تزامنًا مع ظهور بوادر انشقاقات في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته «نوري المالكي» والطامح لولاية ثانية غرقت بغداد في الدماء أمس إثر وقوع سلسلة انفجارات علي مقربة من قنصلية مصر وسفارات ألمانيا وإسبانيا وإيران والمصرف العقاري، مما أدي إلي مقتل 50 شخصًا وإصابة 140 آخرين بينهما أربعة جرحي مصريين في حصيلة أولية مرشحة للزيادة.. وليس بين القتلي مصريين. وقال المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في تصريحات صحفية إن 50 شخصًا علي الأقل قتلوا وجرح نحو 140 آخرين في ثلاثة تفجيرات متزامنة استهدفت السفارة الإيرانية في منطقة الصالحية والسفارتين الألمانية والمصرية في منطقة المنصور غرب بغداد، مضيفًا إن التفجيرات نفذت بسيارات مفخخة ركنت بالقرب من تلك السفارات. وأعلن عطا اعتقال انتحاري قرب المبني القديم للسفارة الألمانية وسط العاصمة. في الوقت نفسه لقي خمسة عراقيين حتفهم وأصيب 18 آخرون جراء انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة علي جانب الطريق لدي مرور دورية للشرطة الحكومية بمنطقة وادي حجر وسط مدينة الموصل (400 كم شمال بغداد). وقال مصدر أمني في تصريح صحفي إن انفجارًا بسيارة مفخخة في مدينة الموصل مركز محافظة نينوي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 18 آخرين بينهم ضابط برتبة نقيب بجروح مختلفة، تم نقلهم إلي أحد المستشفيات القريبة لتلقي العلاج. وأضاف المصدر إن الانفجار أسفر أيضًا عن إلحاق أضرار مادية بالمحال التجارية القريبة من موقع الانفجار. وفي مصر أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي أن أحد انفجارات بغداد بمنطقة حي المنصور وقع بالقرب من القنصلية المصرية هناك وأسفر عن إصابة أربعة من المصريين العاملين بالقنصلية وأضرار في المبني. وأوضح أن التقارير الأولية الواردة من سفير مصر ومن قنصل مصر في بغداد أفادت بأن إصابات الموظفين المصريين الأربعة ليست خطيرة وأنها نتجت بشكل أساسي عن تطاير شظايا الزجاج من جراء الانفجار مشيرا إلي أنه تم نقلهم إلي مستشفي اليرموك حيث يتلقون الرعاية اللازمة. وأضاف أنه من المؤسف أن الانفجار أدي كذلك إلي استشهاد قائد وحدة الحماية العراقي وعدد من أفراد الوحدة، معربا عن خالص التعازي لأسر الشهداء من أفراد الشرطة العراقية. وأكد أن السفير المصري وطاقم السفارة الذين يعملون من داخل المنطقة الخضراء بخير ويواصلون عملهم بشكل اعتيادي موضحا أنهم يتابعون مع السلطات العراقية اتصالاتهم من أجل التعرف علي ملابسات الحادث ومرتكبيه خاصة في ضوء أن الانفجار هو واحد من أربعة انفجارات وقعت في منطقة حي المنصور التي تتواجد فيها عدة بعثات دبلوماسية ومن بينها القنصلية المصرية. وأضاف أن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية وجه فور تلقي الأنباء بتشكيل مجموعة عمل داخلية بالوزارة لمتابعة الوضع بجميع تفصيلاته وبالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية. وأشار إلي أن أبوالغيط أجري اتصالا هاتفيا مع نظيره العراقي في أعقاب الانفجارات أدان فيه الوزيران بأقوي العبارات تلك الأفعال الإرهابية الخسيسة. بدوره أكد مصدر عراقي مطلع أن التفجيرات التي وقعت أمس في بغداد واستهدفت عدة سفارات تقف وراءها جهات أجنبية وإحدي دول الجوار المعروفة بدعم الميليشيات المسلحة في اشارة إلي ايران، ملمحاً إلي أن استهداف سفارة طهران في العراق يأتي في اطار التمويه وشدد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات ل«روزاليوسف» علي ان تلك الميليشيات بدأت تنشط عقب انتهاء الانتخابات النيابية العراقية التي جاءت نتائجها مغايرة لتوقعات ايران. من جانبها أدانت الجامعة العربية التفجيرات ووصفتها بالأعمال الإرهابية واعرب رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف في تصريح ل«روزاليوسف» عن قلق الجامعة البالغ تجاه هذه التطورات المؤسفة. فيما ندد السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي بالهجوم قائلاً إنها عملية إرهابية أمام السفارة لكن لسنا متأكدين من أن السفارة هي المستهدفة، واكد عدم وقوع ضحايا بين موظفي السفارة. علي صعيد تشكيل الحكومة أكدت مصادر مطلعة وجود رغبات مبيتة لدي أكثر من شخصيتين ذات شأن داخل «دولة القانون» للخروج منه، بعدما تأكدت تلك الشخصيات من أنها لن تحصل علي مناصب في الحكومة المقبلة، باعتبار أن ائتلاف دولة القانون لن يكون المبادر واللاعب الأساسي في تشكيل تلك الحكومة. وأكدت المصادر في تصريحات صحفية أمس أن القائمة العراقية، التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي نجحت إلي حد بعيد في التفاوض مع الكتل الأخري، ومنها القوائم الكردية، وأن رافع العيساوي كبير المفاوضين (في قائمة علاوي) لعب دورًا كبيرًا في إنجاح تلك المفاوضات، مشيرًا إلي أن المفاوضات تجري الآن لصالح القائمة العراقية.