هناك بعض الرياضات التي تندرج ضمن رياضات الصفوة اكتسبت حبا وعشقا خاصا عند جمهور بعينه حول العالم يعشقها حتي الثمالة ويتنافس لحضور منافستها والالتقاء بنجومها الذين يعدون علي أصابع اليد الواحدة كنجوم ساطعة في سماء تلك الرياضات التي تحظي باهتمام وسائل الإعلام ويحظي نجومها بمطاردة مصوري المشاهير في حياتهم الخاصة نظرا لما يمثلونه من نجمومية وتفرد في رياضة يصعب علي الكثير ممارستها أو الاهتمام بها شعبيا مثل كرة القدم علي سبيل المثال رغم متعة تلك الرياضات إلا أن تكلفة ممارستها وحتي مشاهدتها والأموال الطائلة التي تنفق فيها من مرتبات نجوم وغيرها من التجهيزات الخاصة بها تضعها في مكانة خاصة بها. رياضة الفورمولا وان لسباقات سيارات السرعة هي واحدة من تلك الرياضات التي انطلقت في الأول من سبتمر من عام 1946 بمدينة تورنتو الإيطالية وهي بطولة تسيطر عليها شركات السيارات الكبري والعملاقة حول العالم في محاولة للتبارز فيما بينها لتقديم أقوي المحركات وإثبات قدرتها في سباقات السرعة وهي السباقات التي سيطرت عليها ألفا روميو منذ عام 1950 حتي عقود متأخرة من القرن الماضي عندما بدأت فيراري ومكلارين ومرسيدس وغيرها والتي فرضت هيمنتها علي الساحة باستخدام أمهر السائقين الذين أصبحوا نجوما فوق العادة لهذه الرياضة. نجوم أمثال الألماني مايكل شوماخر علي سبيل المثال ظل هو الرمز الأوحد للفورمولا وان لعقود طويلة حتي أصبح الجميع يضرب به المثل في الحياة العامة عندما يشاهدون مهارة أحدهم فيشبهوه بمايكل شوماخر في مهارة القيادة أو في السرعة وذلك حتي اعتزاله بوقت قصير فاعتقد الكثيرون أن زمن أساطير هذه الرياضة قد انتهي إلا أن هناك نجما قدم من أسبانيا أبي أن يحدث ذلك وهو فرناندو ألونسو السائق الحالي لفريق فيراري الذي يتأهب حاليا لدخول موسوعات النجوم فوق العادة الذين حققوا إنجازات في رياضة يصعب وجود نجم فيها يتميز ويحقق نبوغا علي غرار تايجر وودز في رياضة مثل الجولف علي سبيل المثال.. فرناندو ألونسو هو من مواليد 1981 وهو رياضي حاصل علي جائزة أمير ستروباس وهي جائزة عن ولي عهد إسبانيا تدل علي التفوق الرياضي والمهني والفخر الوطني والامتنان الذي يشعر به الإسبان تجاه هذا الرجل وهو الأمر الذي تلمسه من خلال التحدث مع أي إسباني عن فرناندو ألونسو مثلما تلمسه عندما تتحدث عن باو خاثول نجم السلة الإسباني في دوري الإن بي أي أو رافاييل نادال نجم التنس أو غيرهم من أبطال منتخب كرة القدم الإسباني بطل أوروبا ومتصدر الترتيب العالمي وهو ما يدل علي التفوق الرياضي والنجاح الذي حققته إسبانيا خلال السنوات القليلة الماضية وتحديدا منذ بداية العقد الأخير من هذا القرن.. كتاب " فرناندو ألونسو نجم في سماء فورمولا وان " يستعرض مسيرة هذا النجم الكبير وحبه للقيادة منذ أن كان صغيرا وهو الذي فرض نفسه كأفضل سائق في ساحات الفورمولا خلال الثلاث سنوات السابقة بدون منازع والذي بدأ حبه للسيارات وتعلقه بها منذ نعومة أظافره عندما كان يجلس مع والده الذي كان يعمل ميكانيكيا في محل عمله ليكتشف هذا العالم عن قرب ويتعلق به وكدليل علي نبوغه كبطل موهوب في سباقات السرعة فاز ألونسو وفي سن السابعة فقط بأحد سباقات سيارات السرعة التي كانت تنظم للصغار وليس مرة واحدة بل عدة مرات حيث انتقل في المنافسة بتلك المسابقات من مقطعة إسبانية إلي أخري حاصدا جوائزها بدون منافسة تذكر.. نبوغه منذ الصغر وضعه تحت أعين الشركات الكبري وعمالقة تصنيع السيارات الذين سعوا للفوز بتوقيعه ليمثلهم في سباقات الفورمولا التي تبلغ جوائزها ملايين الدولارات بالإضافة للسمعة الدولية التي تكتسبها تلك الشركات من فوزها بتلك البطولات وهو ما وضح جليا من خلال تنقله بين فرق عمالقة السيارات في العالم أمثال رينو وماكلارين مرسيدس لتنجح فيراري أخيرا في الظفر بتوقيعه خلال عام 2009 ليصبح واجهتها وممثلها الأوحد والأمثل خاصة أن رياضة سباقات السرعة وخاصة الفورمولا هي من التنافسات الصعبة للغاية والتي يدخل بها العديد من التنافسات. عام 1989 تحديدا هو من شهد بدايته الحقيقية منذ أن كان طفلا حيث فاز ببطولة كاليسيا وأسطورياس التي تنضمها شركة كارط لصناعة السيارات وبعد ذلك كان ألونسو علي وشك أن يترك المشاركة في السباقات والابتعاد عن مسيرته لعدم قدرة العائلة التكلف بصوائر السباقات لوضع العائلة المادي المحدود لكن بعد تدخل أحد مسئولي شركة كارط (كنيس ماركو) الذي احتضن ألونسو ماديا استطاع أن يكمل مسيرته الرياضية والاحترافية , وفي سنة 1991 توج بطلا لبطولة إقليم الباسك فئة الفتيان وفاز ببطولة إسبانيا للشبان 1993و1994 هذا الذي مكنه من المشاركة في بطولة العالم سنة 1995 التي احتل فيها المركز الثالث وفي سنة 1996 فاز ببطولة إسبانيا مرة أخري وبجائزة إيطاليا وجائزة " مارلبورو جراند بريكس , أما خطواته الأولي في لافورمولا بدأت في 1999 شارك في عدة بطولات منها حتي بدأ في الصعود بسرعة الصاروخ نحو القمة التي لم يتنازل عنها حتي الآن مع وجود منافسة مستمرة مع السائق.