إذا ذهبت إلي شروق مدينة نصر الكائنة عند النادي الأهلي لزيارة صديق أو قريب، ستجد أنك إنما تعرض نفسك وأسرتك لعدة مخاطر قد يكون من الأفضل اجتنابها تماما والبعد عن هذا الصديق أو ذلك القريب كل البعد.. وبالرغم من أن هناك جزءاً يحظي بالتميز في المنطقة إلا أن الجزء الآخر المأهول بالعمارات السكنية الهادئة صار وكرا لجميع أنواع المشاكل، وليس من يهتم علي الإطلاق. وأول المخاطر التي قد تتعرض لها خطر العقر من الكلاب الضالة! فقد أدي الإهمال التام للمنطقة إلي تزايد عدد الكلاب بصورة مفزعة وهي كلاب كبيرة الحجم ولها أشكال قبيحة لتواجدها في وسط القمامة والأماكن الخربة في المنطقة.. والعجيب أنها تهاجم أهالي المنطقة بطريقة منظمة لدرجة أن بعضهم يؤكد تكرار حوادث العقر عدة مرات كل أسبوع.. هذا بالإضافة إلي أن الكلاب قد تفترش درجات السلالم التي يستخدمها السكان فلا يتمكن الأطفال من النزول بسبب الرعب والفزع من هذه الحيوانات الضالة. والخطر الثاني هو خطر عام يتهدد كل سكان القاهرة، بل كل سكان مصر المحروسة، ألا وهو خطر القمامة.. فقد تراكمت أطنان منها في كل شوارع المنطقة، ولا يحتاج انتشارها إلا إلي بعض الرياح الأمشيرية فيطير ما خف منها من أكياس لأوراق لأتربة وتملأ الجو وتفرض نفسها علي منازل المنطقة في شرفاتها.. ولا داعي طبعا لذكر المصائب المرتبطة بالقمامة كانتشار الحشرات والزواحف والقوارض بالإضافة إلي الحيوانات مما سيجعل المنطقة محمية طبيعية ويتوجب علي السكان البشريين الرحيل بعد زمن قصير. أضف إلي ما سبق ظلاما دامسا يبدأ مع الغروب لاحظ اسم المنطقة (الشروق) وذلك لأنه لا توجد أعمدة نور في معظم شوارع المنطقة.. وحتي الأعمدة القليلة المتواجدة في بعض الشوارع الكبيرة لا تعمل ومتهدمة.. وعلي ذلك تغرق المنطقة في الظلام باستثناء أضواء السيارات التي تنعكس هنا وهناك فتظهر الحيوانات الضالة وأكوام القمامة هنا وهناك. أما شوارع المنطقة كلها فحدث ولا حرج.. فهي مليئة بالحفر والتضاريس البشرية وكأنها لم تر يوما ما شيئا يدعي (أسفلت).. وتمتلئ أيضا بمستنقعات غير معروفة المصادر وأرصفة متهدمة لا تشجع المارة ولا السيارات علي السير إلا للضرورة القصوي مما يعيق نشاط النشالين الذين تتوافر لهم مع الظلام فرصة العمل النشيط والنشل الآمن. ماذا يتبقي إذا؟ أجواء ملوثة وشوارع مظلمة غير نظيفة وغير آمنة لا من البشر ولا من الحيوانات.. وقد تتعرض للخطر في كل دقيقة فإذا لم يعقرك كلب قد تلتوي قدمك أو تنكسر عندما تزل قدمك علي السلالم المتهدمة وفي الشوارع المظلمة.. وإذا لم تتعرض للنشل أو المضايقات، أنت لابد ستتعرض للأمراض بأنواعها من جراء التلوث.. وإذا ركبت سيارتك لتتحاشي بعض تلك المخاطر قد تسقط عجلاتها في حفرة أو تنكسر السيارة وأنت لا تستطيع أن تري جيدا تضاريس الشارع في الظلام الحالك.. وإذا كنت من أصحاب الحظ السيئ قد تصيب أحد المارة بسيارتك! هذه هي الحقيقة دون مبالغة.. وما يحدث في الشروق قد يكون حادثا في مناطق أخري أيضا.. أرجوكم انتبهوا.