رأي رئيس التيار الشيعي الحر في لبنان الشيخ محمد الحاج حسن أن بلاده باتت أمام منزلق خطير تقع فيه بين مطرقة إسرائيل وسندان حزب الله موضحًا أن الدولة العبرية تستبيح لبنان يوميا بينما يحاول الحزب فرض مشروعه علي اللبنانيين بقوة السلاح. وحذر الحاج حسن في حوار ل «روزاليوسف» من أن حزب الله قد يفتح جبهة الجنوب مجددًا في حال اتهمت المحكمة الدولية عناصر من الحزب بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وانتقد جلسات الحوار الوطني اللبناني التي تحولت بحسب تعبيره لجلسات تسامر وتضييع للوقت بعد أن فشلت في حل موضوع السلاح سواء الفلسطيني أو الخاص بحزب الله.. وإلي نص الحوار. برأيك.. هل ترك المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله بعد وفاته فراغًا للمرجعية الشيعية؟ ومن يمكن أن يخلفه؟ - لقد خسر لبنان والعالم الإسلامي مرجعية دينية وإنسانية وأخلاقية واجتماعية قلّ نظيرها ويصعب في الوقت الراهن سدّ فراغها لأنه كان واحة للتلاقي والحوار رغم الهجمات العنيفة التي تعرض لها من الذين يحاولون اليوم استثمار وفاته في خطوة بائسة للاستيلاء علي الإرث الذي تركه علي مستوي المؤسسات الاجتماعية أو العلمية، وأعتقد أن نجليه السيد جعفر والسيد علي سيتمكنان من المحافظة علي إرث المرجعية ولكن السؤال هل حزب الله وخلفه إيران سيقبل بظهور مرجعية شيعية علي غرار مرجعية الإمام فضل الله. كيف تري الشيعة في العالم العربي؟.. وموقفهم من الفتنة المذهبية؟ - الشيعة في العالم العربي هم جزء من التركيبة الاجتماعية العربية وملتزمون بقضاياهم العربية وبالتالي هم ملتزمون بأنظمة البلاد التي يعيشون فيها ويطبقون قوانينها، وهم مؤمنون بالوحدة الإسلامية والعيش المشترك وعلي السنة والشيعة إرساء مفاهيم الإسلام المنفتح والتحرك في ساحة الحوار والتفاهم الذي يجمع ولا يفرق وكل من يسعي لبث أفكار الفتنة بين المسلمين أو يعمد إلي إظهار مذهبه في خندق المواجهة مع الآخر إنما هو يروج للفتنة التي نهي عنها الإسلام وآن الأوان لنعقد مؤتمرا «إسلاميا توحيديا» يخرج بمقررات تحد من مسببات الفتنة. ما تقييمك لسياسات حزب الله وتأثيرها علي لبنان؟ - لبنان يمر الآن بوضع متشعب وكأننا أمام منزلق خطير مع ارتفاع وتيرة الإشكالات مع القوات الدولية حيث إن هناك من يريد تقييد حركة هذه القوات التي دخلت بقرار دولي لحماية أمن لبنان كما أن مطرقة إسرائيل من ناحية وسندان حزب الله من ناحية أخري لا يريدان للبنان الاستقرار ومع ذلك نحن ندعو الطرفين إلي الالتزام بالمقررات الدولية وعلي مجلس الأمن الدولي فرض قراراته علي العدو الإسرائيلي الذي يستبيح سيادة لبنان بشكل يومي واستفزازي ونتمني أن لا يقع لبنان وشعبه ضحية هذه الاستفزازات. أضف إلي ذلك أن الساحة اللبنانية تشهد حالة من التوتر بعد وجود معلومات تم تسريبها من مسئولين بالمحكمة الدولية المنوطة بالكشف عن قتلة رفيق الحريري تشير إلي تورط حزب الله في اغتياله وبالتالي قد يفتح هذا الحزب جبهة الجنوب لإنقاذ الموقف. وماذا عن جلسات الحوار الوطني هل يمكن أن تصل بلبنان إلي بر الأمان؟ - جلسات الحوار ليست سوي جلسات تسامر وتضييع للوقت لأن أطرافها لم تتوصل حتي الآن إلي أدني اتفاق بشأن موضوع السلاح سواء الفلسطيني أو اللبناني، لذلك نحن لا نراهن علي نتائج قريبة لأن حزب الله يرفض البحث الجدي بشأن سلاحه الذي تحول إلي أزمة ويريد بقوة هذا السلاح فرض مشروعه وطموحاته علي اللبنانيين.