثه للإخوان: «رأيكم خاص بكم.. ولا حاجة لنا به». وأضاف رمزي: قناوي يريد الإطاحة بي بدليل استدعائه عصام بشارة نائبه الثاني للحديث مع الإخوان ضمن الوفد الذي اختاره للتفاوض مع الجماعة، وتنحيتي في المقابل، إلا أنني لن أترك الحزب إلا وقتما يروق لي. ومن ناحيته، برر ممدوح قناوي رئيس الحزب تغيير موقفه من الإخوان إذ كان دائم الوصف لهم بالتطرف، زاعمًا أنه لاحظ تغييرا بفكر الجماعة مما دفعه لتوجيه النصح لهم بأن يستبدلوا شعارهم «الإسلام هو الحل» ب«الحرية هي الحل» إذ إن هذا الشعار يفرق ولا يجمع وأن ملامح التغيير بدت في تخليهم عن الحديث المتكرر عن الشريعة واستخدامهم لها منذ الثمانينيات وهو ما كان سبب الفجوة التي اتسعت بينه وبينهم إلا أنهم بدأوا في الحديث عن حقوق المواطنة والدولة المدنية وهو ما رفضه لقبول الحوار معهم! وكأنه لا يتابع ما تطرحه الجماعة جيدا، سواء من قبل نوابها بالبرلمان أو قيادات مكتب إرشادها، تابع قناوي: وجدت في حديثهم قابلية لإنشاء حزب سياسي مدني، ونصحتهم بفصل العمل الدعوي عن السياسي حتي يستطيعوا إحراز نتائج أكثر إيجابية في الانتخابات المقبلة!