فرحة عارمة يعيشها شعب كوسوفا بسقوط الرئيس مبارك عبروا عنها خلال لقائهم بالوفد الشعبي الذي زار العاصمة برشتينا خلال اليومين الماضيين برئاسة السفير محمد رفاعة الطهطاوي مساعد وزير الخارجية السابق وعضو ائتلاف الثورة. خرج الدبلوماسيون والساسة الرسميون عن تحفظاتهم التقليدية للتعبير عن هذه الفرحة فأبدت رئيسة الجمهورية عطيفة يحيي تهنئتها لثوار التحرير علي انتصار ارادة المصريين، قال رئيس الوزراء هاشم تاجي للوفد الشعبي: أزحتم ديكتاتوراً وعلي رجال الثورة المصرية ألا يتوقفوا حتي يحرروا المصريين والعرب من رموز الفساد والديكتاتورية التي أهدرت طاقات المسلمين والعرب. وطلب أنور هوشيه وزير الخارجية من الوفد الشعبي أن ننقل تهنئة شعب كوسوفا بالقضاء علي نظام كان معيناً للانظمة الفاشية والديكتاتورية في العالم. وشرح لنا الدكتور بكر اسماعيل مستشار وزير الخارجية وأستاذ اللغة العربية بجامعة عين شمس أسباب الفرحة التي عمت كوسوفا بذكره أن الرئيس مبارك وقف بالمرصاد للشعب الكوسوفي المسلم حيث رفض الاعتراف باعلان دولة كوسوفا منذ عامين بينما ساعد النظام الصربي الذي حاول إبادة المسلمين وقتل منهم نحو نصف مليون شخص علي مدي 10 سنوات من التطهير العرقي. ويشرح الدكتور بكر اسماعيل التحالفات التي شكلها نظام حسني مبارك علي دولة كوسوفا بالتعاون مع النظام الفاشي في الصرب والذي حاكمه المجتمع الدولي بتهمة التطهير العرقي لمسلمي كوسوفا والإبادة الجماعية للشعب الألباني وتنظيمه حرباً سياسية ضد الاعتراف بدولة كوسوفا أثناء المؤتمر الاسلامي عام 2010 في السنغال بما أحدث شرخاً في موقف الدول الاسلامية من الاعتراف باستقلال دولة يدين 95٪ من سكانها بالاسلام وترتبط تاريخياً بالدولة التركية والدول العربية في الوقت الذي وافقت علي الاستقلال 22 دولة أوروبية والولايات المتحدة وبلغت حتي الآن 76 دولة عضوا بالامم المتحدة. في الشارع الكوسوفي لم يختلف الامر كثيراً عن الموقف الرسمي حيث عبر العديد من الكُتاب والصحفيين والشباب الذين التقينا بهم في جولة سريعة استغرقت يومين عن رغبتهم في مشاركة شباب التحرير في الفرحة بسقوط نظام مبارك، مشيرين الي انهم أطلقوا علي مبارك لقب «ميلوسفيتش» معركة الجمل ضد الثوار بما يشبه ما فعله القائد الصربي من معارك لذبح مسلمي كوسوفا الذي انحدرت أعدادهم الي مليوني شخص حالياً واستولي الصرب علي جزء من أرضهم وأغلب ثرواتهم علي مدار قرن من الاستعمار البغيض.