يبدو أن سحر كرة القدم امتد تأثيره الي عالم الحيوانات بعدما شهدت بعض مباريات اللعبة الأكثر شعبية في العالم علي مر تاريخها العريق عدداً من الطرائف والمواقف الساخرة التي لعبت فيها الدواب والكواسر والجوارح دور البطولة أمام حشود الجماهير التي تضيق بها جنبات الملاعب. كلاب.. ولكن ظرفاء نبدأ هذه الرحلة التي شهدت اهتمام جميع المواقع العالمية ، علي رأسهم موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " ، مع المنتخب الانجليزي الذي تربطه العديد من المواقف الطريفة مع الحيوانات خاصة الكلاب ... حيث سرق كلب جميع الأضواء خلال موقعة ربع النهائي في مونديال تشيلي 1962 والتي جمعت بين منتخب الأسود الثلاثة وعمالقة السيليساو، إذ تسلل بنجاح إلي أرضية المستطيل الأخضر وراح يطوف بين اللاعبين ، علماً بأن النجم البرازيلي جارينتشا ذ الملقب بالطائر الصغير ذ حاول التصدي له مراراً وتكراراً لكن دون جدوي، قبل أن يتمكن الإنجليزي جيمي جريفز من الانقضاض عليه مثل جارح مفترس . وقد علق الهداف المرعب علي تلك اللقطة قائلاً: "لقد أحسست بمرارة كبيرة بعد ذلك، إذ لم يعد أي برازيلي يريد الاقتراب مني من شدة الهلع، وقد كان بإمكاني أن أستغل ذلك من أجل خلق العديد من فرص التسجيل." ولم تتوقف حكايات الإنجليز مع الكلاب عند هذا الحد، حيث كسب احد الكلاب و يدعي " برين " شهرة واسعة في أوساط ساكنة بلدة "تركاي يونايتد" الواقعة في أقصي الجنوب، بعدما ساهم في إنقاذ ناديها المحلي من الهبوط إلي الدرجة السفلي. فخلال مباراة مصيرية أمام كرو أليكزاندرا، ارتمي الكلب البوليسي علي جون ماكنيهول، لاعب تركاي يونايتد، وغرس أنيابه في جسده بقوة فطرحه أرضاً لتتوقف المباراة للحظات طويلة من أجل إسعاف الضحية. وقد مكن ذلك الوقت الميت فريق تركاي من ترميم صفوفه وإعادة ترتيب أوراقه قبل أن يدرك التعادل في الوقت بدل الضائع، وهي نتيجة كانت كافية لطرد شبح الهبوط. حضور قوي لأصحاب الأجنحة مازالت سجلات أقوال نجوم كرة القدم تحتفظ بتصريح إيريك كانتونا الذي حير كل المتتبعين والمراقبين عام 1995 حيث قال الأسطورة الفرنسي أن "طيور النورس عندما تطارد الصيادين فإنها تعتقد أنها ستنال قسطاً من أسماك السردين " ومن سبق له أن زار مرسي مدينة فيجو الأسبانية، لا بد وأنه عاين هذا المشهد عن كثب. لكن أجواء الميناء انتقلت إلي ملعب بالايدوس بمناسبة مباراة في كرة القدم بين سيلتا فيجو وريال مدريد ، حيث اقتحمت طيور النورس أرضية الملعب، مما أرغم الحكم علي إيقاف المواجهة في انتظار طردها من الملعب، لكن أحدها امتنع عن الرحيل فأخذ يهاجم هداف النادي الملكي فيرناندو موريانتيس دون هوادة. وفي إنجلترا، حط طائر غريب فوق أرضية ملعب" سان جيمس بارك" عام 2006 بمناسبة إجراء مباراة بين نيوكاسل وريدينج (2-3) لكن خطوته لم تكن مدروسة بشكل جيد علي ما يبدو. فقد وجد في انتظاره عشرات الآلاف من جماهير نيوكاسل التي فتكت به. ومن منا لا يتذكر ارتماءة الحارس الأسطورة سيب ماير الذي انقض علي بطة أرادت التسلل