الاقتصاد ينهار.. المصريون يشترون السلاح لحماية أنفسهم.. الإخوان قادمون.. لابد من تأجيل الانتخابات. هكذا تحدث البرادعي.. ويقال إن تعريف البرادعى في المعجم الوسيط انه “الرجل اللى حيلبس في حيطه ” ويقال أيضا أن البرادعى هو الرجل الذي يناقش في مايو نفس ما كنا نناقشه في فبراير. لسبب ما لازال البرادعي يتحدث عن مجلس رئاسي ، ولسبب ما لازال يتحدث عن تأجيل الانتخابات ، ولسبب ما يكتب سائقو المكروباص على سيارتهم “مفيش حد صالح، كله بتاع مصالح”. معلوماتي محدودة عن الليبرالية، فعادة اهتم بالشأن المصري، ولكنى كنت أنوى انتخاب المرشح الليبرالي فالعالمون ببواطن الأمور أكدوا لي أن الليبرالي إنسان على خلق ومتحمس للانتخابات وسيبنى مؤسسات كتلك التي نراها في أفلام شانل تو. أتابع البرادعى بحماس منذ كنت اجمع توقيعات لشيء ما عطلتني الثورة للأسف عن استكماله ، وفهمت من خلال متابعتي للبرادعى أن الليبرالي هو شخص لا يرضيه أن يختار الشعب مجلس منتخب ليكتب دستورهم إذ يغرد على تويتر بأنه يريد دستور قبل الانتخابات.. عظيم ربما المجلس لا يعبر عن تركيبة المجتمع بسبب الظروف السياسية لكني فهمت أن البرادعي الليبرالي لا يشترط أيضا وفقا لحوار له مع يسري فوده جمعية تأسيسية منتخبة لكتابة الدستور. والأسوأ أنني اكتشفت أن الليبرالي يخشى من نتائج الانتخابات في حوار مع السي ان ان.. فالليبرالي لا يريد انتخابات لان الليبرالي نفسه غير مستعد لها. لا افهم كيف أثق في مرشح لا يثق في قدرتي على اختيار من يكتبون دستور بلدي ولا حتى من خلال انتخاب جمعية تأسيسية ولا يبدو لي الليبرالي شخص جيد. عموما أنا أتفهم بشاعة الصورة الذهنية للبرادعى في الريف والصعيد ، فقد قالت لي طبيبه من قنا أن أحدا لا يرد عليها عندما تتحدث عن البرادعى لأنهم يحترمونها هناك. وطالما ساءتني هذه الصورة باعتباره “كان” مرشحي لفترة طويلة، ولكن يسوؤني أكثر حديث هزلي عن ناس تشترى سلاح وإخوان قادمون واقتصاد يفلس لقطع الطريق على انتخابات لا تروق لشخصه الكريم، اعتقد أن الأجدى اتخاذ خطوات حقيقية تبدل الصورة التي رسمها التشويه المنهجي الذي تعرض له البرادعي على يد إعلام مبارك. اذكر أنى عبرت لوالدي يوما عن رغبتي في أن تنفجر المدرسة لأتخلص من ملل الدراسة لكنه أكد لي أن شعورك بالسقوط في الامتحان ليس مبررا كافيا لتفجير المدرسة.. وأعتب على والد البرادعي لأنه لم يرسخ هذه المفاهيم الأصيلة في ذهن ولده. لا يذهلني إصرار البرادعى على دستور من لجنة يعينها العسكر فربما من صفات الليبرالي الأصيلة أن يكون “بايت بره” يوم 19 مارس .. لكنى يذهلني إصراره على الخصم من رصيده بشكل انتحاري عبر خطاب معاكس ل 14 مليون يتصادف أنهم سيشاركون في انتخابات الرئاسة لأسباب لا يعلمها إلا الله. افهم الإصرار الطفولي لشاب صوت بلا بأن الاستفتاء لم يتم أصلا وأن ال 14 مليون لم يكن أحدا منهم يفهم على ماذا سيصوت، ولكنى لا افهم ما معنى صدور نفس المعاني من سياسي ليبرالي يعلم أن الاستفتاءات ليست حدث كرنفالي يتم في شهر مارس. يتسائل صديقي الدرينى لماذا لا يتفرغ الدكتور البرادعي لقضايا مهمة وملحة مثل الاحتباس الحراري؟ والتحركات النضالية لأجل استخدام فايرفوكس بدلا من إكسبلورر، اما انا أتساءل بعد كلام البرادعي عن تأجيل الانتخابات، ماذا لو قرر العسكر تأجيلها فعلا؟ فهل سينزل البرادعي معنا للتظاهر ضد بقاء العسكر أم سيقفز فرحا ويغرد في الفضاء الالكتروني لان المجلس العسكري استجاب لضغوطه. مازلت أكن للبرادعى احتراما لموقفه المناهض لمبارك، و لطالما رددت أن صوتي اقرب للبسطاويسى و البرادعى، ولذلك يحزني عدم قدرة البرادعى على الاستفادة من دعم النخبة له في تشكيل ائتلاف يضم شخصيات متنوعة لدعمه أو الاتفاق مع شخصية محافظة ليكون نائب رئيس، ولكن بعيدا عما يحزني أو يسعدني لا املك سوى التأمل فيما ينسب زورا للإمام علي أنه قال” أنصار البرادعي نيام فإذا جاءت الانتخابات انتبهوا”.