فى إطار برامج التعاون والدعم الذى تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوارة الخارجية، للدول الإفريقية، نظمت الوكالة برنامج جديد «للشخصيات الإعلامية فى إفريقيا، فى الفترة من 16 حتى 25 مايو، بمشاركة نخبة من كبار الإعلاميين فى القارة الإفريقية. وجاءت فعاليات البرنامج فى القاهرة بحضور حوالى 33 إعلاميًا من أكثر من 20 دولة إفريقية، وهو يأتى فى إطار سلسلة من البرامج التى تقدمها الوكالة للإعلاميين والصحفيين من الدول الإفريقية للتعرف على الرؤية المصرية تجاه تعزيز التعاون مع دول القارة الإفريقية. خلال فعاليات البرنامج التى امتدت لحوالى أسبوعين، نظمت الوكالة المصرية سلسلة من الزيارات والجولات واللقاءات للإعلاميين الأفارقة فى مشروعات ومؤسسات كثيرة، بداية من العاصمة الإدارية الجديدة، والهيئة العربيية للتصنيع وأكاديمية الشرطة والأكاديمية الوطنية للتدريب، وأيضًا جولات ميدانية فى المحافظات مثل الإسكندرية، وغيرها من المؤسسات التى تعكس حجم الدعم المصرى للقارة الإفريقية. وفى هذا الإطار أكد السفير محمد خليل، أمين عام الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، على أن برنامج الشخصيات الإعلامية فى إفريقيا، فرصة مهمة لإطلاع الشخصيات الإعلامية الإفريقية على حجم ما تقدمه الدولة المصرية لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، والتأكيد على اهتمام الدولة المصرية بالتعاون والتقارب مع كل دول القارة الإفريقية. «روزاليوسف» التقت عددًا من الصحفيين والإعلاميين الأفارقة المشاركين فى برنامج الوكالة، للتعرف على أهم ما لمسوه فى جولاتهم الميدانية وأوجه الاستفادة منها.. حيث أكدوا على الطفرة التنموية التى تشهدها مصر حاليًا، وعلى أن الدول الإفريقية فى حاجة للخبرة المصرية فى مواجهة التحديات المختلفة..
السودان الكاتب طاهر المعتصم: نحتاج للدعم المصرى لتجاوز الفترة الحرجة التى يمر بها السودان
الكاتب الصحفى السودانى طاهر المعتصم، نائب رئيس تحرير السودانى الدولية، قال إن المشاركة فى برنامج الإعلاميين والصحفيين الأفارقة جاءت فى توقيت مهم جدًا، خصوصًا فى ظل ما تشهده القارة الإفريقية من تحديات كثيرة على رأسها التحدى الاقتصادى والتنموى وتحدى مواجهة الارهاب ومشاكل المياه. وقال إن مثل هذه المبادرات التى تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، يعكس استعادة مصر لدورها فى إفريقيا ووانفتاحها واهتمامها بالقارة السمراء، وقال إن آخر زيارة له للقاهرة كانت قبل جائحة كورونا فى 2019، وبعد ثلاث سنوات تابع الطفرة الكبيرة التى تشهدها القاهرة، وفى مختلف القطاعات والمجالات التى قاموا بزيارتها. وحول الفارق ما بين 2019 وحاليا، قال الكاتب الصحفى السودانى أنه شاهد اختلافات كثيرة، لكن الأهم هو تغير «الروح» لدى المواطنين والناس فى الشارع، ولمست أن هناك أملًا وشعورًا بالإنجاز وأنه كان هناك حلم للاصلاح والتنمية وبدأ الناس يلمسونه بأيديهم. وحول العلاقات المصرية السودانية فى ظل التطورات التى تشهدها السودان، قال إن السودان يمر بفترة حرجة من تاريخه، فترة صعبة تحتاج لدعم الأشقاء والجميع، وتحتاج للعقل الاستراتيجى للخروج من تلك الفترة الحرجة، مشيرًا إلى أن مصر تعتبر أن السودان الامتداد الطبيعى لأمنها والعكس. وحول ما يمكن الاستفادة منه فى برنامج الإعلاميين الأفارقة لدعم السودان، قال الكاتب الصحفى السودانى إن هناك زيارات متواصلة بين المسئولين فى البلدين، وأيضًا تواصل ما بين النخبة المصرية والسودانية، لكن من المؤسسات التى يمكن أن تقوم بدعم السودان فى الفترة الحالية هو مركز فض النزاعات الذى قمنا بزيارته فى القاهرة، وهذا المركز يمكن أن يكون له دور مهم فى الترتيبات الأمنية لاتفاق سلام جوبا بين الحكومة والحركات المتمردة، وحول التعاون المصرى السودانى فى ملف المياه، قال الكاتب الصحفى السوانى إن ملف المياه هو الأخطر على الدولتين، وخصوصًا تحدى سد النهضة، ونظرًا وأن الخطر الأول من هذا السد يقع على السودان، لأن تأثيره مباشر على سد الروصيرص السوداني، وهو المصدر الثانى لتوليد الكهرباء فى السودان ويقوم برى 70% من الأراضى الزراعية فى السودان، وأى تأثير على هذا السد سيؤثر على الحياة فى السودان، من هذا المنطلق تأتى أهمية التعاون والتنسيق المصرى السودانى فى هذا الملف.
