أعلن الثوار الليبيون أنهم أرجئوا هجوما علي أحد آخر معاقل العقيد معمر القذافي، وذلك بعدما وجدوا استعدادات لمقاومة عنيفة. صرح المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي أحمد باني للصحفيين بأن «خطة (مهاجمة) بني وليد تقرر إرجاؤها الآن». ونقلت قناة «العربية» الفضائية أمس عن باني القول إن «كتائب القذافي تستخدم المدنيين كدروع، كما وضعت قاذفات صواريخ علي أسطح منازل يسكنها مدنيون، ما جعل من المستحيل أن تقوم قوات الثوار أو حلفاؤهم من حلف شمال الأطلسي «ناتو» بالهجوم». وقال الثوار إنهم يسيطرون علي بقعة كبيرة من البلدة التي تبعد 150 كيلو مترا جنوب شرق طرابلس، ولكن مازالت هناك مقاومة. وطبقا لقناة «العربية»، حول الثوار حاليا وجهة تقدمهم نحو سرت، مسقط رأس القذافي. ومن ناحية أخري، أعلن رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل في مؤتمر صحفي أن ليبيا سيكون لها حكومة انتقالية جديدة خلال 10 أيام من سيطرة الثوار علي الدولة بالكامل. وقال خلال مؤتمر صحفي عقد في وقت متأخر أمس الأحد إنه سيجري تشكيل حكومة جديدة خلال أسبوع إلي 10 أيام. وأضاف أن الحكومة الجديدة ستشمل ممثلين من مختلف أقاليم ليبيا. يأتي ذلك فيما كشفت تقارير إخبارية صراعًا مكتومًا يدور بين المجلس الوطني الانتقالي المناهض لنظام حكم العقيد الليبي معمر القذافي وجماعات إسلامية حول طريقة تسيير شئون البلاد وإدارتها في المرحلة المقبلة. حيث كشفت مصادر رفيعة المستوي في المجلس الوطني الانتقالي النقاب أمس في تصريحات صحفية عن أن رئيس المجلس المستشار مصطفي عبد الجليل مازال غاضبًا من ممارسات بعض التيارات السياسية ذات الصبغة الإسلامية، مشيرة إلي أن الدكتور محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي التابع للمجلس يشارك عبد الجليل الغضب نفسه. والتقي عبد الجليل في ثاني أيام أول زيارة له إلي طرابلس، منذ هروب القذافي منها واجتياح الثوار معقل الحصين في ثكنة باب العزيزية في الحادي والعشرين من الشهر الماضي مع كبار المشايخ ورؤساء القبائل والعشائر، بالإضافة إلي عبدالحكيم بلحاج العضو القيادي البارز بالجماعة الإسلامية المقاتلة التي لعبت دورًا بارزًا في تحرير العاصمة من قبضة العقيد الليبي. ووفقًا للصحيفة فإن رئيس وأعضاء المجلس الانتقالي يسعون إلي إقناع الإسلاميين المسلحين بالتخلي عن السلاح الذي حملوه علي مدي نحو سبعة شهور للإطاحة بالقذافي والإسهام في فرض الأمن والاستقرار في كل أنحاء الدولة الليبية خاصة طرابلس الغرب. وتقول مصادر في المجلس الانتقالي للصحيفة إن جماعات إسلامية كثيرة طالبت المجلس الانتقالي بحصة في الحكومة الجديدة التي يعكف جبريل علي تشكيلها لإدارة المرحلة الانتقالية علي مدي الشهور ال18 المقبلة. وقال مسئولون في المجلس إن نفوذ الإسلاميين المتصاعد في طرابلس قد يؤدي إلي صدام سياسي وعسكري بين هذه الجماعات والمجلس الانتقالي في أي وقت. وقال مسئول في المجلس: «الجميع يتصور أن السلطة كعكة يمكن اقتسامها، نريد أن تمضي الأمور بشكل جيد، وتمكين البلاد من عبور المرحلة الانتقالية للوصول إلي انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة تتسع للجميع». وأضاف المسئول الذي طلب عدم تعريفه: «البعض يتلهف علي أن يجد لنفسه ولتياره السياسي مكانًا في الصورة هذا أمر طبيعي لكن استمراره قد يطيح بالثورة ويهدد محاولات المجلس الانتقالي لقيادة ليبيا بشكل سلس وهادئ. ومن جانبه أعلن وزير العدل النيجيري والمتحدث باسم الحكومة مارو أمادو أن الساعدي أحد أبناء الزعيم الليبي الفار معمر القذافي وصل أول من أمس إلي النيجر. وقال أمادو اعترضت دورية للقوات المسلحة النيجيرية موكبًا مكونًا من 12 سيارة كان يضم أحد أبناء القذافي. نشرت صحيفة ذي تايمز اللندنية في تحقيق يصف فيه بناء علي روايات ثوار ليبيين كيف قامت فرنسية خاصة بإيصال أسلحة إليهم لمساعدتهم في إطاحة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ووفقًا للصحيفة جاءت الأسلحة في مركب في منتصف الليل وأنزلت عن المركب علي بعد 12 ميلا من الساحل الليبي ووضعت علي متن ثلاثة زوارق مطاطية سريعة واوصلت إلي الشاطئ علي دفعتين قبل دفنها علي بعد 37 ميلا إلي الشرق من طرابلس. وكانت قوات فرنسية خاصة موجودة أيضًا خلال عملية التعبئة للاندفاع نحو طرابلس، حسب قول الثوار. وروي خالد القطوس شقيق عصام الذي كان عندما اندلعت الثورة رجل أعمال مقره في برلين: «لقد نظموا إنزال أسلحة فرنسية في الجبال خلال الصيف ومع الأسف بالرغم من أن عملية إسقاط الأسلحة كانت ناجحة، فإن رد فعل وسائل الإعلام دون عمليات أخري لإنزال أسلحة فرنسية، ولذلك قاموا بعد ذلك بتنسيق امدادات أسلحة بطريقة غير مباشرة وكان معظمها أسلحة اشتريت من قطر». علي جانب آخر ذكرت ماري كولفن مراسلة صحيفة «صنداي تايمز» في طرابلس في تقرير لها أنه تم اكتشاف مخازن للأسلحة الكيماوية حيث قاذفات اللهب مع اسطوانات وقود احتياطية، ونابالم وأجهزة لتفجير العبوات الناسفة، و صناديق من الرشاشات الهجومية، وآلاف من الألغام المضادة للأفراد والدبابات وأنابيب لا تحصي من الأتروبين وهو مادة مضادة لغاز الأعصاب.