تحولت لبنان مؤخرًا إلي البديل عن الحلم الأوروبي لدي كثير من الشباب في مصر، وزاد معدل الهجرة غير الشرعية للبنان حتي أن المستشار العمالي بالسفارة المصرية ببيروت أعلن عن وجود 18 ألف شاب مصري يعملون بشكل غير قانوني في لبنان.. الخطير في الأمر أن السفر لا يتم فقط عن طريق التأشيرة السياحية التي يتم كسر مدتها والاستمرار في الإقامة بشكل غير شرعي ولكن أيضًا من خلال عصابات التهريب والاتجار بالبشر عبر الأراضي السورية.. والأخطر هو ما ينتظر الشاب المصري هناك إذا كان أحد الناجين من رحلة العذاب والابتزاز مع المهربين حيث يعمل كأحد عمال النظافة أو في المطاعم والفنادق أو عامل بقطاع التشييد والبناء ومن السهل وقوعه فريسة في يد بعض الجماعات الإرهابية أو المتطرفة كتنظيم القاعدة أو حزب الله. توجد طريقتان لدخول لبنان الأولي الاستعانة بأحد مكاتب التسفير أو إلحاق العمالة للسفر إلي سوريا ومنها الاستعانة بأحد المهربين لدخول لبنان ليلاً وسيرًا علي الأقدام، والثانية عن طريق شركات السياحة، حيث يستغلها بعض المصريين للحصول علي التأشيرة السياحية والدخول رسميًا والإقامة فيما بعد بشكل غير رسمي. يقول عبدالعزيز بدران صاحب شركة إلحاق عمالة: بعض الشباب يفضلون الهجرة غير الشرعية لارتفاع نفقات عقد العمل 200 ألف ليرة والإقامة التي تصل ل400 ألف ليرة فضلاً عن التأمينات ونفقات المعيشة، لذلك فإن شركات إلحاق العمالة الكبري لا تتعامل في نطاق عقود العمل لدولة لبنان ولكن هؤلاء قد يستعينون بمكاتب التسفير المنتشرة بالأقاليم للسفر إلي سوريا ومنها دولة لبنان، ولا يكلفهم ذلك سوي ألفي دولار. نفقات العمل ويضيف: مفضلو تلك الوسيلة أغلبهم من أبناء الأقاليم وحاصلون علي قدر بسيط من التعليم، لذلك يعانون من مشاكل عديدة تبدأ مع عصابات التهريب، حيث ممارسة الابتزاز المادي وربما التورط في عمليات تهريب للمخدرات أو تزوير أو ارتكاب جرائم أو مخاطر الموت وإطلاق النار أثناء ذلك، كما أن وجودهم بدولة لبنان بدون عقود عمل رسمية وأوراق للإقامة تعرضهم للابتزاز من قبل أصحاب العمل، حيث يعملون بمهن هامشية وبأجور متدنية. ويوضح بدران أن السفر بشكل شرعي يتطلب الحصول علي موافقة من الأمن العام اللبناني وذلك بعد سداد رسوم عقد العمل من قبل وزارة العمل اللبنانية، ثم يتم التصديق عليها من وزارة الخارجية اللبنانية واعتمادها من مكتب التمثيل العمالي بالسفارة المصرية، وبالتالي فإن وجود ما يخالف ذلك يعني الغرامة والترحيل والسجن لمدة 3 شهور، بخلاف تعرضهم أثناء تهريبهم للمعاملة السيئة ومخاطر إطلاق النار من قبل المهربين. ولهذا فإنه لا ضمان لسلامة وأمن المواطن المصري بدون عقد عمل رسمي يضمن حقه وسلامته. الأعياد والمواسم نبيل الديب - صاحب شركة سياحية، يقول: ينتعش سوق السفر السياحي لدولة لبنان مع نهاية العام وقُرب موسم الأعياد، ولعل أكثر الفئات