تأثر أهالي قرية المعابدة التي تبعد 30 كيلو متراً عن مدينة أبنوب بمحافظة أسيوط تحت سفح الجبل الشرقي ويقطنها أكثر من 10 آلاف نسمة وبسبب الطبيعة المناخية للقرية، بطباع القسوة في التعامل مما ساعد علي ارتفاع معدل جرائم الثأر، واتخاذ الكهوف بالجبل الشرقي مأوي للخارجين علي القانون حيث تنتشر فيها صناعة الأسلحة غير المرخصة والتي جعلت حظر التجول يفرض نفسه من بعد أذان المغرب خوفا من جرائم الثأر.. ورغم ذلك لم يسع النظام السابق برئاسة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك لتطويرها وتحسين المستوي الثقافي والاجتماعي لأهالي القرية. «روزاليوسف» رصدت معاناة أهالي القرية من ارتفاع معدل الجريمة وتدني المستوي المعيشي، حيث يقول طلعت عبد الناصر من أهالي القرية إن المشكلة التي تعيشها القرية حتي الآن الثأر حيث يوجد بها عدد كبير من جرائم الثأر، مما جعلنا نخشي علي أنفسنا خاصة بعد انتشار الأسلحة غير المرخصة بين الفلاحين بالقرية ومن بعد أذان المغرب لا نخرج من منازلنا بسبب هذه الجرائم ولأسباب أخري منها ما يؤويه الجبل من ذئاب . وحكي منذ فترة خرج عليه ذئب من الجبل وعقره في ساقه ولكن جده امسكه من عنقه حتي إن الذئب مات في يديه ومن يومها أطلق عليهم عائلة بيت" أبوضبع" . واشار عمر فودة -يقطن بالقرية- الي انعدام الخدمات بالقرية حتي إن مركز الشباب يحتاج إلي ملعب كرة قدم حيث تم تخصيص قطعة أرض له بأملاك الدولة ولكن لم يتم شئ حتي الآن فيها، قائلاً : نحن في أمس الحاجة إليها حتي نستطيع التغلب علي العادات السيئة التي توارثها الأجيال كما نحتاج إلي مدرسة ابتدائية حيث إن المدرسة الموجودة تعمل فترتين والتأمين الصحي خارج نطاق الخدمة لا يوجد تأمين لتلاميذ ولا موظفين ولا معاشات . ونوه خليل عبد الحي "مزارع" أنه رغم أن قرية المعابدة تشتهر بزراعة النباتات العطرية مثل الريحان والينسون وغيرهما من البقوليات بفضل طبيعة التربة الرملية، الا انه نتيجة أعمال العنف أهمل أهالي القرية الزراعة وأصبحت الارض بوراً، مطالباً بإدراج القرية في خطط التطوير ونظرة من المسئولين اليهم وخاصة بعد الثورة التي وصفها بأنها بارقة الأمل اليهم. ويشكو أطفال القرية من عدم وجود اماكن للتنزه وهو ما اوضحه الطفل محمد عبد الرحمن الطالب بالمدرسة الابتدائية بأن والده يمنعه من الخروج من المنزل بسبب الخوف من المشاجرات التي تشهدها شوارع القرية بصفه مستمرة ومركز الشباب فقير جدا وقصر الثقافة لا يوجد به أي كتب ومعظم الوقت مغلق. وأشار سعيد عبدالتواب موظف بالقرية إلي أن قرب القرية من الجبل الشرقي ساهم في أن تكون لها طبيعة خاصة حيث يتميز أهلها بالقسوة في معظم الأحيان بسبب ارتفاع معدل الفقر بها والتسرب من التعليم وعدم وجود اهتمام من قبل المسئولين بأهلها الذين يشعرون بأنهم فئة مجهولة في المجتمع.