حذر الشيخ محمد الحاج حسن رئيس التيار الشيعي الحر وممثل منظمة إيمان لحوار الأديان في الشرق الأوسط من انفجار فتنة سنية - شيعية وذلك في تصريحات خاصة عبر الهاتف من بيروت إلا أن الحاج حسن يتمسّك بالحوار وسلوك الاعتدال والوسطية الدينية والتلاقي ووحدة الصف الإسلامي ، منفتح عارف ما يريد ، جمع التزامه الديني وعلمانية انفتاحه علي الإنسانية ، يؤسس لحراك إنساني حواري شامل، يرفض التكفير والتطرف ويدعو للسلام العالمي . وحول الوضع في لبنان لا سيما بعد استيلاء حزب الله وفريقه السياسي علي السلطة . يقول الحاج حسن إنّ السلطة التي لا تحكم بميزان عدل الدولة ومؤسساتها ليست سلطة تصلح لقيادة الأوطان ، والفريق الّذي يريد أن يرفض الشراكة ويتمترس خلف قوته العسكرية ليفرض شروطه السياسية ويعزل شركاء له في الوطن لا يؤسس لقيام دولة حقيقية تكون بمثابة الحاضن لجميع أبناء الوطن ، ولذا نحن لا نري أن هذه السلطة التي لا تحمل مشروعا" وطنيا" بل تحمل سلسلة مصالح خارجية تنفذ أجندتها علي حساب الشعب اللبناني وتاريخه ومؤسساته ، ونخشي أن يستمر مسلسل تدمير الدولة لنصبح فعليا" في غابة تحكمها الوحوش الضارية التي لم تغب أصلا" منذ العام 2005 . ويضيف إنّ لبنان تحكمه ظروف مختلفة عن باقي البلدان لما له من ميزات تعددية طائفيا" ومذهبيا" وسياسيا" ولكن علي ما يبدو أن هناك من يريد ربط مستقبل البلد بما يجري في الجوار ، فسوريا تشهد حراكا" شعبيا" يطالب بإنهاء حقبة القمع والظلم والديكتاتورية وهذا حق مكتسب للشعب ، فلماذا نهدد مستقبلنا في لبنان إذا ما تغير الوضع في سوريا ؟ فنحن مع الشعب السوري في التغيير ووقف آلة القتل والتعذيب فورا" ولكننا ضد الفتنة المذهبية وضد الانجرار نحو حرب أهلية ، فهل الوقوف مع الشعب السوري في حقوقه بات جريمة ؟ لماذا مباح مناصرة الشعوب في ثوراتها في تونس واليمن ومصر وليبيا والبحرين ومحرمة في سوريا ؟ هل لأن مصالح هؤلاء ببقاء النظام ؟ فلبنان ينبغي أن يكون السدّ المنيع في وجه انتشار الفتنة لا أن يكون شريكا" في ذبح الشعب . ونفي رئيس التيار الشيعي أن مشروعا" يتمايز به الشيعة في لبنان أو العالم العربي يكتب له الحياة لأن الشيعة يريدون مشروع الدولة لا مشاريع خاصة ، ومن يفكر خلاف ذلك فإنما يغامر بمقامرة خاسرة قد تقود إلي مأساة ، فنحن شيعة عروبيين لا نري بديلا" عن مشروع الدولة والخط القومي العربي . وكشف الحاج حسن عن لقاء جمعه بالسفير الليبي السابق علي ماريا في مبني السفارة في القاهرة وشرح له تفصيليا" أهمية الإمام موسي الصدر ورفيقيه عند الشيعة واللبنانيين وأن هذه القضية لا تحتمل الإخفاء أكثر ، وهو كشف صراحة أنّ الرئيس نبيه بري هو من عارض في التسعينيات تشكيل لجنة تحقيق ورفض كل أشكال اللجان التي طرحت عليه ، واوضح أنه سلّم السفير رسالة خطية للعقيد الليبي معمّر القذافي تمني عليه إنهاء قضية الصدر ورفيقيه وذلك عام 2010 إلاّ أن جوابا" غير مباشر أتي من سيف الإسلام القذافي بأن الصدر قد توفي في نفس العام الّذي أتي فيه ليبيا دون توضيح مقنع لسبب الوفاة ، ومن هنا نحن نعتبر أن المجلس الانتقالي الليبي معني بكشف تفاصيل القضية كون معظم رموزه كانوا جزءاً من نظام القذافي . الحاج حسن وصف الثورات العربية بأنها محطة انتقالية إما نحو التغيير الفعلي والديمقراطية والمدنية التي تحمي الأديان والمعتقدات وإما نحن نتجه نحو نفق مظلم يحكمه التطرف والإرهاب والقتل والدمار مبديا" خشيته من نشوب فتنة سنية - شيعية. كما شجب بشدة القمع الوحشي في سوريا معتبرا" أن النظام السوري فقد سيطرته علي الشعب التواق للحرية ، مبديا" خوفه من تنامي الحركات المتطرفة التي قد يكون للنظام يد في تحريكها لتشويه صورة الثورة ، داعيا" المعارضة السورية إلي تبني مشروع مدني ديمقراطي يضمن عدم الوقوع في فخ الحرب الأهلية . وعن السعودية قال : نرفض ما جري من تحريك للشارع في القطيف والشرقية والكل يعرف أن إيران تحرك جماعاتها في المنطقة العربية للتخريب وآمل أن يتنبه الجميع لما يحاك للوطن العربي وخاصة في مصر والبحرين والسعودية إذ إن إيران بدأت تتسلل إلي الشارع المعارض لاستثمار الحراك الشعبي وعلي إيران كما غيرها أن تتوقف عن التحريض وبث الفتن ، والجامعة العربية تتقاعس في اتخاذ قرار واضح يوقف سيل الدم والاعتقال والترهيب في سوريا . رئيس التيار الشيعي الحر ختم بالقول : الأشهر المقبلة يحيطها سواد وظلمة وعلينا التفكير كيف نوحد صفوفنا ونسلك طريق الاعتدال والوسطية لنتخطي الأزمة ونمنع استغلال ظروف الاضطرابات؟ وأمل في أن تسعي قوي 14 آذار لطرح مشروع وطني عام يضم الجميع لا أن يعطي لباسا" مذهبيا" يستشن أحد، والشيعة اليوم غير ممثلين في 14 آذار بشكل جدي ويتحمل مسئوليته بعض من يستولي علي الأمانة العامة ، ونحن كحراك شيعي مستقل نطالب فقط بمنحنا مساحة إعلامية كافية لتوضيح وجهة نظرنا ليعرف العالم أن ليس كل الشيعة موالين لإيران وعدم الموالاة لا يعني اتخاذها عدوا" بل نتمني لها العافية دون أن تتدخل في شئوننا العربية .