اتسعت دائرة الانشقاقات عن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بإعلان 300 جندي من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وشرطة النجدة الانضمام إلي الثوار الذين أكدوا أن الأيام المقبلة ستشهد الكثير من المفاجآت فيما يخص انضمام قوات الأمن المركزي إليهم. يأتي ذلك تزامنا مع ظهور مرتقب سيكون الأول للرئيس صالح، منذ تعرضه لمحاولة اغتيال اثر قصف القصر الجمهوري، وذلك من خلال مقابلة يبثها التليفزيون الرسمي اليمني اليوم. شهدت مدينة تعز اشتباكات عنيفة استمرت ساعات بين القوات الموالية للرئيس صالح وأنصار الثورة سقط فيها قتلي وجرحي. وذكرت قناة «الجزيرة» الإخبارية أن قوات صالح قصفت بالدبابات والمدفعية ساحة الحرية وحي الروضة، حيث منزل إحدي الشخصيات المؤيدة للثورة اليمنية. وأضافت إن الاشتباكات استمرت ساعات واستخدمت فيها القوات الموالية لصالح الأسلحة المتوسطة والثقيلة وأطلقت القذائف علي المنازل. في الوقت ذاته قال سكان من منطقة أرحب القبلية القريبة من صنعاء إن عشرين شخصا قتلوا وجرح 64 آخرون خلال شهر من القصف المستمر من قبل قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح. إلي ذلك تواصلت المظاهرات الاحتجاجية المطالبة بمحاكمة الرئيس صالح الذي يستعد للظهور من خلال التليفزيون الرسمي لبلاده حيث خرجت ثلاث مسيرات حاشدة في صنعاء تدعو لمحاكمة صالح ونجله وأبناء أخيه لارتكابهم ما وصفه المتظاهرون ب«القمع والقتل ضد الشعب اليمني وقصف القري اليمنية من قبل قواتهم». وفي محافظة شبوة خرجت مسيرة حاشدة من ساحة التغيير، حيث طالب ائتلاف الثورة الشعبية الذي نظم المظاهرة بضرورة مغادرة جميع أركان نظام صالح، وردد المتظاهرون هتافات تقول «لا وصاية خارجية، نحن من نحمي الأوطان». وكان عبده الجندي نائب وزير الإعلام اليمني قد أعلن أن صالح سيخاطب اليمنيين عبر مقابلة سيجريها التليفزيون الرسمي اليمني في الرياض، حيث يخضع للعلاج منذ ثلاثة أسابيع، وأكد حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن صالح سيحدد في كلمته «الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة والإصلاحات السياسية المتوقعة». ولمواجهة أزمة النفط التي يعاني منها اليمن بسبب الاحتجاجات، أكد مسئول رفيع المستوي أن الجيش قد يبدأ عملية عسكرية لتأمين وإصلاح خط أنابيب مأرب النفطي الرئيسي المغلق منذ تعرضه لهجوم في منتصف مارس الماضي موضحا أن الحكومة تجري محادثات مع «رجال قبائل يعرقلون إصلاح خط أنابيب مأرب». في غضون ذلك قتل عقيد في الجيش اليمني أمس في حي المنصورة بعدن، كبري مدن جنوب اليمن، وذلك في انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته حسبما أعلن مسئول في الشرطة لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال المسئول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن العقيد خالد الحبيشي الذي يقود كتيبة في اللواء 31 «لقي حتفه اثر انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته من قبل مجهولين». وأوضح أن «جسد الحبيشي تطاير اشلاء من شدة الانفجار» فيما نشب حريق في منزل قريب من موقع الانفجار وتعد هذه ثاني عملية اغتيال تطال ضباطا في الجيش في عدن بهذه الطريقة.