احتفل دير القديس مارمينا بمريوط الأسبوع الماضي بمرور 17 قرنًا علي استشهاد مارمينا واليوبيل الذهبي علي إنشاء الدير بكينج ماريوط علي يد البابا كيرلس السادس وقد رأس قداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية الاحتفال الذي أكد فيه أنه قام بتنفيذ وصية البابا السابق له البابا كيرلس السادس، حيث دفنه بدير مارمينا كما أوصي. وقد وجه الأنبا كيرلس أفامينا أسقف الدير الحالي الشكر إلي الحكومة المصرية التي أنفقت 19 مليون جنيه لإنقاذ منطقة أبومينا الأثرية من المياه الجوفية التي كانت تهدد المنطقة بالغرق، مؤكدًا أن المنطقة تحتاج لبناء سور يبلغ طوله 8.5 متر سيتكفل به الدير وذلك بمبلغ يقدر ب25 مليون جنيه، موجهًا شكره الخاص وشكر الكنيسة لفاروق حسني وزير الثقافة والدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار. ومن المعروف أن مارمينا من أشهر الشهداء المصريين، نال شهرة لم ينلها أي شهيد مصري سواء في القطر المصري أو خارجه.. وقد وُلد سنة 285م ببلدة نقيوس مركز منوف محافظة المنوفية.. كان والده أودكسيوس حاكما للمدينة، ونال شهرة عظيمة بسبب فضائله وتقواه. وقد اهتم به والده، فهذبه بتعاليم الكنيسة بروح إنجيلية، وغرس فيه محبة الكتاب المقدس والعبادة والسلوك بروح التقوي.. مارس حب المعرفة الحقيقية بفكر كنسي تعبدي بورع وتقوي. مات والده وهو في الحادية عشرة، ثم والدته وهو في الرابعة عشرة ورث عنهما خيرات كثيرة وبركات روحية مع كرامة، بعد سنة من وفاة والدته عُين وهو في الخامسة عشرة من عمره ضابطًا في الجيش في فرقة أفريقيا القديمة ونال مركزا مرموقا لمكانة والده. ولكن بعد فترة قام بتوزيع أمواله علي المساكين والفقراء كرس كل وقته وطاقاته للخدمة وترك خدمة الجيش بعد ثلاث سنوات (سنة 303م) وتوجه إلي البرية ليتعبد فيها وبعد ذلك صدر منشور من قبل الإمبراطورين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم قرابين لها بعد خمسة أعوام من رهبنته رأي وهو يصلي الشهداء يكللون بواسطة الملائكة، ويحملونهم إلي الفردوس، وقد صاروا في بهاء أعظم من الشمس فاشتهي أن يصير شهيدًا. وذهب إلي المدينة واستشهد وهو في الرابعة والعشرين من عمره.. وقد تم دفنه في منطقة مريوط وبني البابا اثناسيوس البطريرك العشرون كنيسة فوق قبره أصبحت مزارًا لكل المسيحيين في العالم، حيث اعتبرت منطقة الحج الثاني بعد القدس.. وازدهرت جدًا المنطقة حيث أقام الولاة والأغنياء قصورًا وكنائس رخامية بها فعرفت بالمدينة الرخامية.. ولكن ذهب ازدهارها في أواخر القرن ال12 الميلادي ودمرت تماما وتحولت لأطلال.. وفي عام 1905 اكتشف عالم الآثار الألماني ماريا كارل كوفمان المنطقة وقد وضعتها منظمة اليونسكو علي قائمة التراث الإنساني العالمي عام 1979.. وعندما اختير البابا كيرلس السادس بطريركا أولي اهتمامًا كبيرًا بدير مارمينا وشخصية مارمينا فقام بتأسيس الدير الحديث بجوار المنطقة الأثرية وأحضر مجموعة من الرهبان للإقامة بالدير وتعميره وبعد رحيله أكمل البابا شنودة الثالث المسيرة، حيث قام بتدشين الكاتدرائية الكبري بالدير وإقامة أسقف له هو الأنبا مينا أفامينا تلميذ البابا كيرلس وبعد رحيله اسند إشراف الدير للأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وبعد ذلك رسم له أسقفا هو الأنبا كيرلس. ويمتاز دير مارمينا بوجود عدد كبير من المشاريع الإنتاجية المتميزة من تربية دواجن وتسمين عجول ويقدم أشهر المنتجات الصيامي من شيكولاتة والآيس كريم.. كما يمتلك الدير مطبعة ضخمة تقوم بطباعة كتب طقوس الكنيسة، وكذلك مركز ميكروفيلم للمخطوطات وغيرها من الأنشطة.