ان العين لتدمع.. وان القلب ليحزن.. وإنا علي سقوطك يامصر لمحزونون. هذا هو لسان حال الأغلبية من أبناء مصر الذين يرون دعائم الدولة تتساقط وتتهاوي تحت معاول المخربين والعملاء والبلطجية.. ويضعون أيديهم علي خدودهم.. ويذرفون الدمع علي بلدهم.. هل هؤلاء الساكتون علي التخريب أبناء مصر.. كلا.. إنهم يشاركون بسلبيتهم في التخريب. لن يستطيع المجلس العسكري.. ولا الداخلية التصدي لهذا المخطط المنظم إذا لم يتكاتف كل أبناء مصر معهم للذود عن بلدهم. لقد نجح الفوضويون ومن وراءهم في اسقاط الشرطة.. ودقوا الأسافين بينها وبين الشعب عندما رفعوا شعار »الجيش والشعب إيد واحدة« حتي تهاوت الشرطة أو كادت .. وكلما تحاول الوقوف علي أقدامها لإعادة الأمن إلي البلاد يسرع هؤلاء العملاء إلي اتهامها باستخدام القوة المفرطة ضد من يخربون المنشآت.. ويحرقون أقسام الشرطة والمجمع العلمي ومباني المحافظات.. ويقطعون الطرق ويعطلون المواصلات.. إن ما يحدث الآن من تدمير للمنشآت ومحاصرة لوزارة الداخلية ومجلس الوزراء ومجلس الشعب ومن احراق لمبني الضرائب ليس من الثورة.. ومن يقوم به ليس من الثوار. وبعد أن أسقطوا الشرطة التفتوا إلي الحصن الثاني من حصون الدولة وهو المجلس العسكري لينادوا بإسقاط حكم العسكر وإعادتهم إلي ثكناتهم.. وبعد ذلك بدأوا يشككون في القضاء.. ثم الإعلام يتهمونه بالعمالة وتزييف الحقائق.. هذه الدعائم الأربعة: الشرطة والجيش والقضاء والإعلام إذا سقطت فإن الدولة ستنهار ولن تقوم لها قائمة. ان الثورة المصرية تترنح بعد أن اغتالتها الفوضي بكل قسوة وضربتها في مقتل.. كل يوم نستيقظ وننام علي أنباء قتلي ومصابين.. ومظاهرات واعتصامات.. وقطع طرق ومواصلات.. وسرقة بالاكراه وسطو مسلح.. وخطف أشخاص لا جريرة ولا ذنب لهم إلا أنهم أغنياء يستطيعون دفع فدية للإبقاء علي حياتهم واطلاق سراحهم.. وأخبار عن ضبط كميات ضخمة من الأسلحة تتدفق علي مصر.. وما يضبط لا يمثل 01٪ مما يهرب.. معني هذا ان السلاح في أيدي العابثين الذين يبيعون أنفسهم للشيطان للحصول علي المال. ان الفوضي الخلاقة التي تحدثت عنها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة وتبنتها أمريكا لتفتيت البلدان العربية والقضاء علي أنظمتها لإنشاء الشرق الأوسط الكبير تقوم علي 5 دعائم أري انها تطبق الآن بحذافيرها في مصر.. أولها ضرب الاستقرار الأمني بحيث يشعر الناس أنه لا مجال للعودة إلي الحالة التي كانت سائدة قبل الثورة.. وخلخلة الوضع الاقتصادي والعمل علي انهيار المؤسسات المصرفية الرسمية وان يسود التضخم واطلاق صراع العصبيات لضرب الدولة ومؤسساتها واستبدالها بولاءات حزبية أو عشائرية قائمة علي انتماءات قبلية.. واطلاق الصراع الطائفي.. وهذا السيناريو يهدف إلي اختراق الدول من الداخل وليس عن طريق الحرب وذلك من خلال السيطرة علي إرادة الشعوب بإطلاق شعارات خداعة كالديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان بحيث تستطيع أن تستقطب الكثيرين إلي صفوفها من أجل تحقيق أهدافها الحقيقية وهي اسقاط الدولة وإحداث انفجار اجتماعي هائل تطلق معه قوي الشر شرورها ويطفو الفوضويون والبلطجية علي السطح بعد ان يتشبعوا بالمال الوفير الذي تقدمه لهم أمريكا. ان الفوضي التي تفرزها الحالة الراهنة لا تخدم سوي أغراض أمريكا وإسرائيل.. فهل نعي الدرس أم نظل ندور في هذه الحلقة المفرغة من الاعتصامات والاشتباكات والاحتجاجات حتي نجد أنفسنا في قبضة الاحتلال الأمريكي كما حدث في العراق.. افيقوا يرحمكم الله.