"أريد أن نقول من المهم أن تكون لنا علاقة قوية مع مصر.. فهناك روابط تاريخية ومن المهم أن تقوي العلاقات بين الشعبين".. تلك كانت الرسالة الأساسية التي حرص وزير الخارجية الكوسوفي أنور خوجا علي أن يؤكد عليها في لقائه مع الوفد الشعبي المصري الذي زار بريشتينا العاصمة الكوسوفية مؤخرا. وقال في حواره ل"روزاليوسف": إن هناك اتصالات بين كوسوفا والقوي السياسية التي قادت ثورة 25 يناير لتوضيح جدوي وأهمية اعتراف مصر بهم باعتبارها دولة ذات ثقل اقليمي وعالمي ويجب ان تستعيد دورها العالمي بعد رحيل نظام مبارك الذي كان يرفض الاعتراف بهم . وإلي نص الحوار.. ما هي الأسباب والدوافع التي ادت إلي استقلال شعب كوسوفا في دولة منفصلة رغم صغر حجم وسكان ذلك الإقليم؟ - خلال مائة عام كنا شعباً مضغوطاً وعايشنا ظروفاً صعبة حيث كانت كوسوفا منذ عام 1914 محتلة من الصرب وتعرض اهلها للقتل والتشريد وهذا السبب الرئيسي الذي جعلنا دولة مستقلة. كما اننا شعب اغلبيته مسلمة ، فانا عشت حوالي 7 سنوات في فيينا و3 سنوات في لندن وقدمت نفسي كمسلم ، ولكني كوزير خارجية أواجه احيانا سؤالا لا استطيع الاجابة عنه وهو ان الدول التي اعترفت بكوسوفا اغلبيتها غربية ومسيحية وعدد قليل من الدول العربية والإسلامية هي التي اعترفت فقط . ما هي الاسباب التي تمنع معظم الدول الاسلامية للاعتراف بكوسوفا؟ - يجب علي الدول الاخري ذات اغلبية اسلامية ان تقوم بواجبات اتجاه المسلمين الاخرين وخاصة في كوسوفا .. والاعتراف من قبل الدول الاسلامية هي خطوة اخلاقية اولا لانه اعتراف بين الاخوة هذه قضية مهمة لان الاعتراف بكوسوفا يعني الاستقرار في المنطقة، فمصر مثلا لها وزن في العالم وتسعي لسلامة البلاد الاخري في دول العالم واعترافها بكوسوفا يعني دعم فكرة السلام ، ونتمني ان نقوي العلاقات التجارية والثقافية معها، لكي تكون هناك استثمارات من مصر بكوسوفا او من كوسوفا لمصر هل بادرت السلطات الكوسوفية بفتح خطوط اتصال مع القوي السياسية في مصر بعد الثورة ورحيل نظام مبارك الذي رفض الاعتراف بدولتكم ؟ - لاشك ان لنا اتصالات عديدة خاصة بالمجموعات التي قادت الثورة في مصر، وكنا نشجع ما يحدث في هذه الثورة.. وانتم قمتم وتظاهرتم ضد الحكومة في 2011 ونحن قمنا ضدها قبل 20 سنة ، فاثناء الثورة عقولنا وقلوبنا كانت معكم . لذا نتابع التطورات الاخيرة في مصر، وبالنسبة لنا مصر كدولة قوية تعني تقوية الاسلام والمسلمين، ونعتبر الاتصالات المباشرة مهمة لنا، ولكن الاتصال الرئيسي سيكون عند زيارتي لمصر قريبا . ما فرص ومجالات التعاون بين مصر وكوسوفا خاصة في المجالين الاقتصادي والثقافي؟ - في مجال الاستثمار هناك عدة شركات مصرية مهتمة للمجيء في كوسوفا وسيتم انهاء الاجراءات الخاصة بذلك، وهناك شركة مصرية تقدمت لشراء الطاقة الكهربائية والاستثمارات المصرية تعني لنا الكثير، ولدينا في كوسوفا عدة جامعات اهلية وعامة تخرج الطلبة بشهادات اوروبية وامريكية وفي المستقبل يمكن استقدام طلبة مصريين هنا وماذا عن العلاقات التجارية بين البلدين ؟ - علاقتنا التجارية ليست عميقة ويجب ان نعمل لزيادة التبادل التجاري ، فيجب ان نعمل حتي تكون هناك شراكة وتحالف بين الشعوب.. فنحن في وقت يجعلنا نفكر بان الائتلاف بين الحكومات مهم جدا في نفس الوقت نقدر الدعم الذي قدمته مصر لنا في المؤتمر الاسلامي والقرار الذي صدر عنه وايضا لتصويت مصر علي انضمامنا في البنك الدولي وهذه تحركات تعني لنا الكثير في كوسوفا لاننا في المرحلة الاخيرة والنهائية ومهم ان يكون في هذه المرحلة هناك دعم مصري. صعود وتنامي دور الاسلاميين في الفترة الاخيرة وخاصة بعد ثورات الربيع العربي وخاصة في مصر، هل يمكن ان يخدم قضية كوسوفا؟ - اعتقد ان اسقاط الحكومة بعد الثورة بالنسبة لكوسوفا يعني الكثير، فاذا كانت مصر بلداً مستقراً واقتصاديا متطوراً فذلك سيعني تقوية جميع الدول الاسلامية، وفي نفس الوقت يكون دعماً قوياً لمصر ايضا. هل هناك وجه تشابه بين القضية الفلسطينية والقضية الكوسوفية وهل تؤيدونها؟ - وفقا للموقف الرسمي لكوسوفا فنحن ندعم حقوق الشعب الفلسطيني وايضا إسرائيل. معظم المسئولين في الحكومة الكوسوفية من الشباب كيف وصلتم إلي ذلك وهل هذا يمثل تحدياً لكم؟ - المناصب حصلنا عليها عن طريق الانتخابات بنظام ديمقراطي، ويوجد اكثر من 30 حزباً ببرامج مختلفة وعندنا انتخابات رئيسية ومحلية للبلديات، والحزب الديمقراطي الذي أنتمي اليه فاز في انتخابات 2007 و2008 .