كتب أحد الحاقدين عدة مقالات بعنوان فساد الأزهر وأراد الطعن في الشريف الإمام شيخ الأزهر، والملاحظ أن الطعن في الأزهر وشيخه أصبح مهنة من لا مهنة له، وكل من أراد شهرة أو أن يُذاع صيته تارة يُدندن باسم مناهج الأزهر؛ أو ينفخ في بوق لا صوت له يريد أن ينال من الإمام الأكبر، وللعلم فإن الشيخ الإمام منذُ أن كان مُعيدًا بكلية أصول الدين القاهرة وتدرجه في المناصب يُعرف عنه الزهد والورع، الشيخ الذي لم يقبل راتبًا من الدولة حتى الآن، الشيخ الذي أعاد هيئة كبار العلماء بعد اندثارها ردحًا من الزمان منذ 1961 م وحتى 2012 م، الشيخ الذي حمل على عاتقه استقلال الأزهر وعدم تبعيته للدولة، الشيخ الذي يؤثر على نفسه غيره من أبناء الأزهر فيقدهم تارة لتمثيل الأزهر والحديث في حضرته معلنًا إياها نُريدُ للشباب أن يحملوا هم الدعوة وهموم الأمة، الشيخ الإمام الذي أسس بيت العائلة وعمل على إقصاء العداء بين ربوع الوطن بل بين آفاق الأمة فكون نسيجًا من أبناء الوطن دون التعصب لديانة أو حزبية، الشيخ الإمام الذي أنشأ مجلس الحكماء وجعله يجوب العالم عن طريق إبفاد كثير من البعثات وهو على رأسها إلى دول العالم ليصحح للعالم كله صورة الإسلام، ولا أدل على ذلك من رحلته إلى إندونيسيا واستقبال رئيس الدولة له، وقال رئيس إندونيسيا لشيخ الأزهر :إن خريجي الأزهر من أبناء إندونيسيا أسهموا بشكل كبير في نهضتها"، ليس هذا فحسب بل الخطاب العالمي الدولي من البرلمان الألماني "البوندستاج" الذي أشاد به جميع أعضاء البرلمان ليتأكدوا من الصورة الصحيحة للدين الحنيف، وأننا كلنا إخوان في الإنسانية ولا يجوز لنا إجبار الآخر أو إكراه على الدخول في الدين، وأن أهل الحبشة لم يكونوا مسلمين وهم من احتضنوا الدعوة الإسلامية ولولا أن الله تعالى قيضهم لذلك ربما قُضي على الدعوة، ويمكن ذكر بعض ما فعله الشيخ الإمام في الفترة الوجيزة فيما يلي : 1 إنشاء مرصدٍ للرد على الشبهات التي تُثارُ حولَ الإسلام بجميع اللغات؛ ودفعَ بأساتذة من أهل الاختصاص في اللغات الأجنبية جميعها والميتة منها؛ وجعل معهم هيئة شرعية متكاملة من أساتذة التفسير والحديث والعقيدة والشريعة والدعوة واللغة العربية وغيرها؛ وقال الأزهر أمانة في رِقابكم فلا تنشغلوا بمن يطعن فيَّ أو يُشكك؛ وإنما اشغلوا أنفسكم بالذب عن دين الله وعن رسوله-صلى الله عليه وسلم – فماذا سنقول لله تعالى إذا سألنا ماذا قدمتم لدين الله تعالى. 2 الدفعُ بالشبابِ لتمثيل الأزهر في المؤتمرات الدوليةِ؛ وكان قديمًا لا يتحدث إلا الأساتذة الكبار دون غيرهم. 3 التصدي للمد الشيعي؛ ورصد جميع الإمكانيات التي يستطيع من خلالها العالم الأزهري تفنيد شبه الشيعة؛ ورد الناس للحق؛ والعمل على إخراج مطويات وكتب يستطيع العامي أن يفهم محتواها حتى لا يقع فريسة للشيعة. 4 إنشاء قناة تحمل اسم الأزهر صراحة تنشر القواعد المُثلى للدين دون تشدد ولا تعصب. 5 العمل على تكوين لجانٍ لتطوير المناهج الأزهرية تخفيفًا على الطلاب وخاصة المرحلة الإعدادية والثانوية منها بما يتواكب والعصر الحديث. 6 تكوين لجنة تُسمى بلجنة حكماء المسلمين؛ هذه اللجنة تضم أساتذة من التخصصات الشرعية والتخصصات الأجنبية تجوب العالم وهدفها نشر الإسلام بسماحته بين ربوع الأمة بأكملها؛ والمشيخة من تتحمل النفقات. 7 إنشاء مقر للمظالم بالمشيخة؛ ولا أدلَ على ذلك من هذه الطالبة التي تقدم أهلها بشكوى من درجات التصحيح؛ فقام الشيخ بنفسه وطالع الأوراق وأرسل في طلب وكيل الأزهر ورئيس قطاع المعاهد وكون لجنة في ذات الوقت لمراجعة الأوراق حتى تبين لأهلها أنها أخذت حقها؛ وقد رأينا هذه الفتاة المكلومة في الثانوية العامة وهي تندب حالها على شاشات الإعلام؛ فأزهرنا ليس عقبة كما يُقال من طائفة مأجورة معلومة بعينها، أو مرتعًا خصبًا للفساد كما يُغني كاتب المقالات في سطور لا تُرقعُ عقلًا ولا تخصف فكرًا. والسؤال هنا : ماذا قدمت أنت لوطنك ؟وعلى كل حال من المفسد ؟