تحولت المحاكم إلي علب سردين بشرية بسبب الزحام الشديد وعدم وجود تهوية فتكفي عطسة واحدة لانتشار المرض بين المترددين عليها يضم مجمع محاكم شمال الجيزة العديد من الدوائر والنيابات ويبدو مشهد الازدحام واضحا عند باب الدخول إذ يقف العشرات من الأشخاص في طابور طويل انتظارا للمصعد علي الرغم من وجود 4 مصاعد لكن يعمل منها اثنان فقط وأحيانا واحد لأن مجمع المحاكم 9 أدوار ففي الغالب ينتظر المواطنون دورهم للصعود به بدلا من استخدام السلم خاصة إذا كانوا يريدون الأدوار العليا.. أما المصعد نفسه فلا يسع أكثر من 6 أشخاص ومع ذلك يركب به ما يقرب من 12 شخصا إلي درجة أنه يشبه علبة "السردين" فلا توجد حتي مساحات بين الأفراد لمرور الهواء وبالطبع تكفي عطسة واحدة داخل هذا المصعد لانتشار العدوي بمنتهي السهولة. وتعد الممرات أمام قاعات الجلسات بؤراً للتجمع والازدحام ناهيك عن عدم نظافة المكان. ويبدي محمد سالم - موظف بقلم الحفظ بالمحكمة - عدم تخوفه من انتشار أنفلونزا الخنازير علي الرغم من علمه بكون الأماكن المزدحمة قد تكون بؤراً لنموها وتساعد علي انتشارها ويقول "ربنا هو الستار" ولا داعي من تخويف الناس الذين يترددون علي المحاكم فمعظمهم بسطاء، وفي محكمة جنوبالقاهرة لا يختلف المشهد كثيرا فالازدحام أشد. وتعتبر غرف المحامين داخل المحاكم مع صغر حجمها وتكدس أعداد كبيرة بها بؤر غاية في الخطورة لانتشار العدوي إلي جانب كونها غير جيدة التهوية وتؤكد علي ذلك حنان سلام محامية.. بأنه بالفعل تعد مشكلة عدم وجود أماكن أخري لانتظار المحامين غير هذه الغرف هي السبب في تكدسها وازدحامها وبالطبع مع انتشار وباء أنفلونزا الخنازير تكمن خطورة هذه الغرف إلي جانب الازدحام أيضا بالممرات وأمام القاعات كما لم تأخذ المحاكم في اعتبارها مثل هذه الأمور كأن يتم وضع لوحات ارشادية بخطورة أنفلونزا الخنازير وتعليمات الوقاية أو حتي رش مطهرات وتطهير القاعات والممرات.