كتب: أحمد سمير الاقتصاد ينهار.. المصريون يشترون السلاح لحماية أنفسهم.. الإخوان قادمون.. لابد من تأجيل الانتخابات. هكذا تحدث البرادعي.. ويقال إن تعريف البرادعي في المعجم الوسيط أنه "الرجل اللي حيلبس في حيطه" ويقال أيضا أن البرادعي هو الرجل الذي يناقش في مايو نفس ما كنا نناقشه في فبراير. لسبب ما مازال البرادعي يتحدث عن مجلس رئاسي، ولسبب ما مازال يتحدث عن تأجيل الانتخابات، ولسبب ما يكتب سائقو الميكروباص علي سياراتهم "مفيش حد صالح، كله بتاع مصالح". معلوماتي محدودة عن الليبرالية، فعادة أهتم بالشأن المصري، ولكني كنت أنوي انتخاب المرشح الليبرالي فالعالمون ببواطن الأمور أكدوا لي أن الليبرالي إنسان علي خلق ومتحمس للانتخابات وسيبني مؤسسات كتلك التي نراها في أفلام شانل تو. أتابع البرادعي بحماس منذ كنت أجمع توقيعات لشيء ما عطلتني الثورة للأسف عن استكماله، وفهمت من خلال متابعتي للبرادعي أن الليبرالي هو شخص لا يرضيه خيار ال77% من الشعب في مجلس منتخب يكتب دستورهم إذ يغرد علي تويتر بأنه يريد دستور قبل الانتخابات، كما فهمت أن الليبرالي لا يشترط وفقا لحوار له مع يسري فودة جمعية تأسيسية منتخبة لكتابة الدستور. والأسوأ أنني اكتشفت أن الليبرالي يخشي من نتائج الانتخابات في حوار مع السي إن إن.. فالليبرالي لا يريد انتخابات لان الليبرالي نفسه غير مستعد لها. لا أفهم كيف أثق في مرشح لا يثق في قدرتي علي اختيار من يكتبون دستور بلدي ولا يبدو لي الليبرالي شخصاً جيداً. عموما أنا أتفهم بشاعة الصورة الذهنية للبرادعي في الريف والصعيد، فقد قالت لي طبيبة من قنا إن أحدا لا يرد عليها عندما تتحدث عن البرادعي لأنهم يحترمونها هناك. وطالما ساءتني هذه الصورة باعتباره "كان" مرشحي لفترة طويلة، ولكن يسوؤني أكثر حديث هزلي عن ناس تشتري سلاح وإخوان قادمون واقتصاد يفلس لقطع الطريق علي انتخابات لا تروق لشخصه الكريم، أعتقد أن الأجدي اتخاذ خطوات حقيقية تبدل الصورة التي رسمها التشويه المنهجي الذي تعرض له البرادعي علي يد إعلام مبارك. أذكر أنني عبرت لوالدي يوما عن رغبتي في أن تنفجر المدرسة لأتخلص من ملل الدراسة لكنه أكد لي أن شعورك بالسقوط في الامتحان ليس مبررا كافيا لتفجير المدرسة.. وأعتب علي والد البرادعي لأنه لم يرسخ هذه المفاهيم الأصيلة في ذهن ولده. لا يذهلني إصرار البرادعي علي دستور من لجنة يعينها العسكر فربما من صفات الليبرالي الأصيلة أن يكون "بايت بره" يوم 19 مارس.. لكني يذهلني إصراره علي الخصم من رصيده بشكل انتحاري عبر خطاب معاكس ل14 مليون يتصادف أنهم سيشاركون في انتخابات الرئاسة لأسباب لا يعلمها إلا الله. أفهم الإصرار الطفولي لشاب صوت بلا بأن الاستفتاء لم يتم أصلا وأن ال14 مليوناً لم يكن أحدا منهم يفهم علي ماذا سيصوت، ولكني لا أفهم ما معني صدور نفس المعاني من سياسي ليبرالي يعلم أن الاستفتاءات ليست حدثاً كرنفالياً يتم في شهر مارس. أتساءل بعد كلام البرادعي عن تأجيل الانتخابات، ماذا لو قرر العسكر تأجيلها فعلا؟ فهل سينزل البرادعي معنا للتظاهر ضد بقاء العسكر أم سيقفز فرحا ويغرد في الفضاء الالكتروني لأن المجلس العسكري استجاب لضغوطه. مازلت أكن للبرادعي احتراما لموقفه المناهض لمبارك، ولطالما رددت أن صوتي أقرب للبسطاويسي و البرادعي، ولذلك يحزنني عدم قدرة البرادعي علي الاستفادة من دعم النخبة له في تشكيل ائتلاف يضم شخصيات متنوعة لدعمه أو الاتفاق مع محافظ ليكون نائب رئيس، ولكن بعيدا عما يحزنني أو يسعدني لا أملك سوي التأمل فيما ينسب زورا للإمام علي أنه قال "أنصار البرادعي نيام فإذا جاءت الانتخابات انتبهوا".