ترجمة - داليا طه أكدت جريدة «وول ستريت» الأمريكية في افتتاحيتها أنه في الوقت الذي تحشد فيه الأحزاب السياسية المصرية قواها استعدادا للانتخابات البرلمانية يجد العلمانيون أنفسهم بعيدا عن التأثير خاصة وهم أقل في الناحية العددية من الإسلاميين الذين ظلت آلاتهم السياسية تعمل وفي حالة استعداد منذ أجيال. وأضافت: إن بعض الساسة ذوي الاتجاه العلماني يأملون في استمداد القوة من مستودع غير مفتوح للهوية الدينية المعتدلة وهم صوفيو مصر الذين يعتنقون فهما صوفيا زاهدا للإسلام، يرفض نزعة التطرف ويرفع لواء إقامة دولة ليبرالية. واستكملت الافتتاحية: قد نما إحساس العلمانيين بالحاجة الملحة لتجييش قوة انتخابية وفيرة بشكل أكثر حدة مؤخرا، مع النجاح الذي حققه حزب النهضة الإسلامي المعتدل في تونس، حيث بدأ الاتجاه العربي المؤيد للديمقراطية مع ظهور مرشحين إسلاميين بعد أن أغلقت عملية التسجيل للانتخابات الأسبوع الماضي. وتابعت: يضم صوفيو مصر عددا أكثر من المنتمين، حيث يصل عددهم إلي 15 مليونا، قياسا مع الأعداد الإجمالية من السلفيين وأتباع حركة الإخوان المسلمين التي تعد أكبر تنظيم إسلامي في مصر، ويعد الصوفيون أكثر من أي مجموعة دينية أخري حيث يمثلون الأغلبية السياسية الصامتة في مصر، وهم يحددون الهوية الدينية ذات الاتجاه السائد: الاعتدال والشمولية والشخصانية أكثر بكثير من السياسية. وقالت الصحيفة: إن التنظيمات المصرية تضم بعض التقسيمات التي تشمل 45 مليونا ممن يحق لهم الانتخاب في مصر، حيث يمثل الصوفيون 15 مليون مواطن، فيما يصل عدد الإخوان المسلمين إلي 300 ألف عضو دافع للاشتراكات علي الأقل، أما الأقباط فيبلغ عددهم 7.4 مليون نسمة، بينما يمثل السلفية أكثر من مليون شخص. وذكرت الصحيفة تصريحات علي لسان أشرف فتح الباب الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي الذي أكد أنه يضم عشرات الآلاف من الأعضاء الصوفيين قائلاً: «نستطيع القول للشعب بأن يكون معتدلا وليس متطرفا، وبأن يرفع راية العلم والفكر، من أجل تشكيل مصر جديدة حديثة». من جانبه قال إبراهيم زهران، الذي أسس حزب التحرير المصري في فبراير الماضي مع زعيم إحدي أكبر الطرق الصوفية في مصر: إن هناك نحو ثمانية مرشحين مسيحيين سيخوضون الانتخابات البرلمانية ضمن قائمة الحزب البرلمانية، وقد انضم معظمهم إلي حزبه في أعقاب أحداث ماسبيرو ويهدف الحزب اليساري العلماني إلي تحدي الإسلاميين. وأكدت «وول ستريت» أنه لوحظ افتقار الصوفيين إلي الفطنة السياسية في أغسطس الماضي، وذلك عندما نظم زعيم صوفي مسيرة في ميدان التحرير في القاهرة ردا علي مظاهرة إسلامية كانت قد جرت قبل أسبوعين، واستقطبت المسيرة مئات قليلة من المواطنين، وبدا القليل من الصوفيين مهتمين بعمل استعراض عام للتعبير السياسي والتشاحن بين شيوخ الصوفيين الذين يمثلون مختلف الطرق الصوفية حول دعوة أتباعهم للنزول إلي الشارع. كما نقلت الصحيفة تصريحات د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الذي قال: «لا أري أي رجل بمفرده أو مجموعة بمفردها تستطيع الادعاء بأنها تمثل كل الصوفيين، ولذلك فإننا لا نعرف أعداد الصوفيين وكم من (القوة) يمثلون». وأضاف «نافعة»: إن الطبيعة النافرة من السياسة لدي الصوفيين جعلت منهم عرضة للتعاون مع النظام السابق للرئيس المخلوع حسني مبارك وكان نظام مبارك قد خلق مجلسا صوفيا للطريقة وعين زعيما دينيا صوفيا في منصب «شيخ شيوخ» مصر.