نتوقف كثيرا مع إعلان القوي الثورية باستخدام كل وسائل التغيير السلمي وهي الإضراب العام والعصيان المدني بداية من 10 و 11 فبراير الجاري ولحين تسليم السلطة لقوي مدنية منتخبة. هناك الآلاف من الملصقات والمسيرات التي تجوب عدة محافظات الآن لنشر دعوة الإضراب الي أن يتنحي المجلس العسكري عن إدارة البلاد ويتم تسليم السلطة إلي مجلس الشعب أو يتم تعيين حكومة إنقاذ وطني حقيقية من قبل مجلس الشعب وتدير هذه الحكومة شئون البلاد مع فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة فورا، وتشكيل لجنة تحقيق خاصة تتمتع بكل الصلاحيات القضائية والتنفيذية للتحقيق في كل الجرائم والمذابح التي تم ارتكابها منذ 25 يناير 2011 وحتي الآن. ان فكرة العصيان المدني في حد ذاتها هي وسيلة من وسائل التغيير السلمي المكفولة في دساتير و قوانين العالم و كان أول من أستخدمها كوسيلة ضغط هم المصريون انفسهم ضد الاحتلال البريطاني في ثورة 1919 السلمية، وهي الثورة السلمية التي ألهمت غاندي بالقيام بثورة العدالة الاجتماعية والاستقلال في الهند وهي التي ألهمت مارتن لوثر كينج جونيور بحركة الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة وفي مقاومة الفصل العنصري بجنوب أفريقيا. وهي نفس الوسيلة التي استخدمها الثوار فيما عرف بالثورات الملونة في وسط وشرق أوروبا ووسط آسيا. و هذا ما يؤكد للمشككين انها وسيلة لم يتم استيرادها من الغرب بل هي وسيلة تم تصديرها من مصر للعالم أجمع قبل 93 عاما. إن الإضراب والعصيان المدني بات هو الخيار السلمي الأخير من أجل تسليم السلطة للمدنيين. ذلك لأن انهيار الأوضاع السياسية في البلاد ووصلها إلي هذا الحد والاستباحة الكاملة لدماء شباب مصر دون محاسبة ووصول المؤشرات الاقتصادية إلي هذا الحد المتدني هو امر لا يحتمل السكوت عنه. إن هذا الجيل من شباب مصر لدية القدرة علي الاستمرار في المسار السلمي للثورة دون استخدام اي وسيلة من وسائل العنف حتي و لو تم استخدام العنف ضده من قبل السلطات. و علي ذلك أدعو الجميع من ابناء هذا الوطن للمشاركة في هذه الدعوة و بالاستمرار في سلمية هذه الثورة حتي تتحقق كامل المطالب من أجل وطن نعشق ترابه.