بينما تعيش المنطقة العربية حالة من التصعيد المقلق فى عدد من الملفات الإقليمية، تأتى القمة العربية ال29 فى وقتها، لبحث العديد من هذه القضايا التى تفرض نفسها على طاولة الزعماء العرب، فالرئيس عبدالفتاح السيسى يصل اليوم إلى منطقة «الظهران» شرق السعودية، للمشاركة فى القمة العربية، التى تستضيفها المملكة العربية السعودية بعد غد. الملف السورى وما به من تعقيدات وتجاذبات دولية وصلت إلى التهديدات بضربات عسكرية للنظام، وكذلك الملف اليمنى المتشابك مع الملف الإيرانى، وتدخلها السافر فى شئون المنطقة، ومدها ميليشا الحوثى بصواريخ باليستية طهرانية الصنع لإطلاقها على الأراضى السعودية، وغيرها من الملفات العربية والشرق أوسطية التى على رأسها الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، كلها أمور محل طرح على طاولة النقاشات العربية فى القمة. وتحظى القمة العربية فى دورتها ال29، بمشاركة عربية واسعة على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء، وعلمت «روزاليوسف» من مصادرها، أن العاهل المغربى الملك محمد السادس الذى تغيب عن القمة العربية فى دورتيها السابقتين 27 و28 اللتين عقدتا فى موريتانيا والأردن أعلن مشاركته بالقمة الحالية، علاوة على مشاركة مسئولى المنظمات الدولية فى مقدمتهم أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وموسى فكى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وفيدريكا موجرينى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى، ومبعوث الأممالمتحدة الخاص بسوريا ستيفان دى ميستورا. من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أن الدول العربية تخوض معركتين لا انفصال بينهما، الأولى ضد الإرهاب والتطرف، والثانية تحقيق التنمية والرفاه لشعوبها، مشيرًا إلى أنه لا يمكن للشعوب العربية العبور للمستقبل إلا بالانتصار فيهما معًا. وقال أبوالغيط: «إن جهودًا خلاقة تبذل من جانب عدد من الدول العربية لإقامة مشروعات اقتصادية كبرى من شأنها أن تُعبد الطريق أمام دخول العرب عصر الثورة الصناعية الرابعة»، موضحًا أن النمو الذى تنشده الدول العربية يتمثل فى تخفيف حدة الفقر وزيادة الإنتاجية والاستثمار وتوفير المزيد من فرص العمل أمام أجيال من الشباب العربى الطامح لحياة كريمة، خاصةً بعد بلوغ البطالة بين الشباب إلى 30%. وأشار الوزير المفوض محمود عفيفى المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى أن انعقاد القمة فى السعودية، يشكل ركنًا أساسيًا فى منظومة العمل العربى المشترك، وسيوفر زخمًا كبيرًا وقويًا للتعامل مع مختلف القضايا والأزمات بالمنطقة ويبعث على التفاؤل فى إنجاح القمة والتوصل لنتائج مهمة حتى تخرج القمة بقرارات قوية تدفع بمسيرة العمل العربى فى الفترة المقبلة». وأوضح عفيفى أن القضية الفلسطينية ستكون محورًا رئيسيًا من محاور النقاش فى ضوء التصعيد الإسرائيلى الأخير فى غزة وقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترمب بشأن القدس واعتزامه نقل سفارة بلاده إلى القدس شهر مايو المقبل. بالتوازى مع الإعداد المصرى للقمة العربية، يحضر الرئيس «السيسى» غدًا، اختتام مناورات «درع الخليج» المشترك (1)، بالمنطقة الشرقية من السعودية، وذلك برفقة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز. مناورة «درع الخليج» تأتى بمشاركة مصر بعدد من أفرع قواتها المسلحة، ضمن قوات عسكرية من 24 دولة شقيقة وصديقة، شملت قوات برية وبحرية وجوية وقوات للدفاع الجوى وقوات خاصة، بالإضافة إلى قوات أمنية وعسكرية سعودية. وتصنف المناورة بأنها أحد أكبر عملية حشد لقوات عسكرية بالمنطقة، مثل عملية عاصفة الصحراء، والمناورات العسكرية «رعد الشمال» التى أجريت فى مارس 2016 بحفر الباطن بالمملكة.