حذر الأمير تركى الفيصل القائد السابق للاستخبارات السعودية من أن زيادة التصعيد والتوتر الايرانى قد ينتهى بمواجهة عسكرية غير مرغوبة، مؤكدا استعداد دول الخليج لاستخدام كل الخيارات المتاحة للدفاع عن مصالحها. وشدد الفيصل، الذى شغل منصب سفير السعودية سابقا فى لندنوواشنطن، على أن دول الخليج ليست طرفا فى النزاع الغربى حول برنامج طهران النووي، مؤكدا أن دول مجلس التعاون الخليجى ملتزمة بشكل كامل بالشرعية والقوانين الدولية. وعلى الجانب الآخر، وصف على أكبر صالحى وزير الخارجية الإيرانى تصريحات وزير النفط السعودى بشأن تعويض النفط الإيراني، «مؤشر غير ودي»، معربا عن اعتقاده بأن هذه التصريحات قد لاتعكس موقف الحكومة السعودية. وشدد وزير الخارجية الإيرانى على أهمية دور بلاده فى أمن واستقرار الخليج، مؤكدًا أن دور القوات الأجنبية ينعكس سلبيا على أمن المنطقة. يذكر أن العلاقات الإيرانية السعودية تدهورت فى الأشهر الاخيرة عقب الاحتجاجات التى قادها الشيعة فى البحرين واتهامات أمريكية عن مخطط إيرانى لمحاولة اغتيال السفير السعودى فى واشنطن. وعلى صعيد آخر، امتنع البيت الابيض عن التعليق على الانتقادات التى وجهها رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو ضد الولاياتالمتحدة بشأن الملف النووى الإيرانى. وكان نتانياهو قد أعلن أمام الكنيست الاسرائيلى أن العقوبات المفروضة على إيران لن تردعها عن إنتاج سلاح نووى إلا إذا استهدفت البنك المركزى وقطاع النفط. من جانبه، أعلن إيهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلى أن أى قرار حول مهاجمة ايران من أجل وقف برنامجها النووى لا يزال «بعيدًا جدًا». وفى سياق متصل، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الاسرائيلية فى تقرير لها إن النظام الإيرانى لم يتخذ بعد قرارًا استراتيجيا للشروع فى إنتاج سلاح نووى وتركيبه على رأس صاروخ حربى لأغراض عسكرية. وأشار التقرير إلى أن إيران تمر بأزمة متفاقمة من الناحية السياسية والاقتصادية، بفعل الضغوط السياسية الخارجية والعقوبات الشديدة المفروضة عليها، والتهديد بضرب منشآتها النووية، إلى جانب العديد من المشاكل الداخلية والتى يتصدرها التخوف من نتائج الانتخابات البرلمانية فى شهر مارس المقبل. وفى نفس السياق، قال دبلوماسيون أوروبيون: إن الاتحاد الأوروبى يتوقع أن يقر الأول من يوليو القادم موعدا لبدء حظر على النفط الإيرانى. فى الوقت التى تستعد فيه إيران لاستقبال مراقبين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للإجابة عن أسئلة برنامجها النووى تعتبرها الوكالة مقلقة، وتقضى هذه العقوبات بأن التكتل الأوروبى سيتخلى عن 450 ألف برميل من النفط يوميا، مما يمثل خُمس صادرات إيران من البترول. وعلى صعيد متصل، أعرب وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف عن شكوكه بان أى هجوم محتمل على إيران سيشكل كارثة تؤدى إلى أخطر العواقب وتؤجج التوتر بين السنة والشيعة. وقال لافاروف: إن العقوبات الغربيةالجديدة ضد إيران تهدف إلى «خنق» الاقتصاد الايرانى وربما إثارة حالة من الاستياء الشعبي. وأكد لافروف أن فرض عقوبات إضافية أحادية ضد إيران ليس له أى علاقة بالرغبة فى ضمان التزام النظام بوقف الانتشار النووي، ويهدف بشكل كبير إلى خنق الاقتصاد الايرانى وإرادة الشعب الايراني، ربما على أمل اثارة حالة من الاستياء الشعبي. واعلنت روسيا التى وافقت حتى الآن على اربع مجموعات من العقوبات الدولية على ايران، انها تعارض، على غرار الصين، فرض عقوبات جديدة.