لا يكفي أن يرتدي المرء لباساً مزركشاً ويتنكر خلف قناع مساحيق ومستحضرات الوجه ويضع أنفاً بلاستيكياً أحمر لكي يكون مهرجاً بارعا نظرا لأن التهريج ملكة فطرية تتطلب خفة دم عالية وقدرة كبيرة علي فهم نفسية المتلقي ولحسن الحظ فقد استوعب العديد من لاعبي كرة القدم ونجومها هذه الفكرة جيداً ، فنجحوا في إضحاك زملائهم وأصدقائهم دون الحاجة إلي التنكر أو تغيير مظهرهم الخارجي. وقد شهد عالم كرة القدم عدداً لا يستهان به من اللاعبين المهرجين عبر التاريخ لهم العديد من المواقف الطريفة نالت اهتمام موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.. نستعرضها معا في روزا ستاد. نكت جورج بست وحكايات توتي يتميز بعض نجوم عالم الساحرة المستديرة بسرعة الرد علي الأسئلة المحرجة والانتقادات اللاذعة بخفة دم كبيرة تجعل المتلقي ينفجر من كثرة الضحك. وكان أسطورة أيرلندا الشمالية جورج بست من أروع اللاعبين الذين تميزوا بأجوبتهم الجاهزة وردودهم السريعة، فمن منا لا يتذكر مقولة بيست الشهيرة عندما سُئل ذات يوم عن نفقاته، حيث صرح أمام اندهاش الجميع: لقد أنفقت الكثير من المال في شرب الخمر ومعاشرة النساء وشراء السيارات الفخمة.. أما الباقي فقد رميته من النافذة. وفي بطولة كوبا أمريكا 1989، نجح مدرب المنتخب التشيلي أورلاندو أرافينا في تهدئة الوضع المتوتر خلال مؤتمر صحفي بجملة طريفة ساعدته في الوقت ذاته علي التملص من الإجابة عن سؤال محرج. فبعدما سأله أحد الصحفيين كيف سيلعب منتخب تشيلي أمام الأرجنتين، أجاب أرافينا مازحاً: بالزي الأحمر والأزرق إضافة إلي جوارب بيضاء. أما طرائف النجم فرانشيسكو توتي فتكاد لا تعد ولا تحصي، لدرجة أن أسطورة نادي روما الإيطالي أصدر كتاباً يضم حكايات هذا اللاعب ومواقفه الساخرة سواء تعلق الأمر بأدائه داخل المستطيل الأخضر أم بكواليس يومياته مع فريق العاصمة أو حتي في مداخلاته أمام عدسات الكاميرا. وعلي ذكر طرائفه مع وسائل الإعلام ، يحكي أن صحفية كانت تجري مقابلة مع توتي فتلفظت بعبارة Carpe Diem وهي عبارة شائعة في اللغة الإيطالية وباقي اللغات ذات الأصل اللاتيني، وتعني استمتع باللحظة الراهنة أو انتهز الفرصة المتاحة أمامك اليوم دون التفكير فيما سيأتي غداً، لكنها فوجئت بجواب المهاجم الإيطالي حينما رد عليها قائلاً: "آسف، أنا لا أتحدث اللغة الإنجليزية. وقد يستمتع البعض بالمواقف المضحكة التي شهدتها مسيرة توتي داخل الملعب وخارجه ، لكن البعض الآخر يفضل حكايات النجم الفرنسي فرانك ريبيري ، الذي لم يتوقف عن المزاح منذ أن التحق بصفوف العملاق البافاري بايرن ميونيخ. فقد تظاهر ريبيري بسرقة كأس ألمانيا بعد نهائي عام 2008 الذي فاز به فريقه أمام بوروسيا دورتموند لتنطلق الضحكات في كل جنبات الملعب الأوليمبي ببرلين. وبعد ذلك بأسابيع معدودة، أفرغ دلوين من الماء البارد فوق رأس زميله أوليفر كان في موقف هزلي أمام ممثلي وسائل الإعلام لدي خروج أعضاء الفريق من إحدي الحصص التدريبية. أما أكثر طرائف ريبيري غرابة فقد كانت خلال المعسكر التدريبي مع ناديه الألماني في مدينة دبي الإماراتية عندما تسلل إلي مقعد سائق الحافلة التي كانت تقل أعضاء الفريق الأول ، فقرر تشغيل المحرك وقيادة الحافلة بنفسه، في غياب السائق. ولكنه كان قاب قوسين أو أدني من التسبب في كارثة مدمرة، حيث فقد السيطرة علي المقود فاصطدمت الحافلة بلافتتين علي جانب الطريق عند أحد المنحنيات