هل هناك علاقة بين رجم النساء ورجم إبليس ورجم المتظاهرين بالحجارة؟ ربما تكون العلاقة في الطوبة! فالجميع يتم إلقاء الطوب والحجارة عليهم.. إلا أن متظاهري ثورة يناير ومتظاهري مذبحة ماسبيرو قد أضيفت إلي رجمهم بالحجارة رجمهم بكسر الرخام. ويري البعض أن ثمة علاقة أخري بين رجم النساء وإبليس والمتظاهرين بالحجارة في كونهم جميعاً شياطين. فالنساء وإبليس هم من أخرجوا آدم والرجال من الجنة. لكن المتظاهرين هم من أخرجوا مبارك من الحكم. لذلك تجد الرجال يصبون نار غضبهم وسخطهم ولعناتهم علي النساء وإبليس.. بينما رجال أمن الدولة يصبون نار غضبهم وبنادقهم وطوبهم علي المتظاهرين. ولسوف تجد أيضاً فارقاً عظيماً بين الطوبة والرصاصة.. فالرصاصة لا تستخدم إلا مرة واحدة.. أما الحجارة والطوب وكسر الرخام أسلحة يتم استخدامها نفسها كل مرة. وهنا عليك أن تسأل سؤالاً آخر: هل سيارة كسر الرخام التي ضربوا بها المتظاهرين في جمعة 28 يناير الماضي هي نفسها التي قاموا بتخزينها وإخفائها ثم إخراجها من مخابئها وضربوا بها متظاهري ماسبيرو في 9 من هذا الشهر؟ فالرخام لا ينفد بينما الرصاصة تنفد ويتم استخدام غيرها وهنا سوف تجد نفسك تسأل سؤالاً جديداً: أين ذهبت كميات الرخام التي ضربوا بها المتظاهرين في جمعة الغضب؟ هل حملتها سيارة إحدي الصحف القومية الكبري التي كانت قد جاءت بهذا الكسر من منطقة شق الثعبان لقتل المتظاهرين وفق أعينهم؟ وإذا أجبت بأن صفوت الشريف مسجون وهو الذي كان قد أمر المؤسسة الصحفية أن تخرج سيارة لجمع كسر الرخام فمن يا تري قام باستخراج أمر بضرب متظاهري ماسبيرو قبل وصولهم للمكان وأثناء سيرهم ناحية القللي والسبتية بإلقاء كميات من كسر الرخام عليهم وإصابتهم به؟ وإذا كانت الشرطة تنكر قتل المتظاهرين برصاصها الحي وتطلب الدليل بعد أن تقوم بمسح أشرطته.. فهل تتوصل النيابة لمن قتلوا وأصابوا المتظاهرين بالطوب والحجارة وكسر الرخام بعد أن أكدت لجنة تقصي الحقائق بالصور والشهادات والحالات والأفلام أن صفوت الشريف ومعه نجلي مبارك هم من قاموا بالتحريض علي هذا الفعل، ولماذا لا يتم الحديث عن فعل الطوبة؟ أحياناً تكون الطوبة أو الحجر هي دليل عجز مستخدمها عن امتلاك وسيلة أخري للرجم. لكن أن تكون الشرطة هي صاحبة جرائم قتل وإصابة المتظاهرين بكسر الرخام؟ ربما لا نجد في ذلك عجباً لو استرجعنا الجمال والحمير والبغال وخنازير صفوت والحزب الوطني المنحل وجهاز أمن الدولة السابق. وكان مذهلاً بالنسبة لي أن أجد صفحات وبنوداً في قانون العقوبات تتضمن «فعل الطوبة» أي عقوبة الإصابة برمي الطوب. فمنذ شهر تقريباً صادقت محكمة التمييز علي حكم لمحكمة الجنايات الكبري يوصي بإدانة شقيقين أقدما علي قتل شاب بطوبة وجاء الحكم بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات، وأكدت محكمة التمييز أن المتهمين اشتركوا في الأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلي القتل فيكون فعلهم يشكل القصد خلافاً للمادة 326 وبدلاته المادة 338 من قانون العقوبات ويكون الطعن غير وارد ويستدعي تأييده من حيث الإدانة والعقوبة. لماذا لا تكون هناك أحكام مثيلة علي قتلة الثوار بالطوب أو جرحهم وإحداث عاهات مستديمة لهم؟. ولماذا لم نجد الفاعل مقبوضاً عليه عندما رجم الدكتور محمد البرادعي بالطوب أثناء إدلائه بصوته يوم الاستفتاء.. وحتي نتأكد أن الرجم بالطوب هو اختراع أمن مركزي قديم إليك هذه الحادثة الموثقة في يوم من ليالي عام 2007.. تحديداً في 10/25 عندما قامت قوات الأمن المصرية بإلقاء الطوب الكثيف علي المجند محمود عز حصاوي الهارب من التجنيد بإحدي قري طهطا بمحافظة سوهاج بعدما فقدوا الأمل في الإمساك به ولم يتركوه حتي مات إثم أخذت قوات الأمن تفرق الأهالي الذين تجمعوا بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي للحيلولة دون انتشار الفضيحة الأمنية أو وصولها للإعلام! تقول المادة 242 من قانون العقوبات إن جنحة الضرب تتحقق ولو حصل الضرب باليد ولو مرة واحدة ترك أثراً أو لم يترك. أما الرجم بالرخام فهو حكاية جامدة جداً لو عرفت أن سعر متر الرخام الإسباني نحو 400 جنيه والإيطالي 456 والأخضر الهندي 300 والكرارة التركي 180.. أما المصري «جلالة فص» فسعره 65 جنيهاً مصرياً لا غير. تفتكروا صفوت الشريف اشتري وضرب المتظاهرين بأي نوع من كسر الرخام؟ وكسر الرخام هذا مصطلح يطلق بديلاً لاسم البلاط الموزايكو عادة أو لوكس سعادتك! ومن هنا نتأكد معاً أن فعل الطوبة لا يقابلها إلا فعل القوي اللي عليه ربنا إن شاء الله.