رخصة ربانية منحت للمسافرين عامة بالسماح لهم للإفطار في قوله تعالي: “فمن كان منكم مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر”، ولكن ترددت العديد من التساؤلات حول هل تتغير هذه الرخصة وفقا لتغير الزمن أو رفاهية السفر، فركاب الدرجة الأولي ودرجة رجال الأعمال مثلا يحصلون علي خدمات عديدة بدءا من دخول المطار من أبواب خاصة وجوازات لهم خصيصا، وخدمة لنقل الحقائب ورفاهية لهم في صالات الانتظار ونهاية بالراحة أثناء السفر بداية يؤكد الدكتور سعد هلال أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن رخصة إفطار المسافر لا تتوقف علي درجة رفاهية أو مشقة السفر فقد أقرتها الآية الكريمة دون شروط إلا تحديد المسافة وهي 85٪ كم التي يوجب عليها القصر، وذلك لأن للسفر مشقة من بعد عن الوطن وفراق للأهل والأحباب، فالسفر في حد ذاته قطعة من العذاب ولكن مع أهمية توضيح أن يكون السفر في طاعة الله كالعمل أو إقامة صلة رحم وحتي للنزهة أو للتسوق، مشيرا إلي أن هذه الرخصة تسقط إذا كان سفرا يهدف معصية الله كالسرقة أو القتل. بينما تؤكد د. إلهام شاهين الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية أن هناك حكمة خاصة للسفر وهي إباحة الإفطار للمسافرين مع تحديد المسافة ومدة السفر التي تمتد الأسبوع ولا يتعلق الأمر أو ظروفه مع التأكيد أنها رخصة والله يحب أن تؤتي رخصة، ولكن علي المسافرين تعويض ما أفطروه من أيام فور عودتهم. كما أوضح الدكتور مبروك عطية أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر أن إجازة إفطار المسافر منصوص عليه حتي لو كان السفر مريحا لأنها رخصة مطلقة تصاحب كلمة السفر ولكن الآية الكريم أوضحت “وأن تصوموا خيراً لكم” وهذا يدل علي افضلية صيام المسافر خاصة لو كان السفر وسيلة تهوين أو تسلية ليوم الصيام، فلعل الموت يلحق المسافر أو لا يسعفه الزمن فيصبه المرض ولذا تنصح بالصيام ولكن مع عدم تسببه في إرهاق أو الشعور بالتعب للمسافر بما يجعل الصيام له شاقا.