"الداخل مفقود والخارج مولود" هذا هو الانطباع الذي يخرج به كل من ساقه حظه العاثر دخول المستشفيات الجامعية بالإسكندرية حيث الاهمال واللامبالاة والاستهانة بحياة الناس رغم أنها تضم بين جنباتها كفاءات بشرية ذائعة الصيت ولكن فيم تنفع تلك الكفاءات مع الفوضي الادارية والنظرة الدونية للمرضي؟ "روزاليوسف" تفتح هذا الملف حتي لا تتحول مستشفيات الشاطبي والرئيسي الجامعي وناريمان للعظام الي مأساة. يقول أحمد سلامة (موظف): يوجد بالمستشفي الرئيسي الجامعي جهاز أشعة حديث وذو تقنية عالية جدا لعلاج الأورام تبرعت به مؤسسة رشيد الخيرية ونظرا لوضعه في حجرة غير مناسبة تعطل الجهاز مما اضطر المستشفي لاستخدام جهاز قديم عديم الجدوي والمرضي يضطرون للوقوف في طوابير لساعات طويلة مما يزيد من معاناتهم الصحية لان الجلسة الواحدة في المستشفيات الخاصة تتكلف 500 جنيه علي الاقل والمريض يحتاج حوالي 25 جلسة بعد اجراء الجراحة بمعدل 4 مرات اسبوعيا. ويضيف محمد فارق ان العناية المركزة في المستشفي الميري تمثل مشكلة كبيرة حيث لا يوجد به سوي 4 غرف فقط ودائما مشغولة وقال انه شاهد بنفسه سيدة تصرخ وتطلب ادخال أمها غرفة العناية لانها بين الحياة والموت الا ان الاستقبال بالمستشفي رفض فماتت المريضة. وكشف موظف رفض ذكر اسمه ان عنبرًا بمستشفي ناريمان المتخصصة ويضم 40 سريرا مغلق نتيجة وجود عجز شديد في هيئة التمريض بالمستشفي. مما ادي الي رفض استقبال اعداد من المرضي المحتاجين لتلقي علاج لتعرضهم لكسور عظام في حوادث الطرق وغيرها بالاضافة الي تردي حاله النظافة بالمستشفي0 يروي علاء ابو مازن ان زوجته هدي سعداوي بنداري دخلت مستشفي الشاطبي درجة "اقتصادي" لاجراء جراحة ازالة ورم ليفي بالرحم وتم تحديد موعد الجراحة اكثر من مرة وبعد الحضور في الموعد المحدد قالت له الممرضة اسمك غير مدرج بالقائمة وتعبت وزوجته وعرف ان المرضي يطلقون عليها "قائمة الموت" وبعد اكثر من شهر تم تحديد الموعد الا ان طبيب التخدير رفض تخديرها بحجة الامتحانات وقال (يا الامتحانات يا التخدير): ذهب علاء لمقابلة نائب المدير وحكي له ما حدث لزوجته فغضب المدير "وأمر بالبحث طبيب التخدير الذي اختفي تماما من المستشفي كأنه " فص ملح وراح" وقال زوج المريضة انه تم حجز زوجته في المستشفي وتحديد موعد آخر وبعد تحضيرها للعملية فوجئت الزوجة بأن إحدي الطبيبات تقول لها في التاسعة والنصف مساء "انت قاعدة ليه عندك خروج" فردت المريضة "انا اخذت حقن ومتحضرة للعملية في الصبح" واضاف الزوج ان زوجته اتصلت به فقال لها لا تخرجي وذهب لمقابلة عميد كلية الطب الدكتور. محمد الزلباني الذي ابدي دهشته مما حدث وفي اليوم التالي مباشرة اجرت الزوجة العملية الجراحية، وتمت احالة الطبيب الذي رفض التخدير للتحقيق. ويشير ابومازن الي انه شاهد سيدة من ادكو اسمها سعدية تصرخ ألما لأن الجنين مات في بطنها منذ 20 يوما وامها تستغيث لمساعدة ابنتها والتدخل الجراحي دون جدوي ولان الاطباء أكتفوا بحقن ابنتها ب"طلق صناعي" بدلا من الجراحة. واشتكي رزق الطرابيشي عضو محلي محافظة من وجود نقص شديد في الحضانات بمستشفي الشاطبي حيث لا يكفي احتياجات الاسكندرية رغم أنه يخدم أيضا محافظات البحيرة ومطروح وكفر الشيخ والغربية. ويري الطرابيشي ان المريض في المستشفي الميري يهان وتهدر كرامته لانه يعالج بالمجان ويضطر للانتظار لافتا إلي ان العلاج علي نفقة الدولة أصبح يمثل ازمة كبيرة في المستشفيات الجامعية بعد تقليص المبالغ المخصصة للعلاج اضافة الي عدم إدراج بعض الادوية المهمة لعلاج امراض القلب والكبد وغيرها من الامراض المزمنة لانها ادوية غالية السعر مما يجعل العلاج علي نفقة الدولة لا جدوي منه. ويكمل صبري لبيب أن شقيقته ذهبت من البحيرة تحمل طفلها عبدالرحمن محمد الي مستشفي الشاطبي لعلاجه من انيميا الفول (تكسير كرات الدم الحمراء) وبناء علي نصيحة الطبيب المعالج بنقل الدم الطفل إلي مستشفي الشاطبي واضاف لبيب انه بعد الكشف علي نجل شقيقته وأخذ عينات دم لتحليلها انتظرت الام كما طلبوا منها حتي الثانية عصرا لتتسلم نتائج التحاليل ألا انها بعد الانتظار قالوا لها أن الاوراق فقدت وتعالي في الصباح لاخذ عينات جديدة ففضلت والدة الطفل علاجه لدي طبيب خاص بدلا من البهدلة في الشاطبي "وفوتي علينا بكرة". ومن جانبه يؤكد الدكتور ياسر زكي رئيس لجنة الصحة بالمجلس الشعبي المحلي لمحافظة الاسكندرية ان المستشفيات الجامعية ليست تحت ولاية الادارة المحلية ولكن يمكن متابعتها من خلال نوعية الخدمة الصحية المقدمة بالغاء تخصيص أو غلق المستشفي امام المواطنين ويكون مدخلهم في ذلك حقوق المواطن السكندري الذي يمثلونه كمجلس محلي.