نجح المعلم حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا الوطني في تحقيق انجازات تاريخية للرياضة المصرية وقيادة كتيبة الفراعنة للتتويج بثلاث بطولات متتالية لكأس الأمم الأفريقية. وبالطبع هذه الانجازات القياسية وضعت المعلم علي رأس قائمة أعظم المدربين المصريين بل من الممكن اعتباره أحد أبرز معالم التدريب في القارة السمراء عبر تاريخها الكروي الطويل.. فيكفي أن اسمه أصبح مصدر رعب لأعتي المنتخبات القوية.. ويكفي أيضًا إشادة معظم وسائل الإعلام العالمية بامكانياته وقدراته الهائلة.. ومع هذه البطولات والأرقام التي تتحقق فإن الثقة حول قدرة المعلم في حصد المزيد من الألقاب خلال السنوات المقبلة تتضاعف.. ولكن القضية المهمة هي كيف يمكن أن نتصور مستقبل منتخبنا بعد عصر شحاتة الذهبي؟!.. والسؤال الأهم هو هل هناك مدرب مصري علي الساحة حاليا يمتلك صفات ومقومات المعلم ويستطيع قيادة سفينة الفراعنة بنجاح بعد سنوات؟! وبالطبع لا يمكن الاجابة علي السؤال الأخير بالنفي لأنه بالفعل يوجد مدربون مصريون علي درجة عالية من الكفاءة ويحققون نتائج رائعة مع أنديتهم بالدوري وبعضهم يمتلك الكثير من صفات ومميزات المعلم حسن شحاتة. ولعل العميد حسام حسن المدير الفني للزمالك أقرب المدربين لخلافة عرش شحاتة ليس فقط لنجاحه خلال شهور قليلة في انتشال الزمالك من كبوته التي استمرت أربع سنوات ولكن لأنه يشترك مع شحاتة في صفات كثيرة يمكننا رصد سبع منها وهي: الجرأة التدريبية واكتشاف المواهب وقراءة المباريات وروح الانتصارات وبث الحماس والطموح والاعتماد علي الجوانب النفسية.. حيث يمتلك المعلم والعميد صفة الجرأة وهذا وضح مثلاً خلال استبعاد شحاتة للمهاجم أحمد حسام ميدو قبل بطولة أفريقيا الأخيرة فهو قرار جريء ولكن الأجرأ كان ضم محمد ناجي جدو الذي تحول إلي وحش أفريقيا بفضل المعلم.. أما العميد فلديه نفس الصفة وهناك العديد من المواقف التي تؤكد علي جرأته مثل إقدامه علي تغيير خطة وطريقة لعب الزمالك من 2/5/3 إلي 2/4/4 فور توليه المسئولية والأغرب أنه استطاع خلال زمن قياسي قيادة القلعة البيضاء بنجاح ولم تظهر أي ملامح للارتباك بين اللاعبين كأنهم يلعبون بهذه الطريقة منذ سنوات. أما بالنسبة لاكتشاف المواهب فحدث ولا حرج فالمعلم اكتشف أجيالاً من اللاعبين أمثال عمرو زكي وعماد متعب وأحمد فتحي وأحمد المحمدي ومحمود فتح الله وعبدالعزيز توفيق وجدو.. وكذلك العميد الذي بدأ في صناعة جيل من النجوم بالزمالك وقبلهم فعل نفس الشيء مع المصري والمصرية للاتصالات. أما بالنسبة لقراءة المباريات فأكبر دليل علي تواجد هذه الصفة بالمعلم والعميد هو التغييرات الناجحة لهما أثناء المباريات.. وأيضًا كلاهما يمتلك روح الانتصارات وثقافة الفوز. وكذلك يعتمد المعلم والعميد علي بث الحماس في نفوس اللاعبين سواء قبل المباريات أو حتي أثنائها فكلاهما لا يهدأ أثناء المباراة ويظل يصرخ وينادي في لاعبيه ونادرًا ما يجلس أحدهما علي الدكة. وعن الطموح فهو صفة أساسية مشتركة بينهما فالمعلم بعد كل نصر يسعي لآخر وبعد كل بطولة يعد بأخري وأيضًا العميد الذي يمتلك طموحًا بلا حدود. ومن أهم الصفات التي يمتلكها الثنائي الاعتماد علي الوتر النفسي وتهيئة اللاعبين والتعامل معهم نفسيا بصورة جيدة فكلاهما بمثابة الأب للاعبيه وهناك أمر آخير مشترك بينهما ولا يمكن أن نعتبره مجرد صفة وإنما هو مبدأ راسخ وقوي لديهما وهو أنهما لا يعرفان الفشل ولا يدب