جزر القمر الشيخ على حماد: نبحث عن «الخبرة» المصرية فى الإدارة والعمل
الشيخ على حماد، رئيس القسم العربى بصحيفة الوطن، بجزر القمر، قال إن برنامج الشخصيات الإعلامية فى إفريقيا، مبادرة جيدة جدًا وممتازة، وتعكس مدى الانفتاح المصرى على القارة الإفريقية وعلى التواصل مع الشعوب والدول الإفريقية. وأضاف أن البرنامج أعطى لهم الفرصة للاطلاع على كل ما تشهده الدولة المصرية من تطوير وطفرة تنموية، وأيضًا على الرؤية الجديدة للدولة المصرية، وقال إنهم لمسوا رؤية جديدة لدى القيادة المصرية، وشاهدوا حجم الإنجاز والعمل فى قطاعات كثيرة. وقال إن الحرص المصرى على التواصل مع الإعلاميين والصحفيين الأفارقة، هى مبادرة جيدة، لأنها امتداد لدور مصرى كبير ومتنوع فى القارة الإفريقية، فى مختلف المجالات، تحرص الدولة المصرية على تقديمه. وقال أن البرنامج فرصة جيدة للإعلاميين والصحفيين الأفارقة لإكتشاف حجم التقدم المصرى الذى تشهده الدولة المصرية، وللإطلاع على ملامح الجمهورية الجديدة فى مصر وما يتم فى أرض الواقع من تنمية ومشروعات جديدة. وحول أكثر المجالات التى يمكن الاستفادة منها من جانب جزر القمر، قال الشيخ على حماد، أنهم يبحثون عن «الخبرة» المصرية فى مجالات كثيرة، خصوصا فى مجال إدارة الدولة وفى مجال التنمية البشرية وفى المجال الأكاديمي، لأننا فى الدول الإفريقية تنقصنا الخبرة. ويروى الشيخ على حماد، انه من خريج جامعة الأزهر فى مصر عام 2002، حيث تخرج من كلية الاعلام وتلقى تدريبه فى مصر بصيحفة الأهرام قبل أن يعود مرة اخرى لبلده، وقال أن أخر زيارة له للقاهرة كانت فى عام 2009، وهناك تطور كبير وطفرة تنموية كبيرة حاليا عن سابقا. وقال أن هذه الطفرة يمكن أن نلاحظها فى كل مكان، فى مستوى الطرق والكبارى فى العاصمة، وفى التنظيم، كلها أمور يستطيع أن يلمسها الجميع فى أى مكان.
جنوب السودان د. ياث أوان: نسعى للاستفادة من البرامج المصرية لتدريب الطلاب والشباب والموظفين
د. ياث أوان ياث، وكيل وزارة الاعلام بجنوب السودان، قال إنه شارك فى برنامج الإعلاميين الأفارقة بدعوة من السفارة المصرية فى جنوب السودان، وهو برنامج جيد يعطى فرصة حقيقية للتعرف على كل التطورات التى تشهدها مصر. وقال أنه من خلال فعاليات ،برنامج الشخصيات الاعلامية فى إفريقيا، قاموا بجولات فى أماكن ومؤسسات ومشروعات كثيرة فى مصر، بداية من العاصمة الادارية الجديدة والأكاديمية الوطنية للتدريب والهيئة العربية للتصنيع، وزرنا أيضًا محافظات مثل الإسكندرية، كلها جولات اطلعنا فيها على حجم التطوير الذى شهدته مصر. وحول رسالة مثل هذه البرامج فى دعم العلاقات المصرية الإفريقية، قال د. ياث أن هناك نية وإرادة واستعداد من مصر لتقديم العون والخبرات للدول الإفريقية، وهذه مبادرة طيبة ومرحب بها، ونحن فى جنوب السودان نرحب بمثل هذه المبادرات للاستفادة منها قدر الإمكان، لأننا فى جنوب السودان أكثر الناس حاجة لمثل هذه الخبرات. وقال أن الحكومة المصرية على استعداد كامل لتقديم خبراتها للدول الإفريقية، لأننا تابعنا لفترة طويلة الاهتمام بإفريقيا من الحكومة المصرية، مشيرا إلى أن المشاركين فى البرنامج تعرفوا أكثر على الجهد الذى تقدمه الدولة المصرية، وكيف تستفيد كثير من الدول الإفريقية من المبادرات المصرية، حيث تابعنا وجود طلاب وشباب وموظفين من دول إفريقية فى دورات تدريبية للاستفادة من الخبرة المصرية. وحول أكثر المجالات التى شاهدها ويمكن الإستفادة منها فى جنوب السودان، قال أن هناك كثير من المجالات التى نسعى للاستفاده منها، خصوصًا مجال تدريب وتأهيل الشباب والطلاب، وأيضا تدريب الموظفين فى مجالات مختلفة للاستفادة من الخبرات المصرية فى مجالات عديدة، ونحن فى جنوب السودان فى حاجة إليها. وقال د. ياث، أنه حضر باعتباره وكيلا لوزارة الإعلام فى جنوب السودان حتى يستفيد من السياسات الإعلامية المتبعة فى مصر، وكيفية الاستفادة منها فى برامج الإعلام بجنوب السودان، وأيضا من الإجراءات التنموية التى تتم فى مصر. يروى د. ياث أوان، أنه تخرج من جامعة القاهرة عام 1979، وكانت آخر زيارة له للقاهرة سنة 1991، ومشاركته فى البرنامج أعطت له فرصة لزيارة مصر بعد حوالى 31 عامًا، مشيرا إلى أنه فوجىء بحجم الطفرة والتطور الكبير الذى تعيشه مصر حاليًا.
تشاد الإعلامى صالح يونس: ننقل تجارب ومبادرات الدعم المصرية لمجتمعاتنا
الإعلامى التشادي، صالح يونس، رئيس رابطة الصحفيين التشاديين الناطقين باللغة العربية، قال إن برنامج الإعلاميين الأفارقة يعطى فرصة حقيقية للتواصل والتعارف بين الإعلاميين من الدول الإفريقية، واكتشاف حجم الدعم الذى تقدمه الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة للدول والشعوب الإفريقية. وقال إن مصر دائمًا لها مبادرات لدعم التنمية فى إفريقيا، ومقاومة ومكافحة الإرهاب، ونحن نحاول أن ننقل مثل هذه التجارب لمجتمعاتنا وشعوبنا، حتى يمكن الاستفادة منها. وحول أوجه التعاون المصرى التشادي، خصوصًا فى ظل التحديات التى تواجهها القارة الإفريقية فى الفترة الأخيرة وعلى رأسها تحدى الأزمة الاقتصادية، قال صالح يونس إن كثرة التحديات الإفريقية تفرض علينا التكاتف معًا، وتضافر الجهود بين الدول الإفريقية. وأضاف أن برامج التدريب والدعم الذى تقدمها مثلا الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، تدخل فى هذا الإطار، وهو اطار التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات المشتركة، ولمساعدة الدول الإفريقية فى التنمية، لأن الدول الإفريقية فى أمس الحاجة حاليًا للتكاتف خصوصًا فى ملف التنمية الاقتصادية فى ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. وحول العلاقات المصرية التشادية، قال صالح يونس أن هناك اهتمام مصرى بدعم العلاقات المصرية التشادية، والتنسيق المشترك خصوصا فى مجال مكافحة الارهاب، وقال أن هذا الاهتمام لمسناه من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتشاد، فى 2017، والزيارات المتبادلة ما بين مسئولى البلدين، والتى تعكس مستوى التنسيق المشترك. وقال إن التنسيق قائم فى ملف الإرهاب والجوانب الأمنية، لأننا نواجه نفس التحديات تقريبا، فيما يتعلق بخطر الإرهاب، وبالتالى تأتى أهمية تضافر الجهود ما بين مصر وتشاد فى ظل تطورات الأوضاع الامنية فى المنطقة، وخصوصا فى ليبيا، حيث أن كلا من مصر وتشاد دولتى جوار لليبيا، ومن المهم التنسيق للحفاظ على استقرار وأمن الدولة الليبية. 2990 2991