يعد التراث القبطي والثقافة القبطية، من أهم روافد الثقافة المصرية التي أعلن الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، عن إطلاق برنامج لدراستها يهتم بنشر الدراسات والأبحاث المختلفة حولها. أوضح الدكتور خالد عزب مدير إدارة المشروعات أن التراث القبطي غني بمفرداته في مجالات الفنون والعمارة واللغة والآداب والعلوم وغيرها، كما أن الثقافة القبطية تفاعلت إيجابيا مع الثقافة الإسلامية، وأنتجت مزيجا مصريا فريدا يخص مسيحيي مصر ومسلميها علي حد سواء. الجدير بالذكر أن الدكتور لؤي محمود سعيد تولي الإشراف علي هذا البرنامج ويعد له خطته التي ترتكز علي محاور ثلاثة، المحور البحثي الذي يهم المتخصصين في التراث، يقوم علي مناقشة الأبحاث والدراسات من خلال إقامة المؤتمرات وعقد الندوات. أما المحور الثاني فهو الأهم -حسب قول سعيد- حيث يختص بالجانب التثقيفي للجمهور المصري، ويوضح سعيد أن هذه الفكرة كانت مطروحة منذ سنوات، لكن تعطش الجمهور المصري لمعرفة هذا التراث، والنجاح الملحوظ الذي حققه المؤتمر الدولي للقبطيات، الذي نظمته مكتبة الإسكندرية في سبتمبر الماضي، هو ما أسهم في تنفيذها الآن.. والمحور الثالث والأخير هو الجانب التوثيقي الميداني، الذي يقوم علي اتجاهين، الجزء المادي المتمثل في الكنائس والأديرة علي مستوي مصر كلها، والجزء غير المادي المتمثل في التراث الشفاهي القائم علي العادات والتقاليد والموسيقي وممارسة الطقوس وغيرها، وفي هذا الصدد يشير سعيد إلي أنها أحد أهم الأهداف لإيجاد أوجه التشابه بين التراثين القبطي والإسلامي.. وفي نفس الإطار، أكد سعيد أنه تم البدء في الإعداد لأول وأكبر موقع إنترنت في القبطيات لإزاحة الستار عن هذا التراث شبه المهمل من الذاكرة الوطنية الجمعية.