في أول ظهور إعلامي له منذ توليه منصب مرشد جماعة الإخوان المحظورة قانونًا، دعا محمد بديع الأقباط إلي تكوين جبهة داخلية واحدة مع الجماعة، وقال إن النظام في خصومة مع الجميع وعلي الأقباط في مصر والخارج الذين يعانون الاضطهاد أن يطالبوا بالحرية لهم ولنا، في تحريض للأقباط علي التحالف مع المحظورة. دعوة بديع التي جاءت تأكيدًا لما نشرته "روزاليوسف" قبل أسبوع تحت عنوان "خطة القطبيين في قيادة المحظورة"، وجهها خلال مشاركته في الندوة التي استضافها مقر النواب الإخوان مساء أمس الأول تحت عنوان سجناء الرأي بدعوة من محمد عبدالقدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ومشاركة ممثلي حركتي "كفاية" و"6 أبريل" وحزب الكرامة تحت التأسيس. انعكست الخلفية التنظيمية لمرشد المحظورة الجديد كان رئيسًا لقسم التربية بالجماعة علي الكلمة التي ألقاها خلال الندوة، إذ ألقي خطبة تربوية عن قيمة الحرية في الإسلام، ساوي فيها بين جماعته المحظورة وبين دعوة الرسول (صلي الله عليه وسلم) فقال: إننا أيها الإخوان أصحاب رسالة ولسنا طلاب سلطة والنبي عندما عرض عليه الملك والمال رفض، فنحن لسنا دعاة دنيا بل نسخرها لمصلحة ديننا. في المقابل رفضت قيادات كنسية ما دعا إليه المرشد محمد بديع من تحالف بين الإخوان والأقباط لمواجهة ما زعمه من اضطهاد لهما وقال القمص عبدالمسيح بسيط كاهن كنيسة السيدة العذراء بمسطرد وأستاذ اللاهوت الدفاعي ما يدعو إليه مرشد الإخوان مجرد تكتيك سياسي مكشوف لن يصدقه أحد ولن يتفاءل معه قبطي واحد لأنهم يتبعون مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، وأضاف: "تاريخ الأقباط مع الإخوان غير مطمئن بالمرة والعبارة التي قالها مرشد الإخوان السابق بأنه لا يفضل وصول مسيحي للحكم حتي لو كان الخيار بينه وبين مسلم ماليزيا. وقال إن التكتيك الإخواني الذي تحمله المبادرة الجديدة يستهدف تحقيق مكاسب انتخابية والرد علي ذلك أنهم يستخدمون دعاية في الانتخابات البرلمانية تدعو لعدم انتخاب غير المسلم ويستخدمون مصطلحات من شأنها أن تثير الفتن الطائفية. وطالب القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس المحلي الإخوان بالحديث عن وضعهم فقط وعدم التعرض لمشاكل الأقباط لأن كل فريق أقدر علي عرض مشكلته بالشكل الذي يراه مناسبًا. وعلق كمال زاخر قائلاً: "يا نحلة لا تلدغيني ولا عايز منك عسل" وأضاف متسائلاً: ما البديل الذي يمكن أن يقدمه الإخوان؟ وتهكم.. هل هو الجزية أم تقنين اضطهاد الأقباط؟ وقال زاخر إن المجتمع لا يشهد اضطهادًا قانونيا للأقباط وإنما يعاني من اختراق طائفي يمثل الإخوان أحد أضلاعه. اللافت أن المشاركين في الندوة ممثلين عن "كفاية" و"الكرامة" راحوا يتغزلون في الجماعة المحظورة بشكل مبالغ فيه، فقال محمد بيومي المنسق العام للحزب (ناصري التوجه): ليتنا كلنا محظورين لكي ننال حب الشارع للإخوان، وأضاف إن المراجعة الفكرية تقتضي منا الاعتراف بأن الحقبة الناصرية شهدت ظلمًا للإخوان كما تقتضي أن ندين ذلك ونعتذر عنه. من ناحيته تقمص عبدالحليم قنديل منسق عام حركة كفاية شخصية رجل الدين مستهلاً حديثه باعتبار المشاركة في تلك الندوة بمثابة "واجب الوقت" وهو مفهوم تستخدمه التنظيمات الأصولية، وأضاف إن الإخوان يتعرضون لظلم يكاد يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية وتابع: "إن القادة "الشاطر" و"عزت" و"العريان" أدوا ما عليهم تجاه الوطن وعلينا جميعًا أن نقتبس من نورهم وكرامتهم فهم الأحرار داخل السجون".