العمرية إقبالا من سن الشباب وللأسف فإن هذا الأمر بات يُستغل بشكل غير شرعي، نظرًا لتحسن الأحوال الأمنية والسياسية بدولة لبنان وكونها البلد الأقرب لأوروبا وترحيب الشعب اللبناني بالعمالة المصرية خاصة بالمناطق السياحية، حيث المطاعم والفنادق وغيرها، فإن الشباب المصري بات يتطلع لذلك، واستغلت بعض شركات السياحة هذا الأمر، ويتحول لبيزنس غير شرعي يُغطيه ستارة السياحة. رغم أن السفر السياحي للبنان لا يتعدي 5 آلاف جنيه مقابل تأشيرة سياحية لا تتجاوز مدتها 3 شهور ولا تقل عن 5 أيام إلا أن بعض الشركات السياحية أصبحت تنظم رحلات سياحية إلي لبنان للشباب بمبالغ تتعدي 20 ألف جنيه علي أساس أنها هجرة غير شرعية. من جانبه يقول د. نبيل عبدالفتاح - عضو مركز الأهرام للدراسات السياسية - أنه مع قلة فرص العمل وارتفاع مستوي المعيشة وانخفاض مستوي الدخل وتصاعد الأزمة المالية العالمية، تزايدت فكرة إقبال الشباب بمصر علي الهجرة وبالأخص غير الشرعية لكونها الأرخص. ومؤخرًا رأي الشباب في لبنان أنها بديل الحلم الأوروبي فهي الأقرب لنمط الحياة الأوروبية والتحرر والوظائف ذات الأمور المادية المرتفعة في مجال السياحة خاصة بعد انتهاء الحرب والاستقرار لا سيما أن اللبنانيين يرحبون بالعمالة المصرية. الاضطرابات الداخلية ويضيف أن دولة لبنان مساحتها 10.400كم2 وبها حوالي 4.5 مليون نسمة فقط، وتعاني من اضطرابات أمنية طائفية وأوضاع غير مستقرة سياسيًا، ولهذا فإن كل تلك الظروف تؤدي لسهولة دخولها بشكل غير شرعي إما عن طريق الأردن أو سوريا بالاستعانة بعصابات التهريب، والتفتيش، إلي إمكانية حدوث الأخطر وهو الانضمام لجماعات سلفية أو شيعية أو حزب الله أو تنظيم القاعدة يكون مصير الشباب المصري، ومن ثم فهم فريسة سهلة لمن يريد ضرب الأمن القومي لمصر، حيث ينخدع الشباب بالشعارات الدينية وفرص العمل والأموال التي يوفرونها له وينقاد وراء شعاراتهم ويتم تجنيده للتدريب والقتال وربما ارتكاب أعمال تخريبية وإجرامية داخل موطنه الأصلي. فيما يؤكد عماد جاد - رئيس تحرير مختارات إسرائيلية - أن المصريين يجدون في لبنان وسيلة للهجرة إلي دول أوروبا، حيث السفر إليها ومنها إلي هناك، ويرضون بالإقامة بشكل غير رسمي وبأعمال متدنية وأجور ضئيلة، وللأسف قد يتورطون مع عصابات التهريب بأعمال إجرامية كالاتجار بالمخدرات أو التهريب أو الدعارة أو القتل وغيرها. فضلاً عن إمكانية استقطابهم للسفر والإقامة بدولة إسرائيل فهناك 30 ألف مصري الآن، مقيمون بإسرائيل، بعدما تم استدراجهم بحلم الوظيفة والزواج من فتاة إسرائيلية. ويطالب جاد لابد من تنظيم حملات إعلامية لتوعية الشباب المصري، خاصة وأنه للأسف الإعلام المصري يركز فقط علي الهجرة غير الشرعية لدول أوروبا، رغم أن هناك أنواعًا أخري من الهجرة غير الشرعية أشد خطورة علي الأمن القومي لمصر وعلي سلامة شبابنا.