بينما كانت الأنظار متوجهة أمس الأول باتجاه البرلمان السوداني والمناقشات الدائرة به حول قانون "الاستفتاء" بشأن مصير جنوب السودان، أجمع المراقبون أن العام 2010 والذي ندخله بعد ساعات سيكون عام "السودان" بملفاته المختلفة شمالاً وجنوبًا وغربًا وشرقًا وسيتصدر أولويات الدبلوماسية المصرية وتحركاتها هذا العام، وذلك مع تزايد مؤشرات انفصال الجنوب. يكون من المنطقي أن نقف ونتساءل ونرصد حقيقة التواجد المصري في جنوب السودان، وهو ما سنستعرضه في السطور القادمة في ضوء المعلومات الدقيقة التي توافرت "لروزاليوسف" في هذا الإطار، والتي تقول أنه في اللحظة التي تكتب فيها هذه السطور يتواجد علي الأرض في جنوب السودان 1526 فردًا من أفراد القوات المسلحة المصرية ضمن قوات حفظ السلام وموزعين علي كتيبة مشاة، سرية إزالة ألغام، فصيل نقل، سرية مهندسين، مستشفي ميداني، قيادة قطاع، مكون شرطي. وفيما يتعلق بالدعم المصري للبنية التحتية لجنوب السودان تقوم مصر بإنشاء أربع محطات للكهرباء في مدن جنوب السودان بتكلفة إجمالية قدرها 145 مليون جنيه في مدن واو، يامبيو، رومبيك، بور.. وبالفعل تم بدء تشغيل شبكة الإنارة لمدينة "واو" وحرصت مصر الرسمية علي المشاركة في مراسم افتتاحها ممثلة في وزير الكهرباء حسن يونس بحضور "سيلفا كير" النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب. وفي مجال الصحة.. قامت مصر بإنشاء مركز طبي في جوبا يضم أربع عيادات خارجية بالإضافة إلي تحمل مصر الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية التي ترسل له، هذا المركز تم افتتاحه في مايو 2008 قامت بعدها مصر في ديسمبر من العام نفسه بإرسال عشر طائرات "C130" تحمل كافة مستلزمات العيادة الطبية.. وقامت مصر بزيادة عدد الأطباء المصريين العاملين بالمركز وذلك بتوجيه مباشر من الرئيس حسني مبارك استجابة لطلب حكومة الجنوب، وعلمت "روزاليوسف" أنه كانت هناك مشاكل في تحقيق تلك الزيادة وذلك لعدم وجود أماكن كافية لإقامتهم، وذلك لحين التوسع في مبني العيادة علي مساحات أراض مجاورة لها. وفي الإطار نفسه يجري الآن العمل علي إنشاء عيادتين طبيتين بمدينتي "بور" بولاية "جونجلي" ومدينة "جوجريال" بولاية وارب وقام مجلس الوزراء المصري بتخصيص 27 مليونًا لبناء العيادتين ومن المنتظر أن يتم تسليم العيادتين إلي الأشقاء في الجنوب في مايو القادم. وفي مجال التعليم.. قامت مصر بتخصيص 50 مليون جنيه وذلك لإنشاء مدرستين الأولي في مدينة "واو" بولاية غرب الاستوائية والثانية في مدينة "وورور" بولاية جونجلي، كما قامت هيئة الأبنية التعليمية المصرية بإنشاء مجمع تعليمي في "جوبا" للتعليم الأساسي والثانوي العام والثانوي الصناعي وتم تسليمه بالفعل لوزارة التعليم بحكومة جنوب السودان، أما فيما يتصل بالتعليم العالي فبخلاف المنح الدراسية التي تقدمها مصر لأبناء جنوب السودان للدراسة في الجامعات المصرية، بدأت الخطوات التنفيذية لمشروع افتتاح جامعة الإسكندرية بمدينة "تونج" بولاية "وارب" بجنوب السودان.. وفيما يتعلق بالري.. قامت وزارة الري المصرية بالتوقيع علي مذكرة تفاهم للتعاون الفني مع حكومة جنوب السودان لتنفيذ برامج تبلغ قيمتها 26 مليون دولار لمدة خمس سنوات ومن ضمن البرامج التي اتفق عليها مشروع لتطهير مجري النهر ومشروع إجراء دراسات الجدوي اللازمة لبناء سد مائي عند مدينة "واو" وصيانة أربع محطات للمياه وحفر 30 بئرًا للمياه. وفي مجال الموارد البشرية.. قامت الخارجية المصرية ممثلة في الصندوق المصري للتعاون الفني مع افريقيا بتنظيم دورات تدريبية لخمسين دبلوماسيا سودانيا من الجنوب، كما قدم الصندوق معونات تقدر بمائتي وخمسين ألف جنيه مصري وذلك لشراء مستلزمات ورش لتجهيز أربع ورش للحدادة والخراطة والنجارة والميكانيكة في "جوبا" وذلك بالإضافة إلي إرسال مدربين فنيين لتدريب العمالة السودانية علي المعدات. ومن الجنوب إلي ملف سوداني آخر لا يقل أهمية - وإن كان اعتراه بعض الهدوء - وهو ملف دارفور، وتقول لغة الأرقام التي لا تعرف الالتواء أن التواجد المصري في أرض دارفور في غرب السودان يتمثل في وجود 2353 عسكريا مصريا مشاركين ضمن بعثة "الهجين" لحفظ السلام "unamid" وموزعين علي كتيبتي مشاه، وسرية إشارة وسرية نقل وسرية مهندسين ومكون شرطي. وبالنسبة للمساعدات الإنسانية المصرية لدارفور أوفت مصر بالتعهدات التي قطعتها في المؤتمر العربي لدعم ومعالجة الجوانب الإنسانية وأرسلت إلي عواصمالولايات الثلاث لدارفور "الفاشر وجنينة، فيالا". وفي مجال الري.. تعهدت مصر بحفر 40 بئرا في دارفور بتكلفة اجمالية تقدر بأربعة ملايين جنيه، وفي مجال تدريب الكوادر البشرية قدم مركز القاهرة الاقليمي للتدريب علي تسوية المنازعات وحفظ السلام في افريقيا ثلاثين منحة لكوادر حكومية وأهلية من دارفور وكردفان فضلا عن منح تدريبية في مجال الحكومة الالكترونية ودورات تدريبية علي أعمال الصاج وتدريب 25 من كوادر دارفور بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وتدريب 30 مدرسًا دارفوريا للمرحلة الثانوية. وفي مجال المساعدات الطبية.. قامت وزارة الصحة المصرية بإيفاد 38 طبيبا إلي دارفور في أبريل الماضي تم توزيعهم علي المستشفيات الرئيسية بعواصم دارفور الثلاث كما تم إرسال خمس قوافل طبية لأقليم دارفور شارك فيها 82 طبيبًا من مختلف التخصصات وتضمنت أيضا ارسال 30 طن دواء وبلغ إجمالي أيام عمل القوافل 192 يومًا بتكلفة إجمالية تجاوزت 4.6 مليون جنيه.