اليأس في قلبيهما. ومع كل هذه الصفات المشتركة إلا أن العميد مازال في حاجة إلي المزيد من الخبرات التي سيكتسبها مع مرور الوقت وقد يكون في غضون سنوات قليلة ولي عهد الكرة المصرية. وبعيدا عن العميد هناك مدربون آخرون علي مستوي متميز ومن الممكن أن يقود أحدهم منتخبنا في السنوات القادمة أمثال حسام البدري المدير الفني للأهلي والذي يشترك هو الآخر مع المعلم في العديد من الصفات، ومختار مختار المدير الفني لبتروجيت وهاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي وبالطبع شوقي غريب المدرب العام الحالي لمنتخبنا وشريك رحلة الكفاح والبطولات مع المعلم. ومن هذا المنطلق حرصت روزاستاد علي التوجه لبعض خبراء ونقاد الكرة لرصد آرائهم حول مستقبل منتخبنا الوطني والتدريب المصري خلال السنوات القادمة مع إمكانية التنبؤ ببعض أسماء قد تستطيع خلافة عرش المعلم. في البداية أكد الخبير الكروي أنور سلامة أن هناك طفرة في عالم التدريب المصري تشهدها السنوات الأخيرة وظهرت بقوة خلال الموسم الجاري من خلال إتاحة الفرصة للعديد من المدربين المصريين مع مختلف أندية الدوري، وتوقع سلامة أن تستمر هذه الطفرة التدريبية خلال السنوات القادمة خاصة مع تراجع الثقة في المدرب الأجنبي الذي بدأ يختفي من ملاعبنا المصرية. وأضاف سلامة أن هذه ظاهرة إيجابية تطمئننا علي مستقبل منتخبنا الوطني لأن هناك بعض المدربين المميزين يستطيعون قيادة الفراعنة بعد خمس أو عشر سنوات مثل حسام البدري وحسام حسن خاصة وأنهما من المدربين الشباب ويمتلكان الطموح والحماس بالإضافة لقدرتهما علي اكتشاف اللاعبين والدفع بالشباب وأشار أيضًا إلي وجود مدربين آخرين علي مستوي عال وقد يكون لهم شأن كبير في المستقبل مثل طلعت يوسف مدرب الشرطة الحالي ومختار مختار مدرب بتروجيت وكذلك بدر رجب. واختتم سلامة تصريحاته مؤكدًا أن هناك أسماء جديدة من المدربين قد تظهر خلال السنوات المقبلة بخلاف الأسماء الموجودة حاليا خاصة مع تزايد الثقة في المدرب المصري. أما جمال عبدالحميد كابتن منتخبنا الوطني ونادي الزمالك السابق فأكد أن إنجازات حسن شحاتة أعادت الثقة في المدرب المصري بعد سنوات طويلة من الاعتماد علي الأجانب لدرجة جعلت إدارة الأهلي والزمالك تعتمد علي البدري وحسام حسن. وأضاف جمال أن هناك العديد من المدربين المصريين المميزين علي الساحة فبخلاف البدري والعميد هناك طارق يحيي مع الإنتاج ومختار مع بتروجيت. وعن مستقبل منتخبنا الوطني بعد حسن شحاتة قال جمال أن هناك مدربين يستطيعون قيادة الفراعنة في السنوات القادمة ومنهم حسام حسن الذي يمتلك الإصرار والعزيمة بالإضافة إلي خبرته التي ستتضاعف مع مرور الوقت وقد يقود منتخبنا يومًا ما. أما فتحي مبروك الناقد الرياضي فأعترف ان الإنجازات التي حققها حسن شحاتة قد يكون من الصعب تكرارها مع أي مدرب آخر سواء مصريا أو أجنبيا. وأضاف مبروك أن هناك ظروفًا وعوامل ساعدت المعلم في تحقيق إنجازاته ابرزها الجيل الحالي من اللاعبين الذي يمتلك مقومات فنية وبدنية رائعة.. وبالتالي فخليفة حسن شحاتة قد لا يتوافر لديه هذه التوليفة الجيدة من اللاعبين. وعن رؤيته للمدربين المصريين الذين قد يقودون منتخبنا في السنوات المقبلة قال مبروك إنه أمر صعب التنبؤ به في عالم كرة القدم ولكنه أشار إلي أن حسام البدري وحسام حسن من أبرز المدربين علي الساحة ويمتلكان إمكانيات ومقومات تدريبية جيدة قد تؤهلهما في المستقبل لتولي مسئولية منتخبنا.