اعترف النائب العام الإخواني حمدي حسن بذهابه لمنزل محمد حبيب في المنيل لمنعه من فضح الجماعة علي قناة الجزيرة عقب إقصائه من عضوية مكتب الإرشاد، قائلا: ما كانش ينفع يتكلم في الوقت ده، وأشار في تصريحات خاصة علي هامش الندوة التي نظمها النواب حول الإنشاءات الهندسية التي تقيمها مصر علي حدودها مع غزة، إلي أن الأمر بات محسومًا لصالح محمد بديع لتولي منصب المرشد الثامن للجماعة، وان خطبة الأخير في عزاء الإخواني الراحل محمود شكري قبل يومين في الإسكندرية كان لها مدلول واضح بهذا لا يمكن تجاهله. من ناحية أخري وبتنسيق مع قناة الجزيرة القطرية نظم حزب الوسط تحت التأسيس ما يشبه المحاكمة لجماعة الإخوان المحظورة استضاف فيها عددًا من الباحثين والمهتمين بالشأن الإخواني، إضافة إلي بعض أصحاب التجارب السابقة والحالية في الجماعة ومنهم خالد داوود وحامد الدفراوي، فيما اعتذر عن الحضور النائبان سعد الحسيني وسعد الكتاتني اللذان سافرا إلي بيروت لتهنئة إبراهيم المصري بوصوله لمنصب مراقب عام إخوان لبنان قبل أيام، كما غاب عن المشاركة القيادي السكندري إبراهيم الزعفراني وبدا أن موقفه جاء منعًا لمزيد من توتر العلاقة بينه وبين مجموعة القطبيين. المشاركون في المائدة المستديرة التي جاءت تحت عنوان أزمة الحركة الإسلامية في مصر وجهوا كمًا هائلا من الانتقادات الحادة لجماعة الإخوان بداية من أهدافها وحتي الأزمة الأخيرة التي تشهدها حاليا وأسفرت عن إحكام مجموعة القطبيين سيطرتهم علي المناصب القيادية بالجماعة، قال ضياء رشوان الباحث بمركز الأهرام للدراسات إن الجماعة في مصر تأخرت كثيرا فكريًا وسياسيًا وتنظيميًا عن باقي فروعها في دول المنطقة، وأن سبب الأزمة الأخيرة في قيادة الجماعة ناتجة عن التأثيرات المتقابلة بين تيار سلفي انغلاقي يسيطر علي القواعد وتيار آخر انفتاحي يأتي عبر وسائل الإعلام. وأكد حامد الدفراوي علي مشكلة أساسية وهي هشاشة هياكل الجماعة، لافتًا إلي أن ما يسمي بمجلس شوري الجماعة بلا صلاحيات حقيقية رغم أنه يمثل الجهة الرقابية والتشريعية للتنظيم، فيما ركز محمد عبداللطيف الإخواني السابق علي غياب رؤية التغيير لدي قيادات الإخوان وتراجع قيمة الحرية في التنظيم لصالح مبدأ السمع والطاعة، والخلط بين الدين والتنظيم بحيث يكون من ترك التنظيم بالنسبة للعناصر كمن ترك دينه. واشار عصام سلطان الإخواني السابق واحد مؤسسي الوسط الجديد إلي أن الخلافات الإخوانية الأخيرة كانت فارقة في تاريخ الإسلاميين بصفة عامة وليس في تاريخ الإخوان وحدهم حيث أنها اسفرت عما اسماه بسقوط القيم وفي مقدمتها قيمة الصدق، واستطرد: قواعد الجماعة أصبحوا بصدد صدمة كبيرة إزاء تساؤل مهم وهو كيف لقياداتنا الذين ربونا أن يخرجوا علي الالتزام بقواعد الدين وتخالف ممارستهم أقوالهم، وتنبأ سلطان بخروج جديد علي الجماعة خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة.