قال تقرير أوروبي صدر الشهر الجاري ان الاشتراط علي حماس الاعتراف باسرائيل قبل بدء المحادثات معها لا يدع مجالا لفرصة تحولها للاعتدال أثناء التفاوض مؤكدا أن الاعتدال غالبا ما يأتي نتيجة للحوار وليس شرطا له، وحذر من أن عدم الاعتراف الدولي بحماس هو السبب في رفضها الاعتراف باسرائيل. وذكر التقرير الصادر عن معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية انه ليس من الحكمة أن تصر أوروبا علي نزع سلاح حماس قبل بدء المفاوضات لأن ذلك يضعف من موقف الحركة التفاوضي، مشيرا إلي نموذج جيش التحرير الايرلندي الذي ألقي سلاحه بعد بدء المفاوضات. واتهم التقرير الاتحاد الأوروبي بلعب دور في اذكاء الخلاف وحالة الاستقطاب بين حركتي فتح وحماس عبر خيار "الضفة الغربية أولا". وانتقد التقرير سياسة عزل حماس التي أثبتت أنها تسببت في تراجع جهود السلام، موضحا ان سياسة الحصار الاقتصادي نجحت في تجويع حكومة هنية وحرمانها من المساعدات المالية، لكنها دفعت حماس للبحث عن مصادر مساعدة أخري مثل سوريا وايران. وأضاف التقرير انه اذا كان الاتحاد الأوروبي يعيش "سنوات المراهقة" ولا يزال في حاجة لتأكيد دوره في السياسة الدولية فانه يجب علينا ارخاء الشروط الثلاثة التي يفرضها علي الحوار مع حماس من أجل تعزيز فرص السلام في الشرق الأوسط. وقال ان التركيز علي تدريب الشرطة المدنية الموالية لفتح في الضفة فقط معناه أن الاتحاد الأوروبي سيتخلي عن السيطرة علي قوات حماس.