هي ثورة صنعتها قلوب الشباب الصادقة والصافية التوّاقة إلي الحرية والعدالة الاجتماعية لقد آمنوا حقا ويقينا ان بلادهم مصر لا تستحق هذا الوضع المتردي بين الأمم ...وان مصر بلد عريق ..لقد تأكد لدي هذا الأمر من خلال متابعتي عن كثب في مرحلة ما قبل الثورة بحث الشباب عبر صفحات الويكيبيديا وموقع اليوتيوب عن عظمة الجندي المصري أثناء حرب 1973 ومقتطفات من خطب عبد الناصر الحماسية وكلمات السادات الصارمة بحق الصهيونية، نعم ظلت قلوبهم تختلج في صدورهم وتعتصر ألما وهم يبحثون في الماضي عن حضارة مصرية عريقة ضلت طريقها في الثلاثين عاما الماضية كان من الطبيعي ان تسمع نقاشات الشباب في المنتديات تدور في فلك واحد كيف بني المصريون السد العالي ..كيف حطموا الجيش الإسرائيلي ..كيف بنوا الأهرامات ..كيف تبنت مصر فكرة القومية العربية ..كيف استطاع المصريون إيقاف زحف التتار في حطين في معركة غيرت وجه الكرة الأرضية ...كيف فتح صلاح الدين القدس معتمدا علي الجيش المصري ..ثم يستيقظ هؤلاء الشباب الشرفاء علي واقع أليم ...أصنام وجوهها لا تتغير جعلت مصر في أسفل السافلين. مجموعة من الفشلة الذين استخفوا بحضارة الشعب العريق سوّلت لهم أنفسهم تعبئة المال حتي تضخمت ثرواتهم وثروات ابنائهم وأحفادهم ..سوّلت لهم أنفسهم أن مصر جميعها ملك يمينهم وقبضتهم وأن الشعب العريق صار جسدا يحتضر فاستعدوا لإرثه وتوريثه.. لم يضعوا في حسبانهم يوما بأن هذا الجسد الذي يحتضر يكتم غضبه ..قالها الكثيرون من قبل منذ الهكسوس..احذروا غضب هذا الشعب ...كان الشباب يتناقش ويغلي ويزبد ويكشر عن أنيابه ...رفعوا شعار يوم 25 يناير هنرجعلك حقك أيها الشعب المطحون...وعلت الصيحة التي زلزلت قلوب الفاسدين علت حتي بلغت عنان السماء ..سمعها الله وسمعتها الملائكة ..ثار كل شاب علي نفسه وتوجهوا إلي ميدان الرعب وأيقونة الحرية ..قالوها منذ البداية الشعب يريد إسقاط النظام ..النظام الفاسد الكريه العقيم الذي بلغ من العمر أرذله وظن أنه سيورثنا ..وهنا ارتبك النظام الفاسد الذي استباح دم هذا الشعب سلّط زبانيته فسقط العديد من الشهداء ولكن صيحة الحق ارتفعت وارتفت ارحل يا ظالم يا طاغية ..وارسل إلينا المخلوع رسالة واضحة علي المصريين ان يختاروا بيني وبين الفوضي ..نعم يا مبارك لقد اخترنا الفوضي وعسي الله ان يهدينا جميعا ...الرسالة كانت عميقة لكل طاغية ان لكل اجل كتاباً ولكل ظالم نهايه و عبرة ..كان الشرفاء يبعثون له برسائل صافية مذكرينه بنهاية الطغاة وعروشهم منذ فرعون مرورا بشاوشيسكووانتهاء بزين العابدين ولكن هذا النظام الفاسد كان اصم بلا أذنين أو كان يستمع ويتساءل بسخرية ومن سيثور ..أهذا الجسد الممدد كالجثة العفنة سيثور هيهات ...كان الأمر كالحلم انهارت كل الطواغيت وتبين للجميع ان القبضة الأمنية الهائلة ما هي سوي عصا سليمان التي أكلتها دابة الأرض وتفكك أمن الدولة الجهاز الذي قسا كثيرا علي المصريين وحطم أحلامهم وطموحاتهم ..انهار بغتة كبيت العنكبوت . فلنتذكر دوما ثورتنا العظيمة ..فلنتذكر دوما ان جيل آبائنا الذي اذل إسرائيل وعبر قناة السويس ومحق خط بارليف المنيع هوالجيل الذي انجب هؤلاء الشباب الشرفاء الذي حطّم الطاغوت وكسر القيود كم اشعر بالفخر وانا اري الشعوب الغربية تتأثر بالثورة المصرية ويرفعون شعارات ( امشي كأنك مصري وتظاهر وكأنك في ميدان التحرير) . لهذا يجب أن نؤمن اننا مازلنا في البداية.. الحلم..الذي كنا دوما ما نحلم به ...مصر العظيمة تضرب من جديد ...النهضة ..غير من نفسك ..ثر علي نفسك مرة أخري ..تخيل دوما انك تقف في ميدان التحرير.. ترفع يدايك وتهتف سأغير وجه مصر إلي الأفضل ..سأغير وطني حتي يأتي أولادي وأحفادي يعيشون علي أرض طاهرة لا يعيث فيها الفاسدون ...بهذا وهذا فقط تتغير الأمم وتتحقق النهضة ...هيا قم وثر علي نفسك مرة أخري وكأنك في ميدان التحرير.