هل شاء لك القدر أن تحُل مريضاً فى يوم من الأيام بالمستشفى الرئيسى الجامعى لتلقى العلاج؟ عليك أن ترفع يديك لله سبحانه وتعالى بالدعاء متضرعاً ألاّ يكتب لك علاجا فى هذا المستشفى، لأن داخله مفقود والخارج منه مولود، فلا أسرّة كافية ولا ممرضات يلبين احتياجات المرضى، والإهمال واللامبالاة يسيطران على أقسام الطوارئ، هكذا يتحدث المرضى وذووهم. «والدى دخل المستشفى سيراً على قدميه لتلقى العلاج، فخرج منه جثة هامدة»، هكذا قال فارس راغب، ذلك الشاب الذى لم يتعد عمره 16 عاماً فقط ليجد نفسه وحيداً فى دوامة الحياة يحمل هموم والدته وأخته، وتركه والده بلا عمل، ليواجه إهمالا ومبالاة من طاقم التمريض والأطباء الموجودين فى قسم الطوارئ بالمستشفى. يضيف فارس: «مئات الأرواح فى المستشفى بلا ثمن ولا قيمة، فعدد الأسرّة غير كاف والقطط تزاحم المرضى فى الأكل والنوم وملائكة الرحمة، أقصد (العذاب) فى ثوب الرحمة، فلا اهتمام ولا عناية ومئات المرضى يفقدون حياتهم فى قسم الطوارئ ولا مجيب». الدكتور صابر وهيب، استشارى جراحة الأطفال فى المستشفى الرئيسى رئيس قسم جراحة الأطفال فى كلية الطب، قال: «من المفروض أن تشرف كل حكيمة على حالة واحدة، لكن الموجود حالياً أن تشرف كل حكيمة على متابعة أكثر من 6 حالات يومياً، وفى وقت واحد، مما يعود بالسلب على المرضى فضلا عن تجاهل مسؤولى الجامعة الاهتمام بالعنصر البشرى الذى يعانى كثيراً. ويصف العديد من المرضى طوارئ المستشفى بأنها «مجزرة»، فعشرات المرضى يفقدون حياتهم شهرياً بسبب «اللامبالاة» وتجاهل الممرضات والأطباء لقيمة روح الإنسان، فمن يدخل المستشفى الرئيسى الجامعى «مفقود ومن يخرج منه مولود»، حسبما أوضح الدكتور يسرى العمروسى، استشارى فى قسم الطوارئ، الذى أكد أن المستشفى لا يصلح لاستقبال الطوارئ، لأنه عبارة عن مبنى آيل للسقوط، والمرضى يُجرون فى الشارع على «التروللى» فى الهواء تحت الأمطار، المفروض أن يتضمن مبنى الطوارئ الإمكانات الطبية اللازمة لإسعاف المريض أثناء دخوله، خاصة أن هناك مرضى يدخلون يوميا تكون حياتهم متوقفة على التدخل السريع من طاقم الأطباء والتمريض، وهذا ما لا يحدث مما ينتج عنه موت المريض. نداء وجهه أحمد الصايغ، أحد من كتبت لهم الحياة من جديد بعدما تلقى علاجه فى المستشفى الميرى، إلى كل القائمين على قطاع المستشفيات الجامعية بأن تتم مراعاة المرضى وزيادة الاهتمام بهم.