حققت المعارضة الليبية انتصارا ساحقا علي قوات العقيد معمر القذافي وذلك بعد معارك ضارية استمرت لأكثر من 6 أشهر للقضاء علي أطول زعماء العالم العربي حكما طوال عشرات السنين حيث تحل الذكري 42 لتوليه الحكم في سبتمبر المقبل وسط أنباء عن انهيار نظام القذافي ومناوشات بين الجانبين حيث أعلن مسئول الإعلام بالمجلس الوطني محمود شمام أن القذافي موجود حاليا علي الحدود الجزائرية ووفقا لموقع صحيفة «قورينا الجديدة» أمس الاثنين فقد «حذر المجلس الانتقالي الجزائر من استقباله في أراضيها». وأضاف شمام لقناة ليبيا الأحرار إن المجلس تأكد من خلال الاستخبارات من وجود القذافي علي الحدود الجزائرية، مشيرا إلي أن آخر كلمة صوتية ألقاها القذافي منذ فترة قصيرة تم رصدها حيث تعرفوا من خلالها علي مكان وجود القذافي وتأكدوا منه. وفي المقابل صرح دبلوماسي في العاصمة الليبية لوكالة فرانس برس بأن العقيد معمر القذافي مازال في منزله في باب العزيزية في طرابلس. وقال هذا الدبلوماسي الذي التقي القذافي في الأسابيع الأخيرة طالبا عدم كشف هويته «مازال في طرابلس وهو موجود في مقره في باب العزيزية». وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأحد أن الولاياتالمتحدة كثفت في الأيام الأخيرة نشاطاتها الجوية حول طرابلس مستخدمة طائرات بدون طيار مزودة بأسلحة مما ساهم في ترجيح الكفة لمصلحة المتمردين. وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين لم تحددهم أن الطيران الأمريكي فرض في الأيام الأخيرة مراقبة دائمة فوق وحول المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. وتابع المصدر نفسه إن القوات الأمريكية لجأت خصوصا إلي طائرات بريديتر بدون طيار لرصد ومتابعة وضرب قوات العقيد القذافي في بعض الأحيان. وأضافت نيويورك تايمز أن بريطانيا وفرنسا ودولا أخري نشرت علي الأرض في قوات خاصة للمشاركة في تدريب المتمردين وتسليحهم. وقالت الصحيفة إنه حتي السبت بلغ عدد المهمات التي قام بها حلف شمال الأطلسي وأعضاء فيه في ليبيا 7459 مهمة هاجم خلالها آلاف الأهداف من قاذفات الصواريخ إلي مقار عامة للقوات الليبية. وأضافت إن هذه الغارات لم تدمر فقط البني التحتية العسكرية للنظام بل قلصت قدرة الضباط الموالين للقذافي علي قيادة قواتهم موضحة أن وحدات موالية وجدت نفسها عاجزة عن التنقل والحصول علي إمدادات وشن عمليات. وفي جلساتهم الخاصة يؤكد عدد كبير من المسئولين أن شل قدرة الجيش الليبي بالكامل قد يتطلب عدة أيام أو أسابيع. وتسارعت الأحداث في ليبيا بصورة كبيرة مع «تحرير» العاصمة الليبية طرابلس من سيطرة العقيد معمر القذافي وكتائبه، وتدفق السيارات التي ترفع أعلام الاستقلال، أبدي الثوار في البداية خشية من احتمال عودة القوات الموالية للقذافي إلي الساحة الخضراء، التي أعادوا تسميتها ب«ميدان الشهداء» وهو الاسم الذي كانت تحمله سابقا وقبل أن يغيره القذافي بعد ساعات من سيطرتهم علي أجزاء كبيرة من العاصمة الليبية طرابلس سمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات في مقر العقيد القذافي في باب العزيزية أمس. وفي الأثناء لا يزال مكان وجود الزعيم الليبي نفسه غير معروف كما أن مصيره مجهول بينما تم اعتقال ابنه سيف الإسلام فيما سلم ابنه الأكبر من زوجته الأولي محمد نفسه الذي راجت شائعات أنه قتل فيما كان يتحدث في مقابلة هاتفية مع قناة الجزيرة الفضائية وهو الأمر الذي نفاه رئيس المجلس الانتقالي الوطني مصطفي عبدالجليل حيث أكد أنه «بخير ولم يصب بأي أذي». وبذلك يكون ثلاثة من أبناء القذافي قد اعتقلوا، هم محمد وسيف الإسلام والساعدي، بينما ذكرت أنباء سابقة عن أن ابنا رابعًا، هو سيف العرب قد قتل في قصف جوي للناتو، في حين تضاربت أنباء حول فرار هانيبعل مع شقيقته عائشة إلي تونس أو الجزائر. وكان الثوار قد سيطروا في وقت سابق من مساء أمس الأول علي منزل عائشة القذافي وتمت مصادرة بضع سيارات كانت في المنزل. أما خميس القذافي فقد راجت شائعات سابقة حول مقتله في قصف جوي، غير أن التليفزيون الليبي سارع في مرتين إلي نفي هذه الشائعات ببث لقطات تليفزيونية تبين خميس حيا لكن مصيره مازال مجهولا حتي الآن. كما ذكرت قناة الجزيرة الفضائية نقلا عن مراسلها في تونس أن البغدادي المحمودي رئيس الوزراء الليبي موجود في فندق «بارك إن» بمدينة جربة التونسية. ومن ناحية أخري بدأت بعض المواقف الدولية تتوالي بشأن تطورات الأحداث في ليبيا وكانت أبرزها من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفنزويلا وحلف شمال الأطلسي «الناتو». ففي الولاياتالمتحدة، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن نظام القذافي «وصل إلي نقطة اللاعودة»، مضيفا أن «الطاغية يجب أن يرحل». وفي المملكة المتحدة قالت الحكومة البريطانية في بيان «من الواضح من المشاهد التي نراها في طرابلس أن نهاية القذافي وشيكة». من جانبه قال الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز إن حكومات الولاياتالمتحدة وأوروبا «تدمر طرابلس بالقنابل». أما حلف شمال الأطلسي «الناتو» فقد أكد أن نهاية القذافي صارت «وشيكة»، داعيا قوات المعارضة إلي حماية وحدة ليبيا. وقال الأمين العام لحلف الناتو اندرس فوج راسموسن «من الواضح أن نظام القذافي ينهار».