إلي المرمي بينما كان أحد لاعبي بايرن ميونيخ يستعد لتنفيذ ركلة جزاء خلال المباراة التي جمعت العملاق البافاري بنادي بوخوم ضمن منافسات البوندسليجا في سبعينيات القرن الماضي. وبينما شهدت الملاعب البرازيلية ظاهرة "كيروش كيروش" الغريبة، والتي تمثلت في هجوم مجموعة من الطيور علي لاعبي الأندية المتنافسة، فإن جماهير بنفيكا البرتغالي لا يمكن أن تستغني عن كاسرها الشهير، حيث يعتبر النسر رمزاً للنادي منذ تأسيسه سنة 1904 . وقبل انطلاق كل مباراة علي أرضية ملعب دا لوش (الأنوار)، يطوف نسر علي كل جنبات الملعب في محاولة لجلب الحظ لأبناء القلعة الحمراء. قطط بكل ألوان الطيف قام بعض من مشجعي " إندبيندينتي" الأرجنتيني بدفن سبع قطط سوداء في ملعب راسينج كلوب، معتقدين أن ذلك سيجلب الشؤم للغريم الأزلي ، حيث استغلوا غياب راسينج بمناسبة رحلته إلي أوروجواي لخوض نهائي كأس القارات للأندية عام 1967 أمام سلتيك الأسكتلندي والذي انتهت نتيجته لصالح النادي الأرجنتيني. ويبدو أن فعلة " المشعوذين" من أنصار إندبيندينتي حققت نجاحاً باهراً، إذ لم يعد راسينج لتذوق طعم الألقاب طيلة 34 سنة، إلي أن خضع ملعبه عام 2001 لأعمال صيانة اكتشفت خلالها جثث القطط قبل أن يتم انتشالها من بين الأنقاض، ليستعيد النادي بعدها حلاوة التتويج بأشهر معدودة، حيث حقق لقب البطولة الافتتاحية. ومن حكايات الأموات إلي مغامرات الأحياء، حيث دخل قط رمادي اللون إلي أرضية الملعب أثناء مباراة نهائي كأس الاتحاد الأوروبي التي جمعت بين فيردر بريمن وشختار دونيتسك، بينما تسلل آخر أشقر اللون إلي المستطيل الأخضر خلال مباراة الإمارات-هندوراس ضمن نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة مصر، في حين شق سنجاب طريقه بثبات إلي رقعة الملعب خلال مباراة أرسنال وفياريال في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2006 أما موقعة تصفيات كأس أمم أوروبا 2008 بين فنلندا وبلجيكا، فقد تميزت بمشهد لا يقل غرابة عن سابقيه عندما حطت بومة فوق مرمي أحد الفريقين. وبينما كان المنتخب المغربي ينازل مضيفه الكيني ضمن تصفيات كأس العالم ألمانيا 2006 حط فجأة طائر "أبوقردان" فوق العشب متجولاً لبعض اللحظات، قبل أن يكمل رحلته الجوية محلقاً فوق مدرجات الملعب، في حين ظهر النمر الصغير، الذي يمثل رمز نادي أوبيليتش بلجراد، فوق ساحة الملعب علي بعد لحظات من انطلاق الموقعة الأوروبية التي جمعت أبناء العاصمة الصربية ونجوم بايرن ميونيخ سنة 1999 . وبعيداً عن عالم الطيور والثدييات، شهدت أرضية ملعب أزتيكا الشهير حالة غير مسبوقة في أكتوبر من العام الماضي، حيث توقفت مباراة المنتخب المكسيكي أمام السلفادور ضمن تصفيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 بسبب تجمع سرب من النحل حول مرمي الزوار.. وقد توقف اللعب لمدة عشر دقائق في بداية الشوط الأول، قبل أن يعود الطرفان إلي التباري وتنتهي الموقعة بفوز نجوم المكسيك 4-1 ومعه بطاقة التأهل إلي أول عرس عالمي يقام علي أرض أفريقية.