تمثل الجداريات الفنية أحد أهم مظاهر تطور ملامح الشارع المصري، توصيل الفن إلي الجمهور والمتلقي العادي، ولم يقتصر النشاط الفني بالشارع علي القاهرة أو الإسكندرية، بل امتد إلي محافظات الصعيد، من خلال الجداريتين اللتين أقامهما الفنان أحمد مصطفي أمين في محافظة بني سويف، تبلغ مساحة الأولي 288 مترا، مقسمة إلي 28 باكية مساحة كل منها 3.95 متر وارتفاع 2.7 متر، تقع في مدخل المحافظة. استخدم أحمد مصطفي أمين ألوان أكريليك معالجة ضد الرطوبة، لتنفيذ جداريتيه برعاية إحدي القنوات الفضائية، التي وفرت الألوان اللازمة، بينما تحملت إحدي الجامعات الخاصة تكاليف بناء السور، في خطوة إيجابية لاشتراك مؤسسات وشركات القطاع الخاص في نشر الجمال في الشارع المصري. يتخذ تصميم الجدارية شكلا فرعونيا كي يتلاءم مع الموروثات الفنية والثقافية للمحافظة، التي تضم مجموعة كبيرة من الآثار، أشهرها هرم "ميدوم"، وصممت كل "باكية" فيها بحيث تحمل صورة شخصية فرعونية مستقلة من الآلهة والأمراء، وقد بدأ الفنان العمل في الجدارية منذ حوالي أسبوعين. وعن الجدارية قال الفنان أحمد مصطفي أمين: التصميم في الغالب مختلف عن التصميمات الفرعونية المعروفة ذات التفاصيل الدقيقة، حافظت خلالها علي بساطة التصميم وعلي الألوان الفرعونية، ولذلك ظهرت كل شخصية بشكل واضح ومميز، يحيط بكل شخصية من الجانبين أعمدة تحمل الطابع الفرعوني، وقد انتهيت بالفعل من حوالي نصف العمل بالجدارية، حيث يعمل معي أربعة مساعدين فنيين من محافظة بني سويف، ويتبقي علي الانتهاء من العمل بالكامل حوالي عشرة أيام أخري، ويقرر بعدها المحافظ موعد الافتتاح. يضيف: خلال العمل في هذه الجدارية، رشحت مرة أخري من المحافظ لعمل جدارية جديدة، بدأت تنفيذها بالفعل علي جدار مجهز بالإضاءة في وسط المدينة أمام نافورة، تبلغ مساحتها 15.5 متر ارتفاع 5.5 متر، حيث يرعاها أحد رجال الأعمال من بني سويف، صممت هذه الجدارية لتحمل بعضا من معالم المحافظة، التي تتميز بوجود منطقة صناعية كبيرة، بالإضافة إلي الآثار الموجودة بها، بجوار طبيعتها الزراعية، ويشتمل التصميم علي هرم "ميدوم" الذي يجمع بين الصناعة والزراعة، كما رسمت في الجانب الأيمن فلاحا، في حين رسمت في الجانب الأيسر مهندسا يقف بجوار عماله، وفي الخلفية مشهدا للمصانع والتروس المميزة في حركة الصناعة هناك، وفي منتصف الجدارية هرم "ميدوم" الذي يربط بين الجانبين.