أعلن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عن توجه السفير المصري إلي العراق قبيل الجمعة المقبلة لتسلم مهام عمله.. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده أبوالغيط مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في ختام أعمال اللجنة المصرية-العراقية المشتركة التي تخللها عقد الجولة الأولي من الحوار الاستراتيجي بين البلدين. وقال أبوالغيط: إن الأسباب التي دفعت مصر لاتخاذ قرار بعودة السفير علي الرغم من عدم استقرار الأوضاع الأمنية هناك أن العراق شهد ما بين 300 و400 عملية إرهابية وتفجيرات بشكل يومي علي مدي السنوات الماضية.. ولكن اليوم هناك انخفاضًا واضمحلالاً كبيرًا في هذه العمليات، وأضاف: ندرك تماما أن العراق يمر بظروف بالغة الصعوبة، ولا يخفي علي أحد أن مصر حزنت حزنا عميقا علي فقدان ابن من أبنائها متمثلا في السفير المصري السابق في العراق، ولكن العراق يعود الآن للقيام بقوة ولا يجب أن يترك وحده.. وقال أبوالغيط: تأثرنا تأثريا شديدًا بصدمة الغزو وبصدمة الاحتلال وبصدمة فقدان السفير، وشدد أبوالغيط علي أن العراق يمر بعملية حراك جديد ولا يجب أن نقف ضده. في إطار آخر.. أكد أبوالغيط أن سياسة المحاور ليست من سياسات مصر ولا نشجعها سواء كانت بين الأطراف العربية وبعضها البعض أو بين الأطراف العربية والدولية، وأضاف أن الوضع العربي يمر بصعوبات بالغة ونحن قادرون علي تذليلها والمؤكد لدي مصر أن لديها رغبة في بناء علاقات صحية بين الجميع وإذا كنا نحاول اليوم إقامة علاقات صحية مع العراق فهذا لا يمنع أننا أغلقنا الباب أمام انفتاحنا علي الآخرين، وأعرب عن استعداد مصر للتحرك في جميع الاتجاهات بخلق وضع عربي جيد وقوة عربية لمواجهة جميع التحديات ولا شك أنها تحديات بالغة الصعوبة. وردا علي سؤال حول ما يمكن لمصر القيام به لتحقيق المصالحة في العراق- قال أبوالغيط: ما سأقوله قد يسعد بعض العراقيين وقد يسيء البعض فهمه والمؤكد أن مصر لا تري في العراقيين إلا من هم أهل العراق الأصليين ولا نعرف إلا العراق الموحد ومن هنا نستجمع جميع إمكاناتنا لدعم هذا العراق الموحد وليست هذه المرة الأولي التي نقول فيها هذا الكلام وأعتقد أن السفير المصري في العراق سيكون متاحًا للجميع وسيستمع لجميع وجهات النظر العراقية وينقلها للقاهرة معربا عن رغبة مصر في الإسهام في تحقيق المزيد من المصالح العراقية الموجودة بالفعل. وفيما يتعلق بملف حقوق العمالة المصرية لدي الحكومة العراقية والمعروفة بالحولات الصفراء.. أوضح أبوالغيط أن هذا الموضوع تم بحثه خلال اجتماعات اللجنة المشتركة وقال إن الشعب المصري يرغب في إنهاء هذا الموضوع، مشيرًا إلي نوايا طيبة صدرت عن الجانب العراقي وكشف عن أنه تم الاتفاق علي اجتماع ممثلين عن وزارتي المالية والخارجية في كلا البلدين لإنهاء هذا الملف، مشيرًا إلي أن الاجتماع سينعقد بالقاهرة الأسبوع المقبل. من جانبه قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في رده علي سؤال "روزاليوسف" حول مدي اسهام المحيط الإقليمي للعراق في زعزعة استقراره، إن المحيط الإقليمي للعراق أحيانا يكون تأثيره سلبيا علي الوضع الأمني والاستقرار ونحن نتفهم هذا الموضوع. وأوضح أن هناك ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة حاليا في بغداد مكلفا ببحث حجم التدخلات الخارجية في الشأن العراقي الداخلي، وأضاف: من هنا ومن علي أرض مصر فإننا ندين التفجيرات الأخيرة التي شهدها العراق ولم نتهم أي دولة حتي سوريا التي يوجد بها مطلوبين أمنيا للعراق ولكن لدي العراق شكوكًا في خلوع عراقيين مقيمين في سوريا فيما حدث، وأكد زيباري أن العلاقات السورية - العراقية متأزمة بسبب الأحداث والتطورات الأخيرة، ولكن هذه العلاقات لم تنقطع رغم وجود مشاكل سياسية نأمل أن تتحسن. وأكد أن العلاقات "المصرية - العراقية" ليست طرفًا ضد أحد لكنها علاقات طبيعية بين بلدين شقيقين، وأعرب عن ثقته في أن تدخل مصر في المصالحة العراقية سيكون تدخلاً إيجابيا، وقال زيباري إن علاقة العراق مع مصر حجر الزاوية في مرحلة مهمة وحساسة من التحديات ونعتبر مهمة مصر في هذا الإطار مهمة قومية ووطنية. وفي الإطار نفسه، أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخاجية السفير حسام زكي أن وزيري الخارجية قاما بالتوقيع علي مذكرتي تفاهم علي قدر كبير من الأهمية في مجال التعاون بين وزارتي خارجية البلدين.