تابعت ما نشر حول قرار د. أحمد زكي بدر "وزير التربية والتعليم" بإلزام جميع المدارس المصرية سواء كانت حكومية أو خاصة أو دولية بتحية العلم المصري وترديد النشيد الوطني أثناء طابور الصباح، وبشكل شخصي.. أسعدني هذا الخبر ليس فقط لأنه تأكيد علي ما يجب أن يكون، بل لأنه تأكيد علي الهوية المصرية التي يحاول البعض جاهدا طمسها في مقابل ترسيخ هويات دينية وسياسية أخري ليست مصرية بأي حال من الأحوال. ولقد قرأت ما كتبه حمدي رزق يوم الاثنين الماضي بجريدة المصري اليوم تحت عنوان "لغير وجه الوطن" حيث جمع المدارس المختلفة في سلة واحدة حيث قال "..مدارسنا الوطنية، الخاصة، والعامة. والمسيحية والإسلامية، الكاثوليكية والأرثوذكسية، الراهبات والإخوان، ومدارس الجماعات وحتي مدارس الأحد"، ثم قال أيضا: "المدارس الدينية، إسلامية ومسيحية سواء بسواء ترفض العلم بألوانه الثلاثة، وتنفر من تحية الصباح، لها علمها ونشيدها وتحيتها تفرضها علي طلابها، كما تفرض طائفيتها في مناهجها.. علي كل من يعمل فيها أو يلتحق بها". وأختلف هنا مع ما كتبه حمدي رزق للعديد من الأسباب، منها: - إن جميع المدارس سواء كانت خاصة أو عامة.. تخضع لسلطة وزارة التربية والتعليم، وذلك باستثناء المدارس الدولية فقط، وهو ما يعني أن جميع المدارس التي تتبع جمعيات أو جهات مسيحية أو إسلامية.. تخضع لوزارة التربية والتعليم. - لا يمكن أن نجمع المدارس النظامية للتربية والتعليم مع مدارس الأحد.. لأن الأخيرة ليست مدرسة بالمعني الحرفي بقدر ما هي لقاء أسبوعي للتعليم الديني فقط داخل الكنيسة، ولا علاقة لها بالمناهج الدراسية، وغير ملزمة بالحضور، ولا تمنح أي شهادة. - لا توجد مدرسة تتبع جهة مسيحية.. تمنع طالباً مسلماً مصرياً من الالتحاق بها، ويمكن التأكد من ذلك بسهولة من خلال الرجوع لوزارة التربية والتعليم ولكن العكس يحدث.. حيث يتم منع التلاميذ المسيحيين المصريين من دخول بعض المدارس خاصة التي تتبع جماعة الإخوان المحظورة أو بعض الجماعات السلفية الأخري. - إن مدارس الرهبان والراهبات بوجه خاص في مصر.. قد تخرج فيها جيل محترم جدا من القيادات التي تتولي العديد من المناصب العليا في مصر الآن، كما أنها من أشد المدارس حرصا علي تحية العلم وترديد النشيد الوطني بها يوميا إلي الآن. ما أخشاه في هذا الأمر.. وما أختلف فيه مع حمدي رزق هو "التعميم" في تناول الشأن الطائفي علي اعتبار أنه لا يوجد طرف واحد ديني مسئول عن المناخ الطائفي في مصر، ولكنني في الوقت نفسه لا أتفق مع التعميم لعمل التوازن المطلوب فيما نعاني منه ويتكرر، بالإضافة إلي أن الموضوع في تقديري يتلخص بصراحة شديدة فيما تقوم به مدارس الأحد "غير النظامية" من تقوقع للأطفال والشباب المسيحي المصري، وفيما تقوم به بعض المدارس التي ترتدي العباءة الإسلامية المتشددة من توجيه لهويات متشددة وانتماءات غير مصرية. ولذلك أعتقد في أهمية قرار الوزير أحمد زكي بدر في تفعيل تحية العلم وترديد النشيد الوطني في مدارسنا.. لوجه الوطن المصري.