فى اللغة: أقر شيئا يعنى وافق عليه.. والاقرار قبول.. والقبول أنواع، كما أن للاقرار أشكال.. منها السكوتى وفى الأمثال السكوت علامة الرضا.. فهل يوافق شيخ الازهر على مساواة اعداء الازهر.. باعداء الاسلام؟ فى اجتماع الاسبوع الماضى، خرجت هيئة كبار علماء الازهر الشريف ببيان نارى، قال إن الازهر يواجه موجة من الحاقدين، ووصف الحاقدين بأعداء الازهر واعداء الاسلام. ساوى البيان بين اعداء الازهر واعداء الاسلام.. شيخ الازهر كان موجودا.. قيل البيان فى حضرته.. لا قال لهم «عيب».. ولا تكلم اصلاحا للمفاهيم.. وسدا لذرائع الفتن. معلوم.. الامام الأكبر يقول كثيرا، ويتكلم أكثر، يظهر حسن النوايا، وعصمة من الزلات.. لكن اسمع كلامك اصدقك واشوف أمورك استعجب.. ليس افتئاتا على مقام الامام الاكبر.. المقامات محفوظة، والمراتب فى مكانها.. لكن مساواة الازهر بالاسلام ليس حفظا للمقامات، ولا صونا للدين.. بالعكس.. التماهى بين الازهر والاسلام، لخبطة فى الدين.. لم يرد نص فى الاصول يرادف بين الازهر والدين.. ليس هذا معلوما من الدين بالضرورة هو الآخر.. لم يرد فى الصحيحين ان رفع القلم عن الازهريين، ولا ورد فى المرفوع «الا من تكلم عن الازهر فانا خصيمه يوم القيامة». ثم انها ليست معركة التى يتعرض لها الازهر.. كل ما هنالك أن فى مناهج الازهر ما هو فى حاجة ماسة الى مراجعة.. كثير منها يحض على العنف، وعلى كراهية غير المسلمين. كثير منها غريب وشاذ فى عصور المواطنة والدول الحديثة.. كثير مما يدرس فى الازهر ليس فى صالح الاسلام ولا المسلمين.. لو أراد المشايخ اعتبار تلك المطالبات هجوما، فهم احرار، لكن استغلال المناسبة، لمساواة الازهر بالاسلام فهذا ما لا يجوز. لم ينص الاسلام على كهانة رجل الدين، لكن بعض المشايخ نصبوا أنفسهم كاهنا وحراساً على العقيدة، وانتهى الامر الى أن خلطوا بين الازهر والاسلام. كيف يسكت الامام الاكبر عن هذا؟ كيف يوافق وليس مذكورا من القرآن الكريم تنزيل الازهر من السماء! حتى لو الحملة شرسة، فرد المشايخ فادح.. فلتة لا تغُتفر.. مفروض كلام المشايخ محسوب بالورقة والقلم.. كلام المشايخ، ليس ككلام العامة.. لكن لو جاء الوقت الذى يساوى فيه مشايخ الازهر، بين جامعهم وبين الاسلام، وجب اعادة النظر لا فى مدى قدرتهم على تجديد خطاب الدين، انما فى فهمهم للدين من الاساس. هذه فلتة وقى الله شرها.. للمرة المليون كثير من مناهج الازهر قديمة.. كثير فى مناهج الازهر يجب تنقيتها، عصمة للاجيال الجديدة من التطرف والارهاب.. خد عندك هذا النص: «لا يجوز بناء كنيسة فى ديار الاسلام، لان احداث ذلك معصية كبيرة، ولو بُنيت، جاز هدمها، واذا هدمت لا يجوز بناؤها من جديد». مثالا آخر: «يجوز قتل الزانى المحصن، والمسلم المرتد، ومانع الزكاة، بعلم الامام، أو بغير علم الامام، لان قتل هؤلاء مستحق» النصان فى كتب الثانوى الازهر.. يدرسهما طلاب المعاهد الازهرية مع نصوص اخرى، لا ينتظر منها الا تطرف وبلاوى سوداء. لو لمزيد فلدينا مزيد.. لكن بيان هيئة كبار العلماء، أخرج المسألة من «شد وجذب وقور» رغبة فى تجديد خطاب الدين، إلى تساؤلات مشروعة عن نظرة هؤلاء لأنفسهم، ومفهومهم عن الدين.. هل الازهر صحيح هو الدين؟ لو كان لدى الامام الاكبر رأى آخر، لما سكت.. لكن مولانا سكت.. والسكوت علامة الرضا.. فكيف يرضى؟