تباينت ردود أفعال أجنبية علي ما تمخض عنه الربيع العربي من سيطرة التيارات الإسلامية علي السلطة في دول كتونس ومصر وليبيا. حيث شدد ويليام هيج وزير الخارجية البريطاني علي أنه علي الغرب التعامل مع الحكومات الإسلامية، قائلاً: صحيح أن الأحزاب التي تستلهم مبادئها من روح الإسلام هي التي فازت في الانتخابات، لكن يجب علينا أن نحترم هذه الخيارات، في الوقت الذي نؤكد فيه علي مبادئنا التي تقوم علي احترام حقوق الإنسان والحرية وأن ندعو للالتزام بمعاييرها، وعندما نقف إلي جانب الشعوب واختياراتها وممثليهم في صناديق الاقتراع فعلينا أن نقبل باختياراتهم وأن نقف إلي جانب الحكومات التي انتخبوها. وأضاف: إن الخوف من الحكومات الإسلامية لا أساس له، في ضوء تأكيدات هذه الأنظمة علي أنها ستحترم الاتفاقيات التي وقعتها الأنظمة السابقة. وفي فرنسا حذرت مرشحة اليمين للرئاسة مارين لوبان من أن نفوذ قطر علي المسلمين الفرنسيين يتزايد، وتعهدت في حالة انتخابها بحماية بلادها من تهديد الحركات الإسلامية بشمال إفريقيا. وقالت زعيمة الجبهة الوطنية التي تحتل المركز الثالث في استطلاعات الرأي إن سياستها الخارجية ستهدف لوقف انتقال نفوذ الحكومات الإسلامية الجديدة في الدول العربية إلي مسلمي فرنسا وعددهم 5 ملايين نسمة، معتبرة أن دعمها لتلك الحكومات سيؤدي لزعزعة استقرارها. فيما دعا تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» السنوي، الحكومات الغربية إلي الاعتراف بالإسلام السياسي لأنه ربما يمثل اختيار الأغلبية، شرط الإصرار علي أن تلتزم الحكومات الإسلامية بأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان. ففي مقدور المجتمع الدولي أن يلعب دورًا مهمًا في مساندة تطور نظم ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدلاً من رفض صعود الإسلام السياسي كما حدث في الماضي من كان المجتمع الدولي يدعم في السابق مجموعة من المستبدين العرب لضمان الاستقرار في المنطقة، وبناء علي سياسة قائمة منذ زمن طويل أساسها الاعتماد علي الحكام المستبدين من أجل الحفاظ علي السلام العربي الإسرائيلي ولمنع تدفق المهاجرين في أوروبا. وبالنسبة للجانب الإسرائيلي، فقد تعالت الأصوات الداعية بضرورة الاتصال مع الإخوان والسلفيين باعتبارهم قوي سياسية قانونية الآن علي الساحة، وهو ما أوضحه السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة «يعقوب بن إميتاي»، حيث يري أنه علي إسرائيل إجراء اتصالات مع الإسلاميين في مصر، ويري معظم الباحثين الإسرائيليين أن الإسلاميين لن يخوضوا أية صدامات لإلغاء اتفاقية السلام، نظرًا لوجود العديد من المشاكل الداخلية لدي هذا النظام الجديد. وأشار الكاتب توماس فريدمان بأحد مقالاته إلي أن الحكومات الإسلامية أي إن كان توجهها، سوف تتعامل مع الإدارة الأمريكية. وقال إنه من السذاجة عدم التخوف من سيطرة الإسلاميين وتأثير ذلك علي حقوق المرأة والأقليات، وتغيير بعض السياسات الخارجية، إلا أنه يعود ليؤكد مرة أخري علي أن التوقعات والتنبؤات لا تفلح مع مصر، فهي حالة خاصة ومتفردة في الشرق الأوسط كله مشيرًا إلي أن الإسلاميين يعون اللعبة جيدًا، وأن المسئولية التي ستقع علي عاتقهم قد تقلب كل الموازين مع سعيهم لتغيير الصورة المشوهة التي تركها النظام القديم.