اخضع لأمك وارضها، فعقوقها إحدي الكبائر، الأم روض إن تعهد الحياة بالري أورق فاكرم والديك به والأم أولي بالاكرام. كلمات رقيقة عبر بها المصور عادل مبارز عن مشاعره تجاه والدته التي عاش سنوات عمره مترعرعًا في احضانها ومتشربًا من حبها، غير مدرك أنها ليست والدته الحقيقية. توفيت والدة مبارز عندما كان عمره عامان وشقيقته الصغري عام واحد فإذ هي تحتضن الأطفال الصغار وتقرر الموافقة علي الارتباط بالوالد المكلوم مضحية بشبابها من أجلهم. عاش الطفلان غير مدركين للأمومة إلا بها واستمرت هي بعطائها لهما حتي بعد انجابها 3 أبناء فكانوا 5 أشقاء احباء ونعم الأبناء. ويروي مبارز مشاعره تجاه والدته بقوله: ساندتنا في كل المواقف العصيبة وكان أصعبها عندما مررنا بأزمة اقتصادية عنيفة بعد نكسة 1967 كادت أن تنهي بتجارة والدي فكانت تفضلنا عن نفسها في المأكل والشراب وفصلتنا عن أزمة والدي، وكنت وقتها بدأت رحلتي مع التصوير في استديو وكان أول أجر لي جنيه واحد ولكنه مثل ثروة كبيرة والفرصة الأخيرة لحل الأزمة العائلية، فسمحت لي بالعمل بعد قصة من الرفض استمرت لسنوات. يؤكد مبارز: أن والدتي حلمت أن أْعمل طيارًا أو ضابطًا ولكن كنت عاشقًا للتصوير منذ نعومة أظفاري، واستمررت بالدراسة حتي أنني رسبت 3 سنوات متواصلة في المرحلة الاعدادية فاستضافوا في المنزل مصور الفوتغرافيا حسين بكر ليقنعني بأهمية استكمال الدراسة وبالفعل التحقت بالمرحلة الثانوية. ولم تقتنع يومًا والدتي بعملي كمصور حتي حققت نجاحًا ملوحظًا لتأتي المرحلة الصعبة وهي توجهي في تصوير المناورات الحربية فإذا هي تنفطر دموعًا وتبكي وتستحلفني بعدم الذهاب ولكن اصررت علي الذهاب ويختتم حديثه بقوله: عشنا أشقاء في منزل واحد، غرزت في أشقائي البنات حب العمل المنزلي وطاعة الزوج، أما أنا فربتني علي الأمانة والعطاء واحتواء شقيقاتي وأن الحياة سلسلة من الكفاح ولن تكن مفروشة بالورود مصممة أن يحصل كل أبنائها علي التعليم العالي. رحلت الوالدة الحنون منذ عامين وعلي الرغم من عدم انفصال مبارز عنها أبدًا وملازمته لها في رحلته إلا أنه يعترف بعدم وفائه بشكل كاف لها. مشيدًا بدورها قائلاً إن تجاربنا مستمدة من مواقف طفولتنا السابقة والإنسان ما هو إلا ثمار جذور الماضي وكل ما أنا فيه من خلق أو شيم ما هي إلا امتداد لعطاء أم واحتضانها في رحلة امتدت لخمسين عاما.