تعرضت علي إثرها لأضرار طفيفة دون أن يصاب أي من زملائه بأذي. كذبة بيضاء استغل مدرب المنتخب الفرنسي ريمون دومينيك يوم 1 أبريل ليطلق كذبة بيضاء تناقلتها جميع وسائل الإعلام وأثارت تساؤلات عديدة في الشارع الفرنسي. فقبل ثلاثة أشهر من انطلاق نهائيات كأس أمم أوروبا، أوضح المدير الفني الفرنسي في مدونته علي شبكة الإنترنت أن منتخب الديوك لن يشارك في البطولة القارية مشيراً إلي أن "الموسم طويل جداً ومليء بالأحداث والاستحقاقات، مما سيجعل الفريق غير قادر علي المنافسة. وبعيداً عن دومينيك وكذبة أبريل، فان مدرب منتخب انجلترا الفائز بكأس العالم 1966 دخل أرض الملعب مباشرة بعد فوز انجلترا علي الارجنتين في دور ال8 ولكن ليس لتهنئة لاعبيه بل لمنعهم من تبادل القمصان مع منتخب الارجنتين وقد برر المدرب ذلك بقوله: نحن لا نتبادل القمصان مع الحيوانات. الوقوف فوق الكرة أما النمساوي إيرنيست هابل فقد كان يمزح خلال المباريات مع رفاقه وخصومه والحكام علي حد سواء بجلوسه فوق الكرة من حين لآخر. وفي مقابلة صحفية عام 1992، قبل وفاته بأشهر قليلة، علق الأسطورة النمساوي علي تلك الطريقة المضحكة بالقول: "الناس يعشقون روح الدعابة لدي اللاعبين، والمشجعون يريدون مشاهدة عرض مثير. وبما أن كرة القدم تبقي لعبة في نهاية المطاف، فإنه يتعين علي اللاعبين أن يستمتعوا فوق أرضية التباري كذلك. كذلك كان لاعب مانشستر يونايتد أندريه كانشيلسكيس يقف فوق الكرة مراراً وتكراراً خلال المباريات ليجد نفسه أعلي من باقي اللاعبين ببعض السنتيمترات ثم يضع يده فوق عينيه وهو ينظر بعمق وكأنه يبحث عن شيء بعيد في الأفق. حركات بهلوانية ولعل الرمية الشهيرة للحارس الكولومبي رينيه هيجيتا في مباراة منتخب بلاده أمام إنجلترا يوم 6 سبتمبر 1995 كانت أروع حركة بهلوانية شدت انتباه الملايين من عشاق كرة القدم عبر العالم، حيث أُطلق علي تلك اللقطة منذ ذلك الحين لقب صدة العقرب. وقد علق هيجيتا علي تلك اللقطة بالقول: إن الأمر يتعلق بصدة تتطلب لياقة عالية ومرونة كبيرة، حيث يرتمي الحارس أرضاً مستنداً علي يديه ورافعاً رجليه إلي الأعلي من أجل التصدي للكرة وإبعادها بالكعبين معا. حيوانات فوق المستطيل الأخضر علي غرار عروض السيرك المدهشة، تتخلل مباريات كرة القدم أحياناً بعض الطرائف التي يكون أبطالها حيوانات بشتي أنواعها وأشكالها، وهي مشاهد شدت انتباه بعض اللاعبين الذين استغلوها لإمتاع الجماهير بعروض ساخرة ومقالب مضحكة. من منا لا يتذكر ارتماءات الألماني سيب ماير وتصدياته الرائعة التي ساهمت بشكل حاسم في فوز منتخب بلاده بلقب كأس العالم علي أرضه وبين جماهيره خلال كأس العالم 1974. ولكن أسطورة العرين الألماني انتقل في إحدي المباريات من التصدي للكرة إلي مطاردة بطة تسللت إلي أرضية الملعب فتوالت ارتماءاته الواحدة تلو الأخري وسط تصفيقات الجماهير. مراوغات مضحكة كانت مراوغات كريس وادل تثير الضحك في المدرجات، نظراً للطريقة غير المألوفة التي كان يراوغ بها إضافة إلي حركات التكشير الغريبة التي كانت تصاحبها. كما يحتفظ تاريخ طرائف كرة القدم بصور بول جاسكوين وألان شيرار عندما كانا يخبئان بطاقة صفراء في جواربهما أو في جيبهما، لرفعها في وجه الحكم. وفي النهاية قد صدق من شبه كرة القدم بفن السيرك، ذلك أن الساحرة المستديرة تكتسي طعماً أروع عندما يمتزج فيها سحر العروض الكروية الممتعة بجمالية المشاهد المضحكة والمواقف الطريفة.