المدني لا تزال بعض القوي اليسارية والليبرالية والفوضوية تحاول استغلال موجة الحزن الجماهيري الذي عم مصر كلها بعد كارثة مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي من أجل الانقلاب علي الشرعية البرلمانية ونشر الفوضي وإجهاض كل محاولات التهدئة وتحقيق الاستقرار علي أرض مصر حيث تسعي هذه القوي إلي تنظيم إضراب عام وعصيان مدني شامل يوم السبت القادم 11 فبراير الذي يصادف الذكري الأولي لسقوط الفرعون الاخير حسني مبارك.. وهذه المحاولات من جانب تلك القوي التي تتاجر بثورة 25 يناير وأهدافها لا يمكن أن تسفر إلا عن مزيد من الخراب والفوضي التي يتحمل مسئوليتها ونتائجها هؤلاء الداعين لها الذين ساندوا عناصر البلطجة والفوضي التي تسللت عبر الشوارع الجانبية لميدان التحرير وراحت تتظاهر أمام وزارة الداخلية وهي ترمي لاقتحامها وإحراقها.. وقد كان من الطبيعي أن تتصدي قوات الأمن لهؤلاء البلطجية والفوضويين وتحاول دفعهم بعيدا عن مبني الوزارة حتي لا يحترق مقر وزارة الداخلية مثلما حرق مبني المجمع العلمي.. وللأسف الشديد فإن بعض نواب مجلس الشعب من شباب الثورة وممن يحسبون علي التيارات الليبرالية واليسارية وقفوا داخل قاعة المجلس يوم الاثنين الماضي محتجين علي وصف هؤلاء الذين حاولوا الاقتراب من مبني الداخلية ب«البلطجية».. وهم في الحقيقة ليسوا بلطجية فقط ولكنهم أيضا مخربون وفوضويون ولصوص.. وكنت أتمني كمواطن مصري أن يذهب النواب الذين قرروا الاعتصام داخل مجلس الشعب إلي مبني الضرائب الواقع علي ناصية شارعي محمد محمود مع منصور ويروا الخراب الذي ألحقه البلطجية والفوضويون بالمبني وأن يتقدموا سيرا علي اقدامهم في اتجاه المدرسة الالمانية بباب اللوق ويروا محل قطع غيار السيارات الواقع أمامها والذي تم نهب محتوياته وإحراقه كما تم أيضا إحراق سيارتين أمامه.. كان من الواجب علي النواب المعتصمين أن يروا كذلك حجم الخراب والتدمير والنهب الذي جري لمحلات الكمبيوتر الواقعة بالدور الأول من مبني «سيتي مول» وفي واجهة المبني.. وأن يحتكم هؤلاء النواب لضمائرهم وأن يشعروا بحجم «خراب البيوت» الذي لحق بأصحاب تلك المحلات وبرءوس أموالهم ولحق بالعاملين فيها الذين قطعت ارزاقهم بسبب ما فعله البلطجية والمخربون واللصوص.. ويا ايها السادة النواب المعتصمين داخل مجلس الشعب أقول لكم «اتقوا الله في ومصر».. كما أقول للقوي اليسارية والليبرالية التي تحاول الانقلاب علي الشرعية البرلمانية وعلي إرادة الشعب المصري واختياراته الحرة في انتخابات مجلس الشعب من خلال تأجيج المظاهرات والاعتصامات: إن دعواتكم للعصيان المدني هي دعوة للفوضي والخراب وستفشل مثلما فشلت دعوتكم لثورة ثانية في 25 يناير 2012 بوعي جماهير شعب مصر وحرصها علي تحقيق الامن والاستقرار.