أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس عفوا عاما عن مرتكبي الجرائم التي جرت قبل تاريخ 20 يونيو الجاري في قرار هو الثاني من نوعه منذ بدء الاحتجاجات والثالث منذ بداية العام الجاري وذلك غداة خطاب ألقاه وعد فيه بإجراء إصلاحات سياسية. تزامن قرار العفو مع تدفق الآلاف من المؤيدين لنظام الأسد أمام المقار الحكومية لتنظيم صفوفهم والانطلاق في شوارع دمشق في مسيرات ترفع صور الرئيس بشار والأعلام السورية. وكانت توجيهات من حزب البعث الحاكم صدرت أمس الأول عقب خطاب الأسد لجميع العاملين في القطاع العام بالمشاركة في مسيرات تأييد للأسد ونظامه. وأرسلت شركتا الهاتف النقال رسائل تحث الناس علي الانخراط في مسيرات التأييد للأسد وحملت الرسائل عبارات حماسية مفادها خلي العالم يسمعنا وحدك بتجمعنا سوريا بلدنا وباسمك هتفنا. في المقابل عبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن مساندته للشعب السوري ودعا الشعوب الإسلامية لجعل يوم الجمعة المقبل يوما للاعتصامات السلمية «لدعم ثورة سوريا السلمية». ودعا الاتحاد بالتعاون والتنسيق مع الروابط والاتحادات الأعضاء فيه مثل رابطة علماء الخليج ورابطة العلماء السوريين في الخارج ورابطة علماء السنة وكذلك اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا وغيرها في بيان الشعوب المسلمة وعلمائها ومفكريها وقادتها إلي جعل يوم الجمعة المقبل يوم دعم ومساندة للشعب السوري الثائر ضد الظلم والطغيان وذلك من خلال الاعتصامات السلمية بعيد صلاة الجمعة وأداء صلاة الغائب علي الشهداء والدعاء والتضرع إلي الله تعالي تضامنا مع الشعب السوري ودعما لثورته السلمية. وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما تحدث مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حيث اتفقا علي ضرورة قيام الحكومة السورية بإنهاء استخدام العنف الآن والشروع علي الفور في إحداث إصلاحات ذات مغزي تحترم التطلعات الديمقراطية للشعب السوري. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن تشديد العقوبات علي النظام السوري محذرا من بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة ليظل رهنا بالإصلاحات الموعودة واعتبر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن الرئيس السوري بعد خطابه الأخير بلغ نقطة اللاعودة مشككا أن يكون باستطاعته التغيير بعد القمع المريع في عنفه الذي مارسه علي شعبه. بينما علق نظيره الألماني جيدو فسترفيلي بدوره علي خطاب الرئيس السوري واعتبره شخصا لا رجاء منه لم يفهم إشارات الزمن علي ما يبدو. وتوقعت صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية أن تلجأ سوريا بعد ثلاثة أشهر من الاضطرابات والحملات العسكرية الداخلية المستمرة إلي المساعدات الخارجية لمنع اقتصادها من الانهيار.. وقالت الصحيفة نقلا عن محللين: إنه مع انهيار قطاع السياحة وتوقف الاستثمار الأجنبي في سوريا وارتفاع الإنفاق الحكومي للتخفيف من حالة الاستياء الشعبية فإن احتياطيات النقد الأجنبي لدي المصرف المركزي تتعرض للاستنزاف بسبب محاولات الحكومة الحد من الضغوط علي الليرة السورية.