شنت قيادات ناصرية هجومًا عنيفًا علي انشغال قيادات الحزب بتعديل لائحة الحزب علي حساب صياغة برنامج انتخابي جديد لمرشحي الحزب في 2010 واعتبروا هذه التحركات دليلاً علي انشغال القيادات بالصراعات الداخلية لاقتراب انتخاب الحزب الداخلية! وانقسموا حول تداعيات ذلك علي معركة الحزب في الشارع السياسي.. ففي الوقت الذي قال بعضهم: إن ذلك سيكون سببا في أن تكون المحصلة النهائية للحزب في برلمان 2010 صفر كما حدث في 2005، تقاءل آخرون معتبرين صياغة برنامج جديد مع اقتراب موعد الانتخابات هو الحل الوحيد لإنقاذ الحزب. فيما أشار فريق ثالث إلي أن التعديلات اللائحية جاءت مبكرًا لتحسين أداء الحزب الداخلي قبل انتخابات 2010، وطالبت قيادات أخري بعدم عقد انتخابات الحزب مع قرب الانتخابات البرلمانية حتي لا يعاني الناصري من جروح داخلية وخارجية! د.محمد السيد أحمد أمين الشئون السياسية أشار إلي أن الصراع علي المواقع القيادية داخل الحزب هو السبب وراء اهتمام القيادات بصياغة لائحة جديدة علي حساب اهتمامهم بعمل برنامج انتخابي لبرلمان 2010 وأن الصراعات تقلل الاهتمام بالشأن العام وتصرف القيادات للمشاكل الداخلية ولا يجب تجاهل قرب الانتخابات البرلمانية من انتخابات الحزب مما قد يتسبب في أن تتأثر المعركة الخارجية بالمعركة الداخلية! وأضاف سيد أحمد: من الاعتبارات التي تجعل الحزب منشغلاً بمعاركه الداخلية علي حساب الخارجية هي عدم وجود تمويل كاف يجعل الناصري يشارك بقوة في الانتخابات بعد الإعلان عن استخدام الأسلوم الفردي معتبرًا أن الأسباب التي سردها تعد مؤشرًا قويا علي أن الحزب سوف يحصل علي صفر في الانتخابات كما هو الحال في الانتخابات السابقة! واستطرد أمين الشئون السياسية: إذا فاز فرد أو فردان فسيكون ذلك بالصدفة.. وهو ما سيحدث مع باقي الأحزاب.. فهذه الأحزاب لا يوجد بها مرشحون من العيار الثقيل ماديا وبرامجها لا تشكل ولو حيز صغير من اهتمام الجماهير التي لا تنظر سوي لرأس المال المستخدم في النظام الفردي وليس البرنامج الموجود في القائمة النسبية! ووصف أحمد عبدالحفيظ الأمين المساعد للناصري لجوء الحزب لتطوير اللائحة عن صياغة برنامج انتخابي جديد ل2010، نوعا من الاستسهال والكسل السياسي. وقال عبدالحفيظ إن ذلك سيتسبب في مزيد من ابتعاد الحزب عن الشارع السياسي داعيا الحزب لمزيد من الاجتهاد لإحراز أهداف سياسية، قائلاً: لو الحزب لديه جدية في خوض الانتخابات المقبلة فعليه ألا يقوم بعمل انتخابات داخلية قبل انتخابات 2010 لأن جراحه الداخلية ستؤثر علي معركته الخارجية. ومن جانبه قال د.محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب: إن تجهيز البرنامج الانتخابي يجب أن يكون علي أعتاب الانتخابات البرلمانية سواء في المحافظات أو علي مستوي المقر المركزي وأن تعديل اللائحة يأتي في إطار حركة تعديلات تستهدف تطوير الأداء الحزبي وليس الاستعداد للمؤتمر العام المقبل لأنها لا تضم تعديلات جوهرية. وأرجع محمد عبدالدايم أمين العمل الجماهيري عدم البدء في تجهيز البرنامج الانتخابي حتي الآن لرفضهم أسلوب الانتخاب الفردي وترحيبهم بأسلوب القائمة غير المشروطة من جهة ورغبتهم في عودة الإشراف القضائي الكامل من جهة أخري رافضًا الربط بين تطوير البرنامج وبرنامج اللائحة، وأضاف: تعديل اللائحة عمل داخلي ضروري ليسير الأداء والتنظيم الحزبي في مساره السليم خلال الفترة المقبلة مما يساعده علي خوض أي معارك خارجية. وأشار أشرف بيومي الأمين المساعد إلي أن تعديل اللائحة قبل الانتخابات البرلمانية استهدف تحقيق عنصر الإنجاز الزمني لأنها تتطلب وقتًا طويلاً تمهيدًا لعرضها علي المؤتمر العام وإقرارها، موضحًا أن عرضها علي القواعد في المحافظات قد يتطلب حوارًا جديدًا بتعديل جديد بخلاف الذي تم الاستقرار عليه في المناقشات المركزية، واعتبر إعداد البرنامج الانتخابي أسهل بكثير من تعديل اللائحة لأنها لا تتطلب استطلاع رأي المحافظات. ومن جانبه قال فاروق العشري القيادي بجبهة الإصلاح: الحزب فشل في تعديل اللائحة وسيفشل أيضا في الانتخابات البرلمانية المقبلة، واستطرد قائلاً: اللائحة مشوهة بعد التعديلات الجديدة ومفصلة لأشخاص بعينها ولذلك تحتاج تعديلات جذرية حتي لا تتركز السلطات والاختصاصات في يد أشخاص بعينها وتستبعد الأخري من القيام بأي دور.. والحزب لن ينجح في إنجاح أي مرشح في انتخابات 2010 بعدما سقط رئيس الحزب في دائرته بفعل ما سماه